الأحد، 2 نوفمبر 2014

الفصل التاسع من رواية الباب الأخضر لصديق الحكيم



(9) حوار مع صديقي المخلص
وأثناء أداء حسين ومحمود صلاة الفجر
حضر ضابط برتبة مقدم ومعه وائل باشا  ودخلا غرفة المأمور
فهرول الشاويش وأغلق الباب خلفهم ووقف أمامه
وجاء ماجد المحامي وأخرج بزنس كارد الخاص به وأعطاه للشاويش ليدخل به للباشا
فدخل الشاويش وبعدها بدقيقة 
نادي الضابط وائل :اتفضل يا أستاذ
فدخل المحامي ماجد في همة ونشاط قائلاً: مساء الخير يا فندم
المقدم :قول صباح الخير
ماجد: صباح الفل يا فندم
وائل باشا: سيادة المقدم محمد باشا مسعود
وجاي مخصوص من شارع الفراعنة (شارع به مقر أمن الدولة ) لحد هنا علشان موكلك
ماجد :خير ياباشا هو في مشاكل لا سمح الله
المقدم : لأ هو جاء هنا بالصدفة وإنت قومت الدنيا باتصالك بسعادة اللواء رئيس الجهاز في الأسكندرية
فدورت علي ملفه عندنا فوجدت له ملف قديم
فوقع قلب ماجد في رجليه وقال في نفسه أمن دولة يا حسين وقعت ولا حد سمي عليك
وأردف المقدم قائلا :لا تخف هو لا غبار عليه فهو بدون تصنيف يعني لأ إخوان ولا شيوعي ولا شيعي ولا 6 أبريل هو تحت بند مثقف درجة تالتة
وتوجه المقدم للضابط وائل باشا : وسأله وهو يبتسم :تعرف واحد اسمه هيرمان جورينج ؟
فتلعثم الضابط  ورد علي المقدم:منكم نستفيد يا فندم
هيرمان جورينج ده هو أحد أبرز قيادات ألمانيا النازية أيام هتلر،والأب الروحى لجهاز البوليس السرى "جيستابو" لكن نهايته كانت مأساوية  فقد انتحر بالسم قبل يوم واحد من إعدامه
الضابط : إيه اللي فكرك بيه يا باشا دلوقتي
المقدم : ما هو دا اللي قال "كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي»، 
ابتسم ماجد ابتسامة ميتة مجاملة لثقافة المقدم
وسأل محمد باشا : طيب يا فندم هو حسين عليه أي ملاحظات في الوقت الحالي
المقدم - لقيت في ملفه صورة من مقال منشور في موقع معارضة صفرا من إياهم بالتحديد موقع العربي الجديد بتاع شركة فضاءات ميديا ليميتد اللي مقرها مقرها لندن ودا واحد من المواقع اللي أشارها الرئيس في اجتماعه الأخير مع الإعلاميين
ثم رمي المقدمة بصورة المقال علي المكتب في اتجاه ماجد قائلاً
اتفضل يا سيدي اقرأ وسمعنا
حوار مع صديقي المخلص 
كعادتي عندما تعجبني أحد المقالات التي أقرأها كل صباح أنشرها كلها أو جزءا منها علي صفحتي علي فيسبوك كنوع من نشر شئ أعجبني
وبالفعل نشرت جزءا من مقال الأستاذ فهمي هويدي في الشروق المعنون 
(الأمن قدّموه على العلم)
خلال السنوات الأخيرة حدث ذلك التراجع فى مستوى الجامعات المصرية (بعض الدول الخليجية لم تعد تعترف بشهادة بكالوريوس الطب المصرية وتتطلب شروطا اخرى لاعتمادها)، إلا ان ظهور العنصر الأمنى على النحو الذى لاحظناه هذا العام لابد ان يكون له أثره السلبى على سمعة تلك الجامعات على الأقل، هذا إذا لم يؤثر تقصير أمد العام الجامعى على تحصيل المناهج وكفاءة العملية التعليمية.
من مقال فهمي هويدي في الشروق
وعلق صديقي المخلص الذي أكن له كل ود وتقدير فقد عملت معه بضع سنين في المدرسة  قبل أن يغادرنا إلي دبي
ورغم أن الحديث عام ولا يخص أحد إلا أن تعليق صديقي جاء كالتالي :
متي يتوقف الاخوان عن مظاهر العنف و يقدموا مصلحة الوطن علي مصلحة الجماعة ؟! أم أن منطقهم لا فيها لا اخفيها !!!
وأردف قائلا : "الذي أطعمهم من جوع و امنهم من خوف" صدق الله العظيم
وتعليقا علي ما كتب صديقي ولأنني أعلم أنه يقرأ للدكتور أيمن الصياد وضعت في ثنايا الحوار رابط مقال أيمن الصياد المعنون 
(تحت قبة الجامعة قلق مشروع علي المستقبل) وفيه يرسم لنا دكتور الصياد ماحدث وما يحدث في الجامعة تحت حكم النظام الجديد أو بعد 30 يونيو وقد اقتبس من مقال سابق للدكتور عمرو الشوبكي عن حالات تم اعتقالها من أستاذة وعمداء جامعات ناهيك عن طلاب وطالبات 
وبعد ذلك يصر صديقي المخلص علي توجيه الاتهام للإخوان وحدهم عما يجري وأن هذا هو خطأهم لأنهم ينتهجون العنف دون مبرر
فكان ردي كالتالي :
الإخوان ولاد ستين في سبعين وماذا بعد ؟؟
هل انتهت مشكلات مصر ؟؟
هل ما يحدث في مصر كله تمام والسجون ليس بها سياسيين من كافة التيارات وبعضهم من مؤيدي ثورة 30 يونيو
ياصديقي الإخوان الآن في أضعف حالاتهم في الداخل لكن النظام يجد فيهم شماعة يعلق عليها فشله في الملفات الأساسية كالصحة والتعليم والبطالة
وعن فرض حالة الطوارئ يري صديقي المخلص أن الأمر ضرورة قصوي لأجل مسمي عند صاحب الأمر ويبرر ذلك بقوله تعال نرى ماذا فعلت أعظم الديمقراطيات وهى تواجه ظروفاً استثنائية فى ظل أعمال إرهابية تهدد أمنها القومى.
وفى الولايات المتحدة الأمريكية، قام الرئيس جورج دبليو بوش بدعم الكونجرس بإصدار قانون الحماية الوطنية الذى يعطى السلطات حق التنصت والاعتقال والتفتيش، على كل المواطنين والمقيمين فى حالة الاشتباه دون اللجوء إلى الإجراءات المعتادة.
وفى بريطانيا، طالبت حكومة ديفيد كاميرون بقانون لمكافحة الإرهاب، وصرح «كاميرون» بعد أحداث الصدامات مع الشرطة قائلاً: «لا تحدثنى عن الديمقراطية والحريات، إذا كان الأمن القومى للبلاد مهدداً من الإرهاب».
أما تركيا التى يقودها طيب أردوغان، فإنها استخدمت الرصاص الحى ضد المتظاهرين فى حديقة جيزى بإسطنبول وضد المتظاهرين الأكراد الذين يطالبون بدور فعال للجيش التركى ضد «داعش».
المهم أن تكون القرارات الطارئة موجهة -فقط- ضد من يهدد البلاد بالإرهاب، ويكون ذلك لفترة محددة، تعود بعدها البلاد والعباد إلى الظروف الطبيعية.
ولم أعلق علي تبريراته الأخيرة التي تبدو مقنعة لكني أخشي أن تكون كلمات حق يراد من وراءها باطل
وقد كرر صديقي عبارة غسيل الدماغ أكثر من مرة وهي كلمة تنتشر كثيرا في ألسنة الجوبلزيين فكان تعليقي الأخير عليه 
ماذا قدم النظام للشباب بشكل عام بما فيهم شباب الإخوان المعتدل؟
 أليس الاستفزاز المستمرللشباب في الجامعات بيئة صالحة لإفراخ دواعش جدد خصوصا أن المعرفة الشريرة متاحة في كل مكان
 فبدلا من احتواء الشباب فضلنا الحديث عن غسيل المخ وحضرتك تعرف أنه لا أحد يغسل مخ أحد إلا إذا كان مستعدا لذلك فمن جعل كل هؤلاء الشباب لديهم استعداد للغسيل بل والدعشنة إذا لزم الأمر
صديقي يعلم أننا وإن اختلفنا في وجهات النظر فلا ولن يخون أحدنا الآخر ويعلم أن كلانا يحب تراب هذا الوطن ويتمني كله الأمن والرخاء والازدهار ولكن ليس علي حساب الحرية والديمقراطية ودولة القانون والعدالة 
ولعلنا نتفق معا أن الوطن فوق الجميع الإخوان والنظام 
تحية من القلب لصديقي المصري وحفظ الله مصر من كل مكروه وسوء
*******
وبعد قراءة ماجد للمقال
علق  ماجد المحامي : مقال عادي نقرأ زيه وأكثر كل يوم سعادتك
المقدم : يا ماجد بيه إحنا في شغلنا لا يعننا بشكل كبير السطور المكتوبة ، ما يعنينا هو ما بين السطور والمستهدف من المكتوب وخلفيات الكاتب

-فهمتني يا أستاذ ماجد

ليست هناك تعليقات: