‏إظهار الرسائل ذات التسميات وائل عبد الفتاح ، مصر ، السياسة ، ميدان التحرير ،وسط البلد. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات وائل عبد الفتاح ، مصر ، السياسة ، ميدان التحرير ،وسط البلد. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 11 مارس 2014

وائل عبد الفتاح يكتب: مصر التى تبنيها الأغانى



لماذا يتحول كل مسؤول إلى عندليب عندما تسأله عن برنامجه/ مشروع/ رؤيته للعبور من أزمات ما بعد سقوط الاستبداد؟
عندليب يغنى.. «ماتقولش إيه إدتنا مصر.. قول هاندى إيه لمصر» ولازم «نحب بعض..» و«هانضحى علشان مصر تعيش».
العندليب/ المسؤول يتصور أن الخطابات العاطفية يمكنها أن تكون بديلًا لأكثر من ساعات خطابه.. وأن مفهوم «مصر.. » التى يغنى لها ولا يمكن إذا فكرت أن تفهم ماذا يعنى لك أن تقول: «لازم نضحى علشان مصر»
ما هى مصر ذلك الكيان المتعالى الذى لا يمكن تحديده/ الماكينة الكبيرة المقدسة التى تدور تروسها بإخلاصنا وتفانينا فى عبادتها؟!
وماذا يعنى أن «ندى لمصر» هل هناك صندوق نذور أو منصة قرابين سنقدم عليها إخلاصنا وحبنا؟
وكيف ستستفيد «مصر..» من القرابين والنذور؟ أم أن هذا نصيب الكهنة خلف المنصات وفى الغرف المغلقة؟
ولماذا لا تنتج الماكينة المقدسة مصر إلا القهر والسجن والفقر لمن يقدمون إليها حياتهم كل يوم، بينما هناك سلالة ما لا يطالبها أحد بدفع الفاتورة/ فاتورة الوطنية المقدسة ويعيشون فى نعيم وجنات هى ناتج دوران هذه الماكينة؟
الحقيقة أن العندليبية الحاكمة تثير الخوف لأنها تعيد إنتاج خطاب اكتشفنا فشله وابتذاله بعد 60 سنة كان الكيان الغامض المتعالى الذى اسمه مصر يبتلع فى حاكم وشلته/ عصابته/ سلالته، بينما مَن يديرون هذه الماكينة يدفعون الفواتير/ كانت مصر تختصر فى الحاكم وتسمى باسمه كأنه مولود من رحم مقدس ومبعوث من السماء/ بينما هو مدير مصالح.. هدفه تثبيت الأوضاع ليستمر دوران الماكينة كأنها أقدار.. إلهية.
لم تحفظنا الأناشيد والأغانى الوطنية من الفساد والاستبداد والتخلف والهزيمة والسقوط فى مستنقع الانحطاط.. كما لم تبن دول محترمة بالأغانى.. ونفس المُغنى الذى كان يغنى لمبارك وعصابته هو الذى يريد اليوم أن يقود حملة تبرعات لضمان دوران ماكينة الفساد والاستبداد تحت اسمها العاطفى الأنيق «مصلحة مصر».
وذكرنى كل هذا بالنكتة الشهيرة عندما سألت المذيعة: مصر بالنسبة لك إيه؟
قالها المسطول الأول: مصر هى أمى.
فاستدارت وسألت زميله: وإنت.. مصر بالنسبة لك إيه؟
فرد بسرعة: «أنا مابتكلمش عن أم واحد صاحبى».
هذه أقصى سخرية من الوطنية القديمة التى تعتبر أن الوطن هو الأم. والشعب عائلة واحدة.. وهى وطنية قد تغوى عواطف الحالمين والرومانسيين والمثاليين.. لكنها فى الحقيقة وطنية موروثة من الأنظمة الفاشية.. تربى المواطن على أنه مجرد رقم فى عائلة كبيرة.. وطنية تقوم على التعصب الأعمى.. وعلى فكرة القطيع الذى لا يفكر.. الفرد يلغى اختلافه ويحتمى وسط القطيع.. وينتمى إليهم. هكذا كان يمكن لحاكم من ناصر إلى مبارك/ بل أقل منهم تمترسًا فى الحكم مثل طنطاوى أو المرسى حتى/ أن يعتبر نفسه مصر.. وأى نقد له هو «إساءة إلى مصر». وبنفس المنطق، فإن المنتمين إلى وطنية القطيع تنتابهم هستيريا جماعية عندما يعرى أى أحد الفضائح التى يتواطأ الجميع للتستر على وجودها.. بهذه الثقافة. ووطنية تربت بمنطق الثكنات وطوابير الأوامر من أعلى إلى أسفل.. وهدير القطيع.. نتصور أحيانًا أننا فى المدينة الفاضلة كلما ارتكبت السلطة جرائم لقهر الفرد.. يصرخ القطيع كلما هرست ماكينات الدولة فردًا تمر وصرخ «إنى أراكم عرايا.. فاشليين».
هى دولة لديها مزارع تربية الفاشية/ تربى فاشيين يقهرون أنفسهم أولًا/ لكنها لا تستطيع حتى أن تصبح فاشية/ لأنه كما قلت أكثر من مرة الفاشية بنت إنجاز/ وهذه دول فاشلة تريد فقط أن تكون كل شىء.. لتبدو قدرًا.. دولة شمولية لا لون لها/ يمكن أن تكون ليبرالية (توزع منح الديمقراطية على شعبها الطيب المسكين) واشتراكية (لا تغفل عينها عن أى محتاج من طبقات محدودى الدخل) وقومية (تلعب الدور المصرى فى أمة العروبة.. ليس المهم ماذا تلعب المهم أنها تلعب).. دولة كل شىء.. تجمع كل المتناقضات، بل إنها تخترع المعارضة ولا تكتفى بتشكيل الحكومة فقط.
العندليبية إذن هى المدخل الحنون للحاكم الذى يحكم باسم «وطنية» ترى فى كل المعارضين عملاء وواجهات لقوى خارجية.. وهذه عقليات موروثة ترى أنها تحتكر «المصالح العليا للوطن» التى لم تكن سوى قيم غامضة يمكنه باسمها أن يروض شعبًا كاملًا إما بالتخويف وإما بالتخوين. «الوطنية» هى الطاعة فى رأى مَن يمسك السلطة، ويروض الشعب إلى الطريق الذى يريد.
هل يعقل أن مصر هى الدولة الوحيدة فى العالم التى تقنع فيه السلطة شعبها بأنه معرض للمؤامرات، ولا فرق بين عبد الناصر والسادات ومبارك والمجلس العسكرى (طنطاوى والسيسى) مرورًا بالإخوان؟
هل من الطبيعى أن كل معارضة لا تسمع الكلام تصبح مأجورة وتعمل ضد «المصالح العليا»؟
.. الحقيقة أن هذه كلها مفاهيم مستوحاة من تصور هتلر عن الدولة.
تصور يضع الشعب فى حالة طوارئ، ويبعده عن المشاركة أو المطالبات لأننا فى «حرب»، وهى شىء لا يفهمه سوى قلة قليلة، خبراء هم الذين يعرفون وحدهم «المصالح العليا» للوطن.
وهذه تصورات واهمة.. لأن المصالح العليا هى الفرد الذى يجب أن يشعر بالأمان والكرامة والحرية والعدالة قبل الخبز دائمًا.
الفرد هو الأمن القومى فى الدول الديمقراطية.. حين لا يتعلم الشعب الديمقراطية ولا الوطنية من الأغانى والأناشيد وصيحات القطيع فى الطوابير «حاضر يافندم».
المصالح العليا هى «عقد اجتماعى» بين السلطة والمجتمع/ لا يتحول فيه الحكم إلى صك ملكية أو ترخيص بالفرعنة/ الدولة برامج وسياسات وليست كيانًا مقدسًا «فوق الجميع».. مصر هى المصريين وقدرتهم على بناء جسور للسعادة على أرضها ومصر لن تبنى بالأغانى.

الخميس، 6 مارس 2014

انخفاض الطلب على العمالة المصرية محليًّا وخارجيًّا بمقدار الضعف فى يناير من العام الجاري




انخفض مؤشر الطلب على العمالة المصرية محليا وخارجيا مسجلا 162 نقطة في يناير 2014 بتراجع بمقدار يقارب الضعف عن شهر ديسمبر 2013 الذى سجل المؤشر فيها 320 نقطة. 

وقال مركز المعلومات واتخاذ القرارات بمجلس الوزراء اليوم الأربعاء، إن مؤشر الطلب المحلي على العمالة المصرية تراجع فى شهر يناير 2014 مسجلا 434 نقطة بينما سجل في ديسمبر من العام الماضي 2013 نحو 963 نقطة، في حين تراجع مؤشر الطلب عليها خارجيا مسجلا 412 نقطة في يناير 2014، مقارنة بـ492 نقطة في ديسمبر 2013. 

وأشار تقرير مركز المعلومات إلى أن مؤشر الطلب للمؤهلات العليا وما فوقها محليا وخارجيا ارتفع مسجلا 250 نقطة فى شهر يناير 2014 مقارنة بشهر ديسمبر 2013 والذى سجل فيها المؤشر 437 نقطة، بينما انخفض مؤشر الطلب للعمالة المتوسطة وفوق المتوسطة مسجلا 139 نقطة في يناير 2014، مقارنة بشهر ديسمبر 2013، والذى سجل 328 نقطة فى ديمبر 2013. 

http://gate.ahram.org.eg/News/464049.aspx

الثلاثاء، 25 فبراير 2014

وائل عبد الفتاح يكتب: هلاوس الغرف المغلقة


من الذى قرر فجأة رحيل حكومة الببلاوى؟ ومن الذى سيختار؟ وعلى أى أساس سيكون الاختيار ووفق أى برنامج وسياسات؟

هذه أسئلة من فوق الواقع، لكننى مُصر على أن أسألها، ليس فقط لأن طريقة استقالة / إقالة الحكومة تمت وفق نفس تقاليد دولة الأسرار والغرف المغلقة.. لهذا فإن الإجابة عن الأسئلة ستكون بجمل كلها تتضمن «هم..»، دون تحديد المقصود باسم الإشارة.. وسواء كان «هم» تعنى فى البروتوكولات الرسمية الرئيس عدلى منصور أو كان المقصود بها واقعيًّا أو تخيلًا لما يحدث فى الواقع المشير السيسى... فإن «هم» تعنى ببساطة الكهنة الذين لا نعرفهم ويسكنون فى الغرف المغلقة،

يديرون البلاد بما لا نعرفه / أو وفق رؤيتهم لا للحل، لكن لتثبيت قواعد سلطتهم / وتثبيت الدولة عند الدرجة التى تؤكد هذه السلطة، وكما عند كهنة الدين فإن أقوى ما يفعلون هو التأكيد على أنه لا دين إلا دينهم / وكل دين آخر كفر وسقوط إيمانى / فإن كهنة الدولة يعملون لتكن دولتهم هى «الدولة» بأبويتها وسلطويتها واعتمادها على الكهنوت والأسرار، وكل تصور لدولة أخرى هو من فعل العمالة والخيانة والتهريب وتدمير مصر.

«هم»، لا يعلنون لماذا استقال الببلاوى، وعلى أى أساس سيختار شخص آخر / ليس من حق الناس أن يرى حكومة اختارها الكهنة تعلن فشله أو اعترافها بالعجز / ولا من حق الشعب أن يعرف سياسة الحكومة أو مهارات رئيسها لأنه يكفى أنه حاز رضا الكهنة.

وهنا لن نجد كلامًا واضحًا عن محاسبة الحكومة على الأخطاء / لأن المهم هو تحول كل كلام سياسى إلى «تخمين» لما يدور فى الغرف المغلقة، وما يفكر به الكهنة.. إنهم فى الأعالى يقررون وليس أمام الشعب إلا التكهن (من الكهانة أيضًا) باعتبار كلامهم فوق المعرفة المجردة / وباعتبار الناس عاجزة، وساكنو الغرفة المغلقة أعلم وأدرى رغم أنهم فاشلون وعاجزون، والأخطر أنهم رعاة جثة يسمونها دولة.

هذه جثة.. والكهنة يحاولون إقناع الناس بقدرتهم على إعادتها إلى الحياة.. وهنا يختلط الشعور بالقلق الكبير عند قطاعات واسعة من المستقبل بالرغبة فى الإيمان بقدرات الكهنة، لأنهم يمثلون الفراغ السياسى.. أو محترفون قادرون على إدارته حسب خبرتهم فى دولة مبارك.

العجز والخرافة متلازمان إذن، ويمنحان فرصة تلو الفرصة للكهنة / لكنهم لم يستوعبوا بعد أن خرافتهم انتهت / وسحرهم فقد فعاليته / وأن من مصلحة الجميع / بمن فيهم الكهنة وجمهورهم / الاعتراف باستحالة عودة جثة الدولة إلى الحياة / وأن كل الهلاوس التى تروجها فرق الطبل والزمر وموالد سيدى المستبد لن تحل المشكلات.

وهنا فإنه ليس المهم تغيير الببلاوى.. وحكومته الفاشلة بحكومة ستفشل بعد قليل، لأن المطلوب تغيير السياسات وتحرير «عقل» الدولة من الخرافات التى تتصور أنه بإمكانها تغيير الواقع بالبروباجندا.. أو أن اختيار شخص أكثر انتماءً لطبقة مبارك السياسية مثل المهندس إبراهيم محلب سيعنى أنه «رجل دولة» خبير بمشكلاتها.. لأنها دولة كانت فاشلة، وندفع الآن ثمن السكوت على الفشل انتظارًا للحل من الأعالى / من عند الكهنة.

الببلاوى بالمناسبة كان رجل بنوك شاطر / ينتمى إلى «نيوليبرالية» قريبة من تفكير جمال مبارك / أى أنه قادم من أطراف نفس الدولة / كما أن حكومته أغلبها من شخصيات فضح وصولها إلى مقاعد الوزارة سلطويتها وعدم تحرر عقلها ولا خيالها ولا إمكاناتها..

جرس الإنذار هنا يدق، لكنهم يسمعونه فى الغرف المغلقة لحنًا من الموسيقى المصاحبة لاستعراضات تقديم كبش فداء.. وهى لحظة مهمة عن الكهنة يرتدون فيها أغلى ملابسهم ويشحنون فيها أهميتهم.. ويشعرون أن هلاوسهم ستصبح واقعًا بعد قليل..

نحن إذن فى انتظار هلاوس.. «هم» تسقط من الغرف المغلقة.

الأحد، 23 فبراير 2014

وائل عبد الفتاح يكتب: عادت من مرقدها


ظهروا يوم الاحتفال بالسنة الثالثة على الثورة.

لم يكن الظهور الأول.. لكنه الأقوى.. أو الأقرب إلى إعلان الوجود فى قلب المستقبل السياسى بعد أن كانوا من ميراث الماضى.

لم يخرجوا من الشقوق مثلما كان يحدث فى المرات السابقة/ لكنهم تجولوا فى الشوارع/ واحتلوا ممرات وسط البلد/ وصنعوا المصائد المفتوحة لكل من يخرج على الكرنفال فى ميدان التحرير.

هم حماة الطقس الهستيرى/ بناة الدولة الخلفية/ يرتدون ملابس مدنية ويطلقون الرصاص على الصدر وفى الرأس... ويسميهم الإعلام «المواطنون الشرفاء»... بينما هم بلطجية معروفون يعملون لحساب من يتصور أن السيسى سيكون طريق عودته إلى حياته القديمة... أو بمعنى أدق يتخيل هؤلاء أن وصول السيسى للرئاسة فرض الخنوع على من يرفضون تحكم عصابة فى السلطة والثروة...

وبغض النظر عن صحة الفكرة/ أو استحالة العودة/ أو الرغبة والقدرة فى فرض الخنوع/ فإنهم قادوا استعراضا دمويا... يستغل حالة الفزع العمومية من الإرهاب والإخوان... وتصور أنهم أرواح شريرة تشعرهم بالعجز وليس أمامهم إلا حفلات الزار الراقصة... انتظارا للمخلص.

إنهم «جيش إنقاذ» سيفلت من السلطات الرسمية إن لم يبتلع مكانه القديم ويعيد إنتاج «حكم العصابات» الذى كان قد وصل إلى ذروته الأيام الأخيرة لمبارك... وبدأ اصطياد رمزهم الكبير «نخنوخ» أيام الإخوان نذير نهاية لدولتهم.

هم حكام الشوارع فى ظل حكم الدولة البوليسية/ يد سوداء تفعل ما تعجز الأجهزة الأمنية عن فعله..

يحققون عدالة تجعل من أشخاص «UNTOUCHABLE» ممنوع الاقتراب واللمس، شخصيات فوق القانون، يحميهم جيش من المأجورين، وعصابات تزوير وقتل وتلفيق قضايا.

الوجود بالعصابات... أصبح قانونا.

لا فرق هنا بين شخص مشاغب يبنى سمعته على امتلاكه عصابة سرية.

وبين شخص يؤجر بلطجية، لكنه طيب، ولا يحب المشكلات.

لكنه قانون الملعب إذا أردت البقاء داخله.

العصابات السرية عادت من مرقدها مع مخلفات الدولة القديمة حين كانت تحسم الخلافات وتفرض حضور القادر على دفع تكاليفها. أحد مهامها: تصفية أصحاب «اللسان الطويل».

أحد خبراء الحكايات الخفية روى لى أكثر من مرة عن عصابة حقيقية يديرها سرًّا ومباشرة شخص كبير فى السلطة. كبير بالمعنى الموجود فى السنوات الأخيرة. قريب جدًّا من القصور التى تحكم #مصر. لديه ألف يد تطول كل كبيرة وصغيرة. لا مكان بعيدًا عن سطوته. ولا متعة مستحيلة التحقيق. يمتلك السلطة والثروة. وكان ينقصه السلاح فاكتشف موضوع العصابة التى يمكنها تصفية الخصوم وتأديب المعارضين. ويمكنها أيضا ضمان السكوت عن فضائح يراها أهل الليل والسهر وهواة الاقتراب من الكبار.

العصابة هى الستار الحديدى الذى يعمى الأبصار عن فضائح الكبير وغزواته الليلية. قد تكون العصابة حكاية من اختراع خبير الأسرار، أو شائعة منتشرة فى كواليس السلطة. ويريد صاحب النفوذ بانتشارها بث الرعب فى قلب من يفكر فى الاقتراب أو كشف المستور.

لكن الحقيقة أن السياسة فى #مصر لم تعد بعيدة عن مناخ حرب العصابات. وعصابة الكبير ليست موجّهة فقط للمعارضين، لكنها جاهزة لتصفيات على مستوى ضيّق فى النخبة. يمكنها أن تؤدّب من تجاوز دوره على طريقة المافيا.

وما يحدث فى #مصر ليس بعيدًا عن أجواء المافيا. العائلة هى نواة التنظيم الكبير. ليس المهم أن تكون العائلة رابطة دم أو زواجًا فقط، وهو ما حدث فى نظام حسنى مبارك إذ تحوّلت النخبة إلى عائلة بفعل المصالح.

هذه المجموعة لم تكن تمتلك أدوات جديدة غير التى تعلّمتها عبر نصف قرن. وليس أمامها الآن، هذه المجموعة، وهى تعود من ضعفها أو اقترابها من النهاية، إلا استخدام أى أسلوب حتى القتل أو التصفية المعنوية أو الجسدية. عقلهم مرعوب من فكرة التغيير. عقل موظفين يعيشون أمراض الشيخوخة. عقل بُرمج على خدمة السلطة ولا يمكن أن يبدع أو يفكر خارج برنامج الخدمة الدائمة للجالس على العرش.


ليس أمام هذه المجموعة إلا استعادة القدرة على تحويل الفساد إلى قانون من الموظف الكبير إلى الصغير. قانون تحميه أخلاق الحفاظ على الأسرار وتوريط الجميع فى العمليات القذرة. وهو أسلوب شهير فى نوع من المافيا مهمته القتل أولا دفاعا عن وجود الكيان الأكبر.