‏إظهار الرسائل ذات التسميات الباب الأخضر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الباب الأخضر. إظهار كافة الرسائل

السبت، 1 نوفمبر 2014

رواية الباب الأخضر لصديق الحكيم .. الفصل الثالث ج1



(3) راندفو علي كافيه السلسة

خرج محمود من مكتب الوكيلة وماهي إلا خطوات قليلة حتي اتصل بسلوي
فاتحها في رغبته المتوقدة للارتباط بها علي سنة الله ورسوله
فأغلقت الموبايل في وجهه من فرحها ولأنها لم تجد ما تقوله له
كان محمود في حاجة ماسة لرؤية سلوي ولو لمدة دقائق فلا يمكن أن يسافر وهو ظمآن لرؤية عينيها
اتصل بها مرة ثانية
-أهلا أستاذ محمود
-بلاش أستاذ محمود دي خليها محمود بس
- أهلا يا محمود قالتها بنغمة صوت مصحوبة بخجل وفرح
-لي عندك رجاء
-ماهو ؟
-أريد أن أراك قبل السفر
-إزي بس أنا اليوم مريضة وأنت مسافر كمان ساعات
-مش عارف بس مش هقدر أسافر من غير ما أشوفك
-خلاص
-خلاص يعني هشوفك قالها وهو يكاد يطير من شدة الفرح
-عارف كافيه السلسلة اللي قدام مكتبة الأسكندرية
-أيوة عارفه
-انتظرني فيه كمان ساعة تقريبا
-حاضرهكون هناك علي طول
وصل محمود إلي كافيه السلسلة قبل سلوي حجز ترابيزة علي البحر مباشرة يا له من منظر رائع منظر البحر والأمواج وصوت ارتطامها بالحجارة حول الجالسين في المقهي
أخذ محمود يسلي نفسه بتصوير المنظر البديع بفيديو الموبايل حتي يكون معه كذكري حين يسافر فالذكريات تبقي إذا ثبتناها في صورة أو فيديو وهذا من نعم الله علينا في عصر التكنولوجيا
-حضرت سلوي نزلت علي درجات سلم الكافيه بثبات ومحمود يرمقها وهي تبحث عنه بعدما رفعت نظارتها السوداء عن عينيها لتضعها علي شعرها المتهدل في لمعان وانسياب كأنه ذيل فرس عربي أصيل
فكر أن يشير بيده لكنه تراجع عن هذه الفكرة حتي لا يسبب لها حرج
كلمها علي الموبايل
أنا أجلس في أخر ترابيزة ولابس تي شرت أخضر
-خلاص شفتك يلا سلام
-السلام عليكم
-وعليكم السلام
قام محمود وسحب الكرسي للخلف حتي جلست سلوي ثم جلس في الكرسي المقابل لها وهو لا يرفع عينيه عنها وهي تنظر له من طرف خفي لحظات من التعارف البصري مرت قبل أن يبدأ محمود الحديث
- ألف سلامة عليك أنا آسف إني قومت من السرير وأنت مريضة لكني لم أستطع السفر بدون أن أراك
جاء الجرسون
-تشربي إيه
-عصير فريش
-طلب محمود من الجرسون :اتنين برتقال فريش
وعادت لحظات التعارف البصري من الطرفين
وقطعتها سلوي قائلة :أنا حضرت بس علشان مقدرة ظروفك وأثق في فيك بعد حديث حضرة الوكيلة عنك
-كم هي رائعة هذه الوكيلة التي سعت لتوفيق رأسين في الحلال
-سلوي وهي تبتسم وتنظر إلي البحر يا بخت من وفق راسين في الحلال
-كان يتوقع محمود أن مرحلة إذابة الثلج ستأخذ وقتا طويلا لكنه دهش عندما جري الحوار بينهما وديا دافئا وتنقل إلي مواضيع كثيرة في وقت قياسي



الفصل الثاني من رواية الباب الأخضر




(2) موعد مع القمر

وصلت سلوي المدرسة لتجد الأستاذة حكمت وكيلة المدرسة قد أرسلت في طلبها علي وجه السرعة
فأسرعت الخطي إلي مكتب الوكيلة وهي تحدث نفسها لماذا طلبتني ؟ ماذا عساه أني يكون الموضوع؟ هل هناك شئ ما ضدي ؟ هل الأمر متعلق بطلب النقل الذي قدمته من شهر ؟ فكرت في كل الاحتمالات ولم تتوقف عن التفكير إلا عندما طرقت باب حجرة الوكيلة ودخلت عليها لتجد مفاجأة صاعقة وسارة في نفس الوقت
إنه هو
نعم محمود حنفي الزميل المسافر
لقد سبقها بخطوة المبادرة ووفر عليها عناء التقدم وحفظ  لها حقها في التمنع والدلال
-اتفضلي يا سلوي
-وما أن جلست حتي طلب محمو الاذن بالانصراف
-اتفضل يا استاذ محمود ومتقلقش إن شاء الله ربنا يقدم اللي فيه الخير
-اتفضلي اقعدي يا سلوي
-بدون مقدمات الأستاذ محمود حنفي ( اللي كان هنا دلوقتي)
 مدرس محترم اشتغل معنا قبل سفره وعرفينه كويس فهو قمة في العلم والأخلاق وقد جاء اليوم لي لأكون واسطة خير لأنه يريد أن يطلب يدك فما قولك؟
-احم احم (سلوي تحاول أن تجيب وقد احمر وجهها حياء لكنها تماسكت - حضرتك أنا جديدة في المدرسة ولا أعرفه لكني واثقة أكيد في كلام حضرتك وعموما الأمر كله راجع لوالدي ولا أستطيع أن أخد قرار كهذا
-يا سلوي أنت زي بنتي تماما  أنا عارفة الأصول والأستاذ محمود كل غرضه أنه يأخذ إشارة منك علي القبول المبدئي وأن الطريق ليس مشغولا بشخص آخر
-ابتسمت سلوي للوكيلة وسكتت
-أعتبر السكوت علامة الرضا
أومأت سلوي برأسها تأمينا علي كلام الوكيلة
-قامت الوكيلة واتجهت نحو سلوي وأخذتها في حضنها وقالت بنات أخر زمن متقولي هو في حد لسة بتكسف اليومين دول
عموما ألف مبروك وربنا يتمم بخير
-الله يبارك في حضرتك يا أبلة حكمت
-أرجو من حضرتك إن الموضوع يظل طي الكتمان حتي يتم شئ رسمي
-متخفيش ياسلوي أنا مقدرة طلبك
-شكرا ياحضرة الوكيلة وعقبال أولادك
-تقدري تكلمي أهلك وتردي عليا عشان أبلغ الأستاذ محمود أصله منتظر علي أحر من الجمر لسماع الخبر السعيد
-وهو كذلك يا آبلة
-وخرجت سلوي من حجرة الوكيلة لتجد محمود منتظرا علي جنب يفرك يديه في بعضهما من التوتر والقلق
يستعد للدخول مرة أخري ليعرف نتيجة المقابلة ورد سلوي علي طلبه
فنظرت نحو وابتسمت ابتسامة رقيقة ذاب منها محمود وتاه في روعتها ونسي أن يدخل للوكيلة
وإذا بالوكيلة تخرج من مكتبها لتجده هايم في ملكوت الله
-تنادي عليه يا أستاذ محمود فيجبها في المرة الثالثة بعد أن ارتفعت نبرة صوتها قليلا
-اتجه إليها ووجه متهللا
خير يا حضرة الوكيلة
-الإشارة خضرا بس
-بس إيه
-بس الأصول يا أستاذ محمود
سلوي طلبت إنها تشاور أهلها وترد عليا
-امتي هتردد عليك يا حضرت الوكيلة أن مسافر بكرة إن شاء الله
-الصبر يا أهل الهوي الصبر
-بكرة إن شاء الله
**********
وجاء بكرة ولكن سلوي لم تحضر
وكان محمود ينتظر حضورها بفارغ الصبر
-تجرأ وطلب من الوكيلة الاتصال بها ليطمئن عليها ويعرف سبب عدم حضورها خصوصا وأن أمامه سويعات قبل أن يذهب إلي المطار ويريد أن يأخذ ردها قبل السفر
-الوكيلة إيه يا سلوي أنت فين ؟
-معلش يا حضرة الوكيلة أنا مريضة وحرارتي مرتفعة
-طب وبالنسبة لموضوعنا
-بابا معندوش مانع بس يجي مع أهله يتقدم
- أخ .. بس هو مسافر السعودية وطيارته بعد كم ساعة
-مفيش مشكلة يجي بالسلامة وربنا يقدر الخير
-يطلب محمود من الوكيلة أن يكلم سلوي فتتردد الوكيلة لكنها أمام إلحاحه كالأطفال وتقديرا منها لحالته وظرف سفره  تقول لسلوي
-محمود معايا وعاوز يكلمك
-ماشي
-ألو سلوي ألف سلامة عليك
-الله يسلمك يا أستاذ محمود أنا آسفة مقدرتش أجي اليوم
-ولا يهمك ألمهم تكوني بخير ممكن تسمح لي أن أخذ رقمك من الوكيلة وأكلمك أطمن عليك
-(بعد تردد ولحظة صمت) ماشي مفيش مشكلة
-ألف سلامة عليك هكلمك-سلام
أعطي التليفون للوكيلة
-مع السلامة يا سلوي خلي بالك من نفسك
-إن شاء الله 

وانتهت المكالمة المصيرية وأخذ محمود رقم سلوي من الوكيلة واصبحت التواصل بينهما مباشر لأول مرة كما أرادت سلوي