‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقال ، الديمقراطية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقال ، الديمقراطية. إظهار كافة الرسائل

السبت، 8 مارس 2014

السعودية: محاولة ضبط الفوضى



هل يمكن للقرارات السعودية الأخيرة التي حملت نبرة تهديد عالية، وتسمية الجماعات المستهدفة، وجمعت كل مَن له نشاط ميداني عدائي في سلة واحدة، أن تنهي مشكلة استخدام السعودية والسعوديين، ناسا ومالا ومؤسسات؟
باسم تحفيظ القرآن، باسم الجهاد، باسم نجدة المظلوم.. كانت تدار مجاميع مختلفة بعضها لها مشاريع سياسية، ومعظمها تنظيمات مسلحة، العنف جزء من منهجها، وهي تعلن عن نشاطات خارجية ضد أعداء هم الغير، لكن في الحقيقة الهدف النهائي هو السعودية. بسبب تكرارها، مرة ضد الصرب، وأخرى ضد الأميركيين، وثالثة في الصومال، ورابعة في بورما، وخامسة ضد الأسد في سوريا، لم يعد هناك مجال للتشكيك في أنها هي نفسها، وهدفها الأخير واحد. لم تعد هناك حاجة للجدال حول صحة الاتهامات ضد هذه الجماعات، التي نجحت في تضليل الناس، حيث تدّعي براءتها، مدعية أنها ضحية للعداء للإسلام، وما يقال عن نشاطاتها السياسية أكاذيب، وبعضها تعترف بتسلحها وعنفها، لكنها تزعم أنه موجه ضد الغير والعدو. لم تبق كذبة إلا وانطلت على معظم السعوديين، عامة ومثقفين، ومع مرور السنين افتضحت، حيث لا علاقة للإسلام أو المسلمين بشيء مما يفعلون.
آخر استخدامات حجة الدفاع عن المسلمين ما تفعله «جبهة النصرة» و«داعش» المتصلتان بتنظيم القاعدة. لقد قام العديد من الموالين لهما، وكذلك العديد من المغفلين، بجمع الأموال وتجنيد الرجال والدعاء لهذه الفئة في المساجد بحجة نصرة المظلومين في سوريا. وبعد أشهر عرف الجميع أنها جماعات إرهابية لا تقل شرا عن شقيقاتها بتنظيم القاعدة والتي عاثت حربا ضد المدنيين في المنطقة من قبل. لا علاقة للسوريين المظلومين بما تفعله «داعش» و«جبهة النصرة» سوى استغلال الفوضى للاستيلاء على مناطق منهارة أمنيا، واستغلالها كمراكز تجمع تدريب وبناء تنظيم عسكري يهدد السوريين والسعوديين وبقية دول المنطقة، ولم تشكلا خطرا على نظام الأسد أو إيران أو إسرائيل قط. في البداية كانت رسائلهم الإعلامية وكذلك في وسائل التواصل الاجتماعي محصورة في الحديث عن طلب الدعم من أجل سوريا والسوريين، والآن بوضوح وصراحة تتحدث عن الانطلاق لاحقا ضد السعودية وغيرها. ولهذا نحن لا نستغرب أن مَن يدعم هذه الجماعات دول على خلاف مع السعودية، وليس لسوريا علاقة بتسليحهم أو تجنيدهم.
السؤال الآن: ألا يجب تجريم كل النشاطات التي تؤدي لمثل هذه النتائج الخطيرة، سواء باسم الإسلام، أو المظلومين؟ رغم كثرة النداءات والتحذيرات والمطارات لم تتوقف، كل مرة نعود لنفس المربع، باسم قضية ما، ثم نكتشف أنها مجرد عنوان لعمل عدواني ضدنا.
تجريم هذه الجماعات وتأسيس قواعد قانونية لمحاسبة المخالفين خط أساسي، لكن يجب ألا تغفل الجوانب الأخرى التي لا تقل أهمية. هؤلاء الناس أشباح، لم ولن يعترفوا بانتماءاتهم، لكن ترك التعليم والمدارس والمساجد والإعلام مفتوحة يستطيع أن يحقق لهم كل ما يرجونه، من تعاطف ودعم.
alrashed@asharqalawsat.com

غروب شمس الإمبراطورية الأمريكية

يد صانع القرار الأمريكى اليوم مهتزة وضعيفة ومرتبكة!
السؤال: لماذا هذا؟
هناك عدة أزمات يعود إليها هذا الأمر، الأزمة الأولى أزمة الاقتصاد الأمريكى الذى يعانى من حجم دين يبلغ 16 تريليون دولار، وانخفاض ملحوظ فى حركة المستهلك المحلى الأمريكى وهو العنصر الرئيسى فى دفع حركة الاقتصاد الوطنى الأمريكى.
الأزمة الثانية هى أزمة ضعف الإدارة السياسية لحكم «أوباما»، بسبب سطوة الحزب الجمهورى المعارض فى المجلس التشريعى، مما أصبح يشكل قوة معطلة لأى قرارات كبرى لـ«أوباما»، مثل تعطل الموازنة العامة للدولة، وقانون إصلاح الرعاية الصحية، وقدرة الرئيس على تمويل أى عمليات عسكرية خارجية.
أما الأزمة الثالثة فهى أزمة جهل إدارة «أوباما» بحقيقة التغييرات الكبرى فى العالم، واستمرار التعامل الدولى على أساس أن الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت رئيسة مجلس إدارة العالم فى زمن فقدت فيه هذه السيطرة المنفردة.
اليوم تصعد الصين كقوة اقتصادية عملاقة ومؤثرة، بما فى ذلك سطوتها على الاقتصاد الأمريكى بعدما أصبحت المشترى الأول الأجنبى لسندات الحكومة الأمريكية.
واليوم أيضاً تتحرك روسيا الاتحادية استراتيجياً واقتصادياً بشكل يهدد سياسات الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة تجاه القضايا الدولية مثل كوريا الشمالية وإيران وسوريا.
اليوم أثبتت روسيا عسكرياً أنها قادرة على التأثير المباشر على الأرض فى ملف الأزمة الأوكرانية بشكل فعال مقابل ضعف شديد لرد الفعل الأمريكى.
ونظرة واحدة متفحصة للميزان العسكرى بين روسيا وأوكرانيا تكفى لمعرفة أن أى صراع عسكرى محسوم سلفاً لصالح روسيا.
تمتلك روسيا 760 ألف مقاتل، مقابل 160 ألف أوكرانى، وتمتلك 4500 طائرة مقابل 1200 طائرة مقاتلة أوكرانية، و15 ألف مدرعة مقابل 1500 مدرعة أوكرانية، ويبلغ الإنفاق العسكرى الروسى 37 ضعفاً للإنفاق العسكرى الأوكرانى.
وفى حال أى تدخل عسكرى لحلف الأطلنطى، فإن الجغرافيا السياسية من ناحية الحدود المتسعة المشتركة بين روسيا وأوكرانيا وقرب خطوط الإمداد والتموين البرية والنهرية هى لصالح روسيا.
من الواضح أن «بوتين» يعرف بالضبط مدى قوته وحدودها ويقوم الآن باستخدامها لآخر مدى بلا هوادة.