الأحد، 2 نوفمبر 2014

رواية الباب الأخصر لصديق الحكيم : الفصل الرابع



(4) الحب عبر سكايب
مر عام  بالتمام والكمال علي هذه العلاقة العاطفية الصريحة والشفافة والرومانسية العاقلة (غير المتهورة) بين محمود وسلوي
وفي غضون هذا العام عرف محمود تقريبا كل شئ عن محبوبته سلوي وأسرتها الصغيرة هنا في الأسكندرية وأصولها وأسرتها الكبيرة في قرية أشليمة بمحافظة البحيرة حيث النشأة والجذور
 وعرفت سلوي هي الأخري مايريد محمود أن تعرفه عنه وعن أسرته
في أثناء هذا العام
كان التواصل مستمرا بين سلوي وحبيبها من خلال كل وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة  مثل فيسبوك وتوتير وسكايب
 وفي أحيان قليلة الموبايل لأن تكلفته باهظة والعريس في عرض كل هللة وريال حتي تنتهي معاناته في الغربة ويعود إلي أرض الوطن الحبيب لكي يجتمع علي خير شمل الأسرة وترفرف السعادة علي حياتهما الجديدة
لذا كان التوفير والإدخار هو سيد الموقف ولا صوت يعلو فوق صوت الدولار
ومع إقبال أشهر الصيف شديدة الحرارة والرطوبة في الخليج تبدأ العمالة المصرية في النزول إلي أرض الوطن العزيز الغالي
وما أن تخطو خطواتك الأولي علي أرض الوطن حتي تجد المعاناة الشديدة للأهل من انقطاع متكرر للكهرباء والمياه في عز حرارة الصيف ، حتي تتمني انقضاء شهر الأجازة والعودة مرة ثانية إلي الوطن الثاني رغم كل المعاناة التي تتكبدها في الغربة من الوحدة والحرارة الشديدة والرطوبة  المرتفعة وغلاسات الكفيل وغيرها من مشكلات العمل خارج الوطن حيث أنت وحدك بمفردك وقلما تجد المعين والصديق والصاحب
وقبيل عودت محمود حنفي إلي أرض الوطن في أجازته السنوية قال لسلوي في إحدي جلسات التواصل عبر برنامج سكايب
-سأحضر بعد أسبوع إن شاء الله
-ترجع بالسلامة يا حبيبي
-هل فاتحت ماما في الموضوع
-ماما عارفة كل شئ منذ البداية فأنا أقول لها كل شئ لأن ما بيننا ليس فيه ما يشين يا حبيبي
-وهل بابا عنده فكرة ؟
- طبعا ماما أعطته فكرة   وهو ينتظر حضورك مع أهلك للتعارف
- طب ممكن تحددي معاد معه علشان أجي ومعي والدي ونقرأ الفاتحة
كان  الحوار عاديا بينهما حتي كتب محمود هذه الجملة الأخيرة
ورغم أن سلوي كانت تتوقعها منذ أن تعرفت علي محمود قبل عام إلا أنها كمعظم البنات في الأسكندرية علي وعي تام بحوارات الشباب الفاكسة وخصوصا علي النت التي تتسم بالتسلية وتكوين حرملك وهمي لجناب السلطان
إلا أن سلوي تعرف جدية محمود وعقله الكبير وفكره الناضج وشخصيته الدوغري وخصوصا بعد اللقاء الأول معه وكلام أبلة حكمت المشجع عنه
-الو الو سلوي
-رحت فين يا حبيبتي
بعد ثوان جاء الرد من سلوي التي كانت في دهشة تمتزج بفرحة من وقع الجملة علي عقلها وقلبها الذي أخذت نبضاته في الزيادة حتي تسعين نبضة في الدقيقة وتنهيدات سلوي لا تتوقف إنها أعراض طبيعية هرمونية رغم ما عرف عن سلوي من أنها عاقلة ومتزنة وحازمة
لكن هذه الأمور تتحكم فيها قشرة الدماغ في الأوقات العادية
أم في هذا الموقف فالكلمة العليا لهرمون السعادة والفرح
وبسرعة ولهفة كتبت سلوي ترد علي محمود الذي بدت عليه علامات الغضب لأنه يراه علي شاشة اللاب توب شاردة الذهن سارحة الخيال وعلي وجهها تبدو واضحة حمرة الخجل العذري
-ايوة معك حاضر هبلغه إن شاء الله
-موعدنا يوم الجمعة اليتيمة (الجمعة الأخيرة من شهر رمضان) بعد صلاة العشاء والتراويح
-تمام موعد مناسب جدا هبلغ ماما عشان تمهد للموضوع مع بابا
وبعد ذلك استمر الحوار بينهما حتي وقت متأخر من الليل في أمور أخري كثيرا ما تحدث بين الأحبة المتواصلين عبر سكايب
مثل ماذا أكلت اليوم ؟
كيف كان حال العمل ؟
ما هي آخر الكتب التي قرأتها؟
حتي ينتهي مطاف الأسئلة إلي نوعية ومقاس الحذاء ومقاس أشياء أخري
يضيق المقام عن ذكرها لكنها متخيلة ومعهودة لرواد النت

وزادت كثافة حوارتهما عبر سكايب خصوصا في ليالي الأسبوع الأخير رغم أنها ليالي رمضانية مباركة حتي بلغت ذروتها في الكثافة والسخونة ليلة الثلاثاء عشية السفر إلي مصر كأنما يودعان العالم الافتراضي إلي العالم الواقعي بحب امتد حتي مطلع الفجر

ليست هناك تعليقات: