الأحد، 2 نوفمبر 2014

رواية الباب الأخضر لصديق الحكيم :الفصل الثالث ج2



كانت سلوي قد جمعت كل المعلومات الأساسية عنه وعن أسرته من زميلات المدرسة ومن أمها التي تقمصت دور المفتش كورومبو وجمعت كل ما أمكن من معلومات عن أسرته أثناء تجولها في شارع الباب الأخضر وحاراته
وقد استبشرت الأم باسم الباب الأخضر وقالت فأل خير
وعرف محمود معني عبارة دكتور مصطفي محمود في كتابة أناشيد الإثم والبراءة (الحب هو الألفة ورفع الكلفة، أن لا تجد نفسك في حاجة للكذب، أن تصمتا أنتما الاثنين فيحلو الصمت وأن يتكلم أحدكما فيحلو الإصغاء)
وكأن الحب بينهما قد ولد حتي قبل أن يلتقيا قبل أيام في المدرسة وها هو ينضج بسرعة مذهلة ومع نموه ونضجه يفتح كل منهما للآخر قلبه وعقله دون تحفظ كأنما هما قطعتي أرابيسك عاشق ومعشوق
كانت الأمور المالية هي ملف شائك يتحرج منه محمود لكن سلوي بحكمتها ومرحها وانفتاح عقلها شجعته علي فتح كل الملفات في جلستهما الأولي فصارحها أن حصيلة عمل خمس سنوات في الغربة بالكاد اشتري بها شقة  100 متر في حي شدس بالقرب من المدرسة وشطبها وقام بتجهيزها وتبقي معه مبلغ معقول
ومن ضمن حديث الصراحة أنه صرف كل ما ادخره خلال أحد عشر شهرا قضاها في السعودية علي استكمال التجهيزات الضرورية لشقته أو شقتهما والتي هي مسكن الزوجية أو البيت السعيد وطبعا سداد بعض الديون القديمة من أيام العوز والفاقة
واتفق أن العروسيين المقبلين علي الارتباط المقدس يدمنان مبدأ الصراحة لكن كل له طريقة (صراحة الهروب من المسؤولية لدي محمود وصراحة المواجهة وتحمل المسؤولية عند سلوي)
ومرت الساعات كأنها ثوان 
يفهم أحدهما صاحبه من نظرة عين
وترضيه منه ابتسامة رائقة
ولم يعكر صفو هذا الانسجام
سوي مايراه محمود توافه لا تقدم ولا تؤخر
مثل الشبكة المبالغ فيها كما يفعل الفلاحين
وأهل الأسكندرية يطلقون لفظ الفلاحين علي الناس القادمين من الريف إلي الأسكندرية وخصوصا ريف البحيرة وكفر الشيخ
كان يري محمود أن يكتفي بدبلة دهب ومحبس عيار 18 للعروس ودبلة فضة للعريس ويوفران بقية المبلغ للأساسيات التي تنفعهما بعد الزواج
لأن هذه الكماليات ماهي إلا فشخرة أمام الناس الذين يتكلمون ويتهامسون علي بعضهم في كل شاردة وواردة
وفي الأخير كلام الناس كما تقول الأغنية لا بيقدم ولا بيأخر
ولن يبقي إلا الدين كالحبل الخشن في رقبة المدين
وقد صدقت سلوي علي كلام محمود عندما ذكرت له أن دراسة أمريكية حديثة حذرت المقبلين على الزواج من الارتفاع أو المبالغة فى تكاليفه، لأنه ثبت أنه كلما ارتفعت تكاليف الزواج زادت فرص الطلا ق والعياذ بالله.
وأردفت سلوي :يعود السبب فى ذلك، وفقا للدراسة، إلى أن تكلفة الزواج العالية يترتب عليها بطبيعة الحال تراكم الديون على الزوجين، وهو ما يجعل حياتهما تعيسة، وانشغال الزوجين فى تسديد الديون الناجمة عن المبالغة فى تكاليف الزواج، إلى جانب الندم الناتج عنها.
ويبدو أن العروسين كانا في واد وأسرة سلوي في واد أخر
وملاحظة أخري جديرة بالذكر أن أسرة محمود حنفي والمكونة من أبيه وأمه وأخواته البنات الأربعة اللاتي يطلق محمود عليهن (الميمات الأربعة) لا تتدخل في الموضوع لا من قريب ولا من بعيد
اللهم إلا الحضور المشرف
وهذا شرط محمود عليهم حتي تتم الزيجة وهذا نوع من صراحة الهروب وإن كان يظن محمود أنه صراحة مواجهة
وحتي يفي محمود هو الآخر بوعده لوالديه في المساعدة في تجهيز أخواته البنات الأربعة عندما يأتي ابن الحلال لكل واحدة منهن إن شاء الله تعالي خصوصا أن الأب قد اقترب من سن المعاش وقد ادخر كل ما يملك في تعليم أولاده الخمسة
أجمل شئ في محمود وعائلته الصراحة والوضوح دون كذب أو تجمل فشعارهم في الحياة الصراحة راحة لكن صراحة حسب فهم كل واحد

سافر محمود وتواصلت المكالمات الهاتفية في البداية ثم استمر التواصل عن طريق شبكات التواصل الاجتماعية 

ليست هناك تعليقات: