الاثنين، 12 يناير 2015

ماذا تعرف عن جمعية الأطباء الحفاة؟


السؤال الخامس والعشرين: ماذا تعرف عن جمعية الأطباء الحفاة؟

تدعو منظمة الصحة العالمية التابعة لهيئة الأمم المتحدة دول العالم والمنظمات الإنسانية إلى بذل الجهد لتطوير الخبرات الصحية وطرق العلاج التقليدية، وتعمل في هذا الإطار جمعية "الأطباء الحفاة" التي تعتقد أن جميع سكان العالم يمكن أن يحصلوا على الاحتياجات والخدمات الصحية الأساسية بطرق بسيطة وتكلفة قليلة.
أسس هذه الجمعية عام 1987 د. جان بيار ويليم، وهو أحد مؤسسي منظمة أطباء بلا حدود، بهدف علاج الناس بتطبيقات طبية ملائمة لثقافتهم وإعانتهم على التطور وفق ما يناسب طريقة عيشهم التقليدية.
إن جزءاً كبيراً من الطب المتقدم والأدوية المعقدة لا يهم معظم سكان العالم حيث يعاني ثلثاهم على الأقل من سوء التغذية والحرمان من العناية الصحية الأساسية، وبالتالي فإن معظم ما يدرس في كليات الطب المتقدمة وما تتيحه صيدليات العالم لا يناسب هؤلاء الناس عدا عن عدم قدرتهم المالية على الاستفادة منه.(56)
والحل الوحيد كما يرى د. وليم هو اللجوء إلى الطب الطبيعي والتقليدي المعتبر مما لا يناقض العلم، فقد لاحظ د. شوينزير على سبيل المثال أن سكان رواندا يستخدمون زيوتاً مستخرجة من النباتات الأريجية ووجدها توقف التعفنات الجرثومية بنجاعة وتمكن من التئام الجراح بسرعة.
وأظهر الأطباء التقليديون في كمبوديا قدرة فائقة على العلاج العضوي والنفسي لضحايا الحروب هناك ونجحوا في شفاء حالات الأرق والحمى والحكاك الحاد الناتج عن الاضطراب النفسي.
بل إن د. البار شوينزير اهتم بدراسة طرق العيش والدين والطقوس والتقاليد والعادات الغذائية إضافة إلي الخبرات الدوائية المحلية باعتبار أن المحيط الاجتماعي والثقافي يشكل عاملاً مهماً في الطب والعلاج، وكان لا يتردد في استدعاء عائلات المرضى في المستشفى ليشاركوا في الخدمات الجماعية كنوع من تسديد تكلفة إقامة المرضى وللترفيه النفسي عنهم.
ويمكن الوقاية من الأمراض البسيطة باستيعاب مفاهيم الصحة ونظام التغذية وهذا ما تعلمه المنظمة للعائلات في المجتمعات المحلية، كما تحاول الجمعية تعليم الأطباء التقليديين مهارات جديدة مستمدة من الطب العلمي والأكاديمي والخبرات التي يتدرب عليها الأطباء في الجامعات أو دراسة الأعشاب والأدوية التي يستخدمها الأطباء التقليديون والعمل على توثيق هذه الفوائد وتحليلها مخبريا أو زيادة فاعليتها وتسهيل عملها بالطرق الحديثة.
ففي جواتيمالا أحصيت أكثر من 850 نبتة طبية إحداها ذات فاعلية مهمة في علاج مرض الكوليرا القاتل، وفي البرازيل أثبتت زيوت الكينويود فعالية في علاج دود الأمعاء.
وهي معلومات وخبرات يفيد منها العالم بأسره وليس فقط السكان المحليون.
وتنسق جمعية الأطباء الحفاة مع منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر لإقامة مشروعات كبرى تخدم التنمية والوقاية الطبية مثل تجفيف المستنقعات وحفر الآبار وانتاج الغذاء.

بالطبع فإن هذه المقالة ليست دعوة إلى الطب البديل وطب الأعشاب على النحو الذي يطبق لدينا من دون دراسة أو خبرة أو بعشوائية أو من غير عقلانية، ولكن الفكرة الأساسية للمقال هي الدعوة إلى دراسة وتطوير الخبرات الطبية التقليدية وإدراجها ضمن العلوم والتطبيقات المعترف بها، وألا تبقى تعمل في الأقبية السرية، فذلك هو السبب الرئيسي لعجزها عن تلبية الاحتياجات الحقيقية، ولكن يمكن بقدر من المؤسسية والمهنية تحويلها إلى علوم وخبرات ومهن معتمدة ومصنفة ومفيدة وقليلة التكلفة، صحيح أن ذلك لن يعجب قطاعات ومصالح وسوف يضر بها، ولشديد الأسف فإنها القطاعات الأكثر قدرة على تأهيل الطب البديل وتطويره، ولكن لا بأس من طرح الموضوع.(57)

ليست هناك تعليقات: