‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقال ، فهمي هويدي ، الشروق ، مصر ، حماس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقال ، فهمي هويدي ، الشروق ، مصر ، حماس. إظهار كافة الرسائل

السبت، 2 أغسطس 2014

هل أصبح العرب ألعوبة الغرب؟




هل أصبح العرب ألعوبة الغرب؟

بقلم صديق الحكيم

 هذا العنوان القاسي تجرأت عليه بعدما قرأت معلومات منتشرة (لم يتم التأكد من مدي صحتها ) عن زعيم داعش الذي تعيث مليشياته في الأرض فسادا علي مساحات شاسعة من بلاد العرب
وهناك كم كبير من الأسئلة عن هذا التوسع الهائل في مناطق نفوذ داعش وهذا الظهور المفاجئ وهذا التمويل الكبير وهذا التنسيق مع دول غربية وإقليمية لبيع النقط المسروق من سوريا والعراق
وأسئلة أخري كثيرة بقيت بلا أجوبة واضحة أو مقنعة حتي قرأت المعلومات التالية رغم عدم التأكد من مدي صدقيتها إلا أنها تمثل تفسيرا لما يجري وهي مثل المثل السائر لا يوجد دخان من غير نار
تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي موضوعا مهما تضمن تمكن الجانب الايراني من كشف الهوية الحقيقة لزعيم الدولة الاسلامية (داعش) .
حيث بين الموضوع أن الاسم الحقيقي لابو بكر البغدادي هو "شمعون ايلوت" من اب وام يهوديان .
حيث أن المدعو "ايلوت" قد تم تجنيده في الموساد الاسرائيلية لمدة عام واحد خاض خلالها العديد من التجارب والاختبارات الفكرية والميدانية ليكون مؤهلاً لقيادة فكر مدمر للمجتمعات العربية والاسلامية.
هذا وفي تسريبات قيل انها منسوبة لادوار سنودن، ونشرتها صحف ومواقع اخبارية، ان زعيم تنظيم "الدولة الاسلامية" ابو بكر البغدادي تعاون مع أجهزة مخابرات اميركية وبريطانية وإسرائيلية لخلق تنظيم إرهابي قادر على استقطاب المتطرفين من جميع أنحاء العالم في مكان واحد.
ولو صحت هذه التسريبات فهذا يعني ضمن ما يعني
أن العرب أضحوا ألعوبة للغرب دون مواربة أو ميكياج الأمر أصبح ظاهر للعيان بوجه القبيح
وأعتقد أن هذه هي طبيعة المرحلة الحالية من تدشين الشرق الأوسط الجديد فأمريكا مثلا رغم ما تتعرض له غزة من دمار وقتل ومذابح لا تري إلا حليفتها إسرائيل وتنحاز إليها دون مواربة ودون خشية من العرب أو حتي مراعاة لمشاعرهم أو غضبهم طبعا بعيدا عن الأنسانية والرحمة بالأنسان

والخلاصة
أصبح اللعب علي المكشوب وانتقل العرب من مرحلة عرائس المارونيت التي تحرك من خلف ستار إلي مرحلة الشطرنج أي أصبح العرب حجارة علي رقعة الشطرنج تحركها يد الغرب

ويبقي الشعر معبرا عن حالنا مع الشاعر الرائع محمود غنيم

إني تذكرت والذكرى مؤرقةٌ = مجدًا تليدًا بأيدينا أضعناه

ويْح العروبة كان الكون مسرحها = فأصبحت تتوارى في زواياه

أنَّى اتجهت إلى الإسلام في بلدٍ = تجده كالطير مقصوصًا جناحاه

كم صرّفتنا يدٌ كنا نُصرّفها = وبات يحكمنا شعب ملكناه



2 أغسطس 2014

الخميس، 13 مارس 2014

تحذير للمصفقين

فهمي هويدي

زعيم كوريا الشمالية قرر إعدام الرجل الثانى فى النظام ــ زوج عمته فى ذات الوقت ــ لعدة أسباب كان من بينها أن الرجل لم يكن يصفق بحماسة أثناء اجتماعات القيادة. استوقفتنى هذه الإشارة فى الخبر الذى بثته وكالة الأنباء الفرنسية (فى 13/12/2013) متعلقا بإعدام الرجل (جانج سونج ثايك ــ 67 سنة). إذ وقعت عليها حين رجعت إلى بعض المصادر قبل كتابة العامود الذى نشر أمس عن الانتخابات «النيابية» الكورية، التى أسفرت عن فوز الزعيم الشاب بنسبة 100٪ من الأصوات. احتفظت بالمعلومة التى دفعتنى إلى محاولة التعرف على شخصية ذلك الشاب كيم جونج أون الذى تولى السلطة وعمره 27 عاما، خلفا لابيه الذى كان قد ورثها بدوره عن جده كيم ايل سونج. كنت أعرف شيئا عن زمن الجد حين كانت سفارة بلاده فى القاهرة تنشر ملاحق إعلانية من خلال مؤسسة الأهرام، تمجد الرجل وترفعه إلى مصاف آلهة الزمان. وبحكم وجودى فى سكرتارية تحرير الجريدة آنذاك ــ فى السبعينيات ــ كنت مضطرا لقراءة ما تنشره تلك الملاحق من أوصاف لشخصية الرفيق الرائع التى تغرد له العصافير حيثما ذهب وتصفق له الأجنة فى بطون الأمهات (لا تسألنى كيف). ومنذ ذلك الحين أدركت أن كوريا الشمالية لم تتجاوز سياسا ــ عصر الفراعنة الذى عرفته مصر قبل خمسة آلاف سنة، حين كان الفرعون يوصف بانه الملك الإله، لم أستغرب حين ورث الابن هالة الأب وقدسيته، وسار الحفيد على ذات الدرب، وصدق ــ رغم أنه تلقى تعليمه فى سويسرا ــ إن العصافير تغرد له وإن الأجنة تصفق فى بطون الأمهات، شغلتنى قصة الرجل الثانى فى النظام الذى كان من بين أسباب إعدامه ليس أنه لم يصفق، ولكن لأنه فعلها ولكن تصفيقه لم تتوفر له الحماسة اللائقة بمكانة الملك الإله. ذلك انه كان من أركان النظام، ولم يكن هناك شك فى ولائه للرفيق الرائع وأبيه، فضلا عن أنه ظل مرشدا للزعيم الشاب حين تولى السلطة فى عام 2011. وكان فى موقف يسمح له بأن يدرك عاقبة التمرد عليه، هذا إذا لم يكن قد أسهم فى تصفية الذين ساورتهم مثل هذه الفكرة. ولأنه كان زوج عمته فإن ذلك وفر له قدرا إضافيا من الثقة والاطمئنان باعتباره جزءا من الأسرة «الملكية» الحاكمة. إلا أن ذلك لم يحل دون قتل الرجل فى نهاية المطاف واتهامه بالخيانة وإثارة الدسائس ضد الحزب والثورة والنظام الاشتراكى.
ظلت ترن فى أذنى حكاية عدم التصفيق بحماسة التى بدرت عن الرجل، وأسهمت فى هلاكه فى نهاية المطاف. ذلك أننى وجدتها دليلا يؤيد رأيا أقنعتنى التجربة به خلاصته أن المستبدين لا يريدون أعوانا مؤيدين، ولكنهم يريدون خدما طيعين. وكنت قد عبرت عن ذلك فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، حين وجدته يختار فى بعض المواقع أناسا من الفرز الثالث والرابع. وقلت آنذاك إن أمامه كثيرين من المؤيدين الذين يقبلون الأيادى لكنه ــ أو أجهزته ــ تفضل استخدام الذين يلعقون الأحذية، كانت فى ذهنى وقائع عدة، من بينها قصة اجتماعه مع بعض وزرائه وأعوانه لمناقشة عدة أمور، بينها اعتزامه إلغاء التمثيل التجارى فى السفارات، بعدما وجد أنه يحمل الموازنة العامة أعباء مالية كبيرة فى حين أن مردوده ضعيف، وإزاء حماسه لفكرة الإلغاء فإن أحد الصناعيين الكبار من رجاله وأعوانه زلت لسانه أثناء الكلام، وقال إن ذلك قرار خاطئ. وهو ما لم يتوقعه مبارك من الرجل. فتجاهله، ولم يصافحه حين غادر الاجتماع. عقابا له على جرأته التى دفعته إلى تخطئه رأى أبداه الرئيس، وحين تجاهله فإن الدولة كلها قاطعت الصناعى الكبير، ولم يسوَّ الأمر إلا بعد توسط آخر من أعوان مبارك الذى استطاع أن يستعيد رضاه على الرجل.
المستبد يعتبر الرعية خادمة، ويتعامل مع أعوانه باعتبارهم من طبقة كبار الخدم. هذه فكرة أوردها عبدالرحمن الكواكبى قبل أكثر من قرن فى كتابه الذى ألفه عن طبائع الاستبداد. ولأن الأمر كذلك فإن المستبد يتوقع عن أعوانه الذين شملهم برضاه أن يكونوا دائمى التمجيد والتصفيق له. ويفاجئه ويغضبه أن يقصر أحدهم فى ذلك، الأمر الذى يفسر لنا لماذا لجأ الرفيق الكورى الرائع إلى اتهامه لمرشده بالخيانة وإعدامه لأن حرارة تصفيقه كانت دون ما توقعه منه.
لأن تلك من صفات الحاكم المستبد فإن الإمام أبوحامد الغزالى حذر فى كتابه «إحياء علوم الدين» من مخالطة السلاطين الظلمة، إذ أفرد فى مؤلفه بابا خصصه لما يحل من مخالطتهم وما يحرم. ونقل فيه حديثا نبويا قال عن أولئك الظلمة إن «من نابذهم نجا ومن اعتزلهم سلم أو كاد يسلم ومن وقع معهم فى دنياهم فهو منهم». واستشهد بحديث آخر يقول: أبغض القراء (الفقهاء) لى الله تعالى الذين يزورون الأمراء. (الظلمة). كما نقل على لسان فقيه المغرب سحنون بن سعيد قوله: ما أسمج بالعالم أن يؤتى إلى مجلسه فلا يوجد. فيسأل عنه فيقال عند الأمير. واستشهد بقول الصحابى أبوذر الغفارى لا تغش أبواب السلاطين، فإنك لا تصيب من دنياهم شيئا إلا أصابوا من دينك أفضل منه.
اعتبر الإمام الغزالى أن مخالطة الحكام الظلمة من المنكرات التى يتعين أن ينأى أهل العلم والرشد بأنفسهم عنها. وثمة كلام آخر كثير فى كيفية ومراتب تغيير أمثال تلك المنكرات لا مجال للتفصيل فيه الآن، لأننا بصدد سياق آخر، جرنا إليه مصير الرجل الذى لم يصفق، كما يجب للرفيق الرائع. فاحذر يارعاك الله من أن تنضم إلى جوقة المصفقين للظلمة، تجنبا للهلاك إن لم يكن فى الدنيا ففى الآخرة.


اقرأ المزيد هنا:http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=13032014&id=da10c814-eb71-485d-a14a-2a57e3ab5dcd

الأحد، 9 مارس 2014

لحظة ليكودية كاشفة مقال فهمي هويدي بالشروق المصرية


فهمي هويدي

إذا احتكمنا إلى التصريحات الرسمية التى تردد أن مشكلة مصر مع حماس وحدها، وأن تضامنها مع الشعب الفلسطينى واحتضانها لقضيته من ثوابت سياستها الخارجية، فإن ما حدث مع الناشطات الغربيات فى مطار القاهرة يبدو وكأنه يكذب ذلك الادعاء. إذ ليس مفهوما أن يصل إلى المطار ذلك الوفد فى طريقه إلى غزة للاحتفال بيوم المرأة العالمى مع نسائها الشجعان وشعبها الصامد، ثم يتم احتجازه، ولا يسمح له بالوصول إلى رفح. ويظل عصيا على الفهم أن يكون الحماس للتضامن مع الفلسطينيات فى غزة صادرا عن ناشطات جئن من أمريكا وفرنسا وانجلترا وايرلندا وبلجيكا، فى حين يصدر التعنت والحظر من سلطات مطار أكبر دولة عربية. وبدلا من أن يتدخل المجلس القومى للمرأة المصرية لكى يؤدى دورا نزيها يتضامن فيه مع الوفد النسائى وينقذ به الموقف ويحسن صورة البلد، فإننا وجدناه توارى، ولم نسمع له صوتا. ويبدو الحرج على أشده حين تعتصم الناشطات فى المطار احتجاجا على المنع، ويتمددن على الأرض وقد تدثرن بأعلام فلسطين، ثم تطوف تلك الصور أنحاء العالم حاملة معها الدهشة إزاء ما وصلت إليه الحال فى مصر بعد الثورة. أما حين رددن فى المطار بعربية مكسرة الأغنية التى تقول «أناديكم وأشد على أياديكم»، التى رأيناها مع الجميع على اليوتيوب، فإنهن بعثن إلى الجميع برسالة تقول إنهن جئن وهن يمددن الأيدى إلى نساء غزة وشعبها المحاصر، ولكن مصر الليكودية قطعت عليهن الطريق ورفضت السماح لتلك الأيدى أن تصل إلى القطاع.
لا يقولن أحد إن ذلك السلوك المخجل كان تصرفا شخصيا من موظفى أمن المطار. فتلك سياسة حُسِبت على السلطة المصرية، لم تضع فى الحسبان صداها فلسطينيا وعربيا أو فى أوساط شرفاء العالم وأحراره. علما بأن الأخيرين يتنادون الآن داعين إلى مقاطعة إسرائيل اقتصاديا وأكاديميا، فى موقف أكثر تقدما منا بمراحل.
إن أى صاحب ضمير إذا قدر له أن يتابع وقائع ما جرى فى ذلك اليوم الحزين فى مطار القاهرة لن يصدق أن مصر لا تزال مع الشعب الفلسطينى ولا تزال على تضامنها مع قضيته.
ذلك أن الوفد النسائى الغربى لم يأتِ للتضامن مع حماس. وأغلب الظن أن عضواته لا يعرفن أن لحماس علاقة بالإخوان أو أن لمصر مشكلة أمنية معها. وإنما شغلن بأمور أخرى تختلف تماما عن تلك التى خطرت ببال المؤسسة الأمنية. التى فضحنا سلوكها فى المطار.
لقد جئن للتضامن مع مظلومية نساء فلسطين وشعبها الصامد الذى يعانى من الحصار الإسرائيلى منذ ثمانى سنوات. ولكنهن فى مطار القاهرة فوجئن بأن معاناة الحصار ليست صادرة عن إسرائيل فحسب، لكنها مصرية أيضا. ولا يقل عن الإسرائيلى جفاء وفظاظة، وإن كان دونه فى الذكاء والتدبير.
قرار المنع المصرى تجاهل رسالة الوفد النسائى وهدفها النبيل. ولم يبالِ بالفضيحة التى ترددت أصداؤها فى كل مكان. ولم ينتبه إلى أن قرارا من ذلك القبيل يسىء إلى سمعة البلد ونظامه، من حيث انه يفهم صدوره عن حكومة نتنياهو الليكودية ولا يتوقع صدوره فى ظل الثورة المصرية. كما أنه لم يفرق بين حماس والشعب الفلسطينى فى غزة أو بين الأزمة العارضة والموقف الاستراتيجى.
صانع ذلك القرار العجيب لم يرَ شيئا من كل ذلك. وفيما بدا فإنه صم الآذان وأغمض الأعين، وظل مهجوسا بشىء واحد هو الدعايات المصرية التى شيطنت حماس ونسبت إليها تهديد أمن البلاد بصورة أو أخرى. وتلك مشكلة كبرى. أولا لأنها أوقعت صانع القرار فى خطأ جسيم أساء إلى سمعة البلد وسحب الكثير من رصيد الاحترام له والثقة فيه. ثانيا ــ وهذا هو المقلق حقا ــ أن ذلك الموقف جاء كاشفا لمدى الخلل والقصور فى آليات إصدار القرار. إذ بدا وكأنها باتت محكومة بالنظر الأمنى الضيق الذى يهدر ما هو سياسى، ويضحى بما هو استراتيجى لكى يحقق بعض المكاسب الوقتية والعارضة.
ماذا كان يمكن أن يحدث لو أن الوفد قوبل باحترام فى مطار القاهرة، وسمح له بالذهاب إلى رفح واجتياز المعبر ومن ثم حضور الاحتفال باليوم العالمى للمرأة فى 8 مارس؟ أزعم أن المكسب الحقيقى فى هذه الحالة سيكون من نصيب مصر. فى حين لن يضيف ذلك شيئا إلى رصيد حماس. إذ ستظهر مصر بمظهر الطرف الرصين الذى يستعلى فوق مرارات الأزمة العابرة مدركا لمسئولياته واستحقاقات تضامنه مع الشعب الفلسطينى وقضيته. وستبدو بلدا كبيرا وواعيا يفرق بين حماس وبين الشعب الفلسطينى، ولا يحمل الشعب أو يعاقبه من جراء ممارسات حماس أو تجاوزاتها المفترضة. وفى ظل الادعاءات التى يروج لها الإعلام، فإن مصر تكون قد كسبت نقطة فى مواجهة حماس إن هى فعلت ذلك. إذ حين تسمح بمرور الوفد ووصوله إلى غزة فإنها بذلك ستوجه رسالة تقول إن هناك فرقا بين أدائنا وأدائكم. وها نحن نقابل السيئة بالحسنة.
هذه الحسابات البسيطة التى لا تحتاج إلى عبقرية. وحين تغيب عن صانع القرار فإنها تثير تساؤلات عدة حول كفاءة آلياته، كما أنها تشكك فى مدى الرشد الذى يتمتع به. وهو ما يبعث على القلق والخوف لأن ذلك الخلل قد تكون له تداعيات أفدح فى ملفات أخرى أهم وأخطر.


اقرأ المزيد هنا:http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=09032014&id=62d6d783-48a4-4687-8b1e-ccdad53ee29d