الجمعة، 28 فبراير 2014

سبعة أسئلة إلى وزير الثقافة الجديد

ناصر عراق

سبعة أسئلة إلى وزير الثقافة الجديد

أياً كان وزير الثقافة الجديد الذى سيختاره رئيس الوزراء المكلف إبراهيم محلب (الذى تم اختياره أيضاً بطريقة سرية تعيد إلى الأذهان الأسلوب المريب لحسنى مبارك فى اختيار رؤساء حكوماته)، أقول: أياً كان الشخص، فإنه مطالب بالإجابة عن سبعة أسئلة أراها بالغة الأهمية!.

لكن قبل أن أطرح أسئلتى هناك نقطة أود تحريرها، وهى أن التخبط فى اختيار وزير ثقافة لمصر يعود فى الأساس إلى أمرين: الأول: غياب فهم واضح ومحدد لدور الثقافة بشكل عام لدى حكامنا، والأمر الثانى: محاولة البحث عن وزير يشكم غضب المثقفين إذا جاءت سلطة جديدة لا تعجبهم، أما الأسئلة السبعة الموجهة للوزير الجديد فهى:
- السؤال الأول: كيف ستتعامل مع جموع المثقفين وهم لا يشكلون كتلة متجانسة من حيث تباين الانتماءات الفكرية والسياسية، ففيهم الليبرالى والثورى واليسارى واليمينى والموهوب والطموح والمدّعى والأفاق؟.

- السؤال الثانى: كيف ستواجه الانتقادات الحادة المنبعثة من هيئات ومؤسسات وزارتك، إذا كنت قادماً من خارج الوزارة؟.

- أما السؤال الثالث فهو: ما رؤيتك للثقافة؟ هلى هى سلعة أم خدمة؟ وكيف يمكن للمواطن البسيط فى مصر كلها، وأكرر مصر كلها وليس القاهرة، أن ينال حقه المشروع من الثقافة بأرخص الأسعار، إن لم يكن مجانا؟.

- ماذا فى جعبتك لمواجهة الأفكار المتشددة وتجار الدين الذين أفسدوا عقول الشباب؟. هذا هو السؤال الرابع، فأنت تعرف يا معالى الوزير أن هذه الأفكار نخرت عقول مصر طوال أربعين سنة كبيسة، إذ راجت فى السنوات الأخيرة بشكل مرعب، بعد أن أهملت الدولة واجبها فى تثقيف الناس وتغذية وجدانهم، وتركت الجماعات المتخلفة تحشو عقول الملايين بأفكار تخاصم العصر وتكره الآخر، وجاء وزير ثقافة مهووساً بالمهرجانات والضجيج والإعلام، ناسياً القيام بواجباته فى حماية العقل المصرى من غربان الظلام؟.

- أما السؤال الخامس فيتلخص فى الآتى: ما هو برنامجك للتنسيق بين وزارتك ووزارتى التعليم والإعلام، إذ من المعروف أنه بدون هذا التنسيق فإن كل جهودك ستضيع سدى، وأن تثقيف الناس وتهذيب مشاعرهم يتكئ على التنسيق بين وزارات الثقافة والتعليم والإعلام، وهو ما لم يحدث قط فى عهود السادات ومبارك ومرسى؟!.

- كيف ستعيد البهاء الثقافى المفقود للدور المصرى عربياً، بعد أن تآكل هذا الدور وتشوه على يد أنظمة بائسة لم تقدر مصر وجوهرتها الثمينة، أعنى مكانتها الثقافية فى عقول ووجدان العرب؟.

- ما وسائلك لإقناع رجال الأعمال المحترمين بدعم الثقافة ورعاية الموهوبين الشباب؟. هذا هو السؤال السابع والأخير، فأنت تعلم أن النهضة الثقافية والفنية فى الدول الكبرى قامت بشكل رئيسى على تشجيع أثرياء ذلك الزمان للمبدعين والكتاب والفنانين.

هذا – فى اعتقادى - أهم سبعة أسئلة تنتظر إجابتك عليها، وبالتأكيد هناك أسئلة أخرى تتفرع عنها، لكن دعنا نطالع برنامج وزارة الثقافة فى عهدك لنحكم عليك!.

ليست هناك تعليقات: