الأحد، 2 نوفمبر 2014

الفصل الثامن من رواية الباب الأخضر لصديق الحكيم



(8) الصديق في ورطة

وبينما محمود مستلق علي سريره لأول مرة في شقته الجديدة ينتظر النوم القادم في سرعة البرق بعد عناء يوم طويل في المطارات
إذ بجرس الموبايل يرن ويرن ويرن
حاول محمود أن يطنش مرة واثنين
لكن الطالب علي الموبايل يواصل في إصرار غريب
أول الأمر خمن أن تكون سلوي تريد أن تكمل حوارها معه
وبحركة كسلي متراخية فتح عينيه لينظر من الطالب
حسين رددها في استغراب  
ولماذا حسين الآن لعله نسي شئ مهم
-فتح الخط
-حسين علي الطرف الآخر :الحقني يا محمود
الحقني يا محمود
-محمود: اهدا يا حسين خير في ايه
إنت فين
-أنا في قسم الشرطة
-أي قسم شرطة وليه ؟
- قسم شرطة أول الرمل اللي في شارع أبوقير جنب بنزينة توتال
نهض محمود مسرعا من سريره وارتدي ملابس الخروج وأبلغ أباه بالأمر فقال له الوالد هل أجيء معك
-رد محمود: لا عليك يا أبي سأتواصل معك عبر الموبايل لأخبرك بالجديد علي طول وكان سوبر ماركت السعادة لايزال مفتوحا فاشتري محمود 5 علب سجاير وكيسين عيش فينو وجبن رومي وحلاوة وزيتون وثلاث زجاجات مياه معدنية كبيرة وغير ألف ريال سعودي من سعيد حمدان بألفي جنيه مصري (20 ورقة جديدة تدبح من فئة المئة جنيه)
-وفي الطريق إلي قسم الشرطة اتصل محمود بالأستاذ ماجد عباس المحامي زميل دراسة حسين ومحمود ليصطحبه معه إلي قسم الشرطة
وصل محمود إلي قسم شرطة أول الرمل قبل الفجر بساعة تقريبا
فوجد حسين مكبل بالكلبشات وجالس في مكتب ضيق مجاور لمكتب معاون المباحث وسط مجموعة من الناس يبدو عليهم التشرد والتوهان
حاول محمود أن يدخل المكتب الضيق ليتحدث إلي حسين ليستفسر من عن تفاصيل ماحدث له
لكن الشاويش المناوب منعه في أول الأمر فما كان من محمود إلا أن لف ورقة بمئة جنيه ودسها في جيب الشاويش
فهمس له الشاويش :لا تتأخر كثير
وزعق الشاويش في مرافقي حسين حتي يخلو مكان لصديقه
جلس محمود بجوار حسين وما أن جلس حتي بدأ حسين في البكاء
محمود : أعرفك رجلا يا حسين لما البكاء يا رجل تماسك
-قولي أنت جيت إزي هنا
-بعدما نزلت من عندك ذهبت مباشرة لشقتي وعندما صعدت إلي الشقة وجدت أنني نسيت علبة السجاير في العربية وكنت بحاجة إلي سيجارة قبل بداية يوم جديد من الصيام  
فنزلت لأجد هذه العصابة تترنح وفي حالة توهان كما تري الآن وأكثر
ويحيطون بسيارتي بهدف سرقتها فغاظني ذلك وأنت تعرف السيارة جديدة وبالشئ الفلاني فتشاجرت معهم حتي يتركوا السيارة لكنهم لم يتراجعوا وفي هذه الأثناء مرت سيارة شرطة فقلت الحمد لله ستأخذهم
ونزل الضابط برتبة ملازم أول ولم يمهلني حتي أتحدث فأخذنا جميعا وقذف بنا في البوكس تماما كما كانت تفعل البلدية مع الكلاب الضالة
ولم يسمع مني أي شئ وقال لأمين الشرطة المرافق حطهم عندك لحد الصبح لحد ما أجي وأشوف هعمل فيهم إيه
هذه هي  كل الحكاية
وحضر الأستاذ ماجد عباس المحامي
فسأل عن الضابط المناوب فلم يجد سوي الشاويش فسأله عن محضر الضبط والتحقيق فلم يرد عليه فدس الأستاذ ماجد في جيب الشاويش ورقة بمئة فنطق الشاويش : مفيش محضر ولا ديوله
حضرة الضابط وائل باشا : قال يترموا هنا لحد الصبح
فما كان من المحامي إلا أن أجري بعض اتصالاته التي تكون هي الحل الوحيد حينما تعم الفوضي
وبعد قليل رن جرس تليفون غرفة معاون المباحث
فهرول الشاويش ليلتقط السماعة بسرعة
فجاءه أمر الضابط وائل باشا :نزل العيال اللي في الحجز كلهم التخشيبة  وسيب اللي اسمه حسين فوق وفك كلبشاته أنا جاي علي طول مسافة السكة
-كان الوقت يمر بطيئا وقرآن الفجر قد انتهي وبدأت الابتهالات التي تسبق الآذان فأخرج محمود كيس العيش الفينو وصنع بعض السندوشات وأعطي حسين والمحامي وعزم علي الشاويش فأخذ بعض السندويتشات وزجاجة مياه معدنية وكمان علبتين سجاير
وتسحر الثلاثة زملاء الدراسة وضحك ماجد وضحك بعده محمود ثم تبعهم حسين
وقال ماجد : مين كان نتوقع أن نجتمع بعد كل هذه السنوات وهنا في القسم ونتسحر عيش وحلاوة  دي بركاتك يا عم حسين
فيرد محمود : وإيه كمان في أول يوم أجي فيه من السعودية
وارتفع صوت الحق مؤذنا بصلاة فجر جديد
ذهب محمود للشاويش وفي يده علبة سجاير وسأله عن مكان الحمام حتي يتوضأ هو وحسين
فرد الشاويش وكمان حسين فأعطاه محمود علبة السجاير الرابعة
فرد الشاويش :طب وزميلكم التالت
ضحك محمود وقال للشاويش دا الأستاذ ماجد عباس بطرس

فرد الشاويش يعني مفيش سجاير تاني طب يلا بسرعة 

ليست هناك تعليقات: