الثلاثاء، 25 فبراير 2014

قصة نجاح وارن بافيت


وارن أدوارد بافيت، البالغ 77 عاما من العمر، هو مستثمر ورجل أعمال أمريكي عرف عنه بأنه أكبر المتبرعين للأعمال الخيرية في تاريخ الأعمال الأمريكية. فقد استطاع هذا المستثمر أن يجمع ثروة طائلة من استثمارات ذكية تحت إدارة شركة قابضة تحمل اسم “بيركشاير هاثاواي” التي يعد أكبر مساهم فيها ويحتل منصب مديرها التنفيذي.
وبثروته الحالية التي تقدر بنحو 52 مليار دولار، أقدمت مجلة “فوربس” في إبريل 2007 على تصنيف بافيت باعتباره ثالث أغنى رجل في العالم بعد بيل جيتس مؤسس شركة “مايكروسوفت” ورجل الأعمال المكسيكي كارلوس سليم حلو.
-
تصدر اسم بافيت عناوين الأنباء في يونيو 2006 عندما تعهد بالتبرع بالجزء الأكبر من ثروته من خلال تخصيص 83% منها إلى مؤسسة “بيل وميليندا جيتس فاونديشن” الخيرية. وقد بلغت قيمة هذا التبرع نحو 30 مليار دولار. وقيل إن تبرع بافيت مثل الأكبر من نوعه في تاريخ الولايات المتحدة. ووقت الإعلان عن التبرع قدرت قيمته بنحو يكفي لمضاعفة حجم مؤسسة “بيل وميليندا جيتس فاونديشن”.
-
وعلى الرغم من ثروته الهائلة، فإن بافيت معروف بحياته الهادئة الخالية من مظاهر البذخ والإسراف التي ميزت حياة غيره من الأثرياء. فعندما أنفق 9.7 مليون دولار من أموال شركة “بيركشاير” في عام 1989 على شراء طائرة خاصة أقدم على تسمية هذه الطائرة باسم “الطائر الذي لا يمكن الدفاع عنه” وذلك بسبب انتقاداته السابقة إلى مثل هذه المشتريات الباذخة من قبل مديري الشركات والأثرياء.
-
وما زال وارن بافيت يعيش في نفس المنزل الواقع في مركز حي داندي في مدينة أوهاما بولاية نبراسكا والذي اشتراه في عام 1958 مقابل 31500 دولار، رغم أنه كان يملك منزلا أعلى سعرا في ساحل لاغونا بيتش بولاية كاليفورنيا والذي باعه في عام 2004. ويقدر السعر الحالي للمنزل الذي يسكنه في أوماها بنحو لا يزيد عن 700 ألف دولار.
ويعد الراتب السنوي بافت الذي تقاضاه في عام 2006 والذي لم يزد عن 100 ألف دولار راتبا ضئيلا قياسا إلى رواتب ومكافآت المديرين التنفيذيين في شركات أخرى مماثلة لشركة “يوركشاير”. ففي عام 2003 على سبيل المثال بلغ متواسط راتب المدير التنفيذي في الشركات التي تشكل مؤشر “ستاندارد أند بوورز 500″ لقياس أداء الأسهم نحو 9 ملايين دولار. غير أن بافيت ورغم حياته المتواضعة قد أدرجته مجلة “تايم” في عام 2007 في قائمة أكثر 100 رجلا تأثيرا في العالم.

البداية: ذكاء ومهارة ومغامرة

ولد وارين بافيت في 30 أغسطس 1930 في مدينة أوماها بولاية نبراسكا لهوارد بافيت، الذي كان يعمل سمسارا للأسهم قبل أن يكون عضوا في مجلس النواب الأمريكي، ولزوجته ليلى بافين.

وقد أظهر وارين منذ طفولته موهبة كبيرة في فهم الأعمال والرياضيات. إذ كان قادرا وبسهولة على حل المعادلات الرياضية المعقدة برأسه ومن دون الاستعانة بالقلم والورق. كما عرف عنه ولعه في قراءة الكتب حيث أظهر جوعا لا يشبع نحو المعرفة وخصوصا في مجال الأعمال وأسواق المال.
بدأ وارين العمل في مؤسسة السمسرة التابعة لوالده وهو بعمر لا يتجاوز الحادية عشر. ففي نفس عام بدايته بهذا العمل قام بأول عملية شراء للأسهم عندما اشترى أسهم شركة “سيتيز سيرفيسيز” مقابل 38.25 دولار للسهم الواحد. وقد قام بعد ذلك ببيع ما اشتراه من أسهم عندما ارتفع السعر إلى 40 دولارا وذلك قبل أن تواصل أسعار أسهم هذه الشركة الارتفاع لتبلغ 200 دولار بعد أعوام قليلة. ذلك علمه أهمية الاستثمار في الشركات الجيدة لفترة طويلة.
-
وبعمر لا يتجاوز الرابعة عشر، بدأ وارين مع زميل له في المدرسة الثانوية نصب مكائن تسلية في محلات الحلاقة لينفق الإيرادات التي حققها من هذا النشاط والتي بلغت 1200 دولار على شراء مزرعة مساحتها 40 إيكر قام بتأجيرها إلى مزارعين مستأجرين.
وعلى الرغم من تفوقه في الدراسة، إلا أنه شعر بأن الجامعة ستكون مضيعة لوقته وذلك في ظل نجاحه باعتباره مستثمرا مغامرا، أي مشاريعيا (entrepreneur). فأثناء دراسته الثانوية أصبح لديه مصادر للإيرادات تأتي من عدد من الصحف كان يديرها، ومن شركة “ويلسون كوين أوب” المصنعة لمكائن التسلية والتي أسسها مع صديق له، ومما يدفعه إليه المزارعون من إيجار مقابل استخدام وزراعة الأرض التي كان يملكها. ومع بلوغه سن السادسة عشر وتخرجه ضمن الطلبة العشرين الأوائل من المدرسة الثانية، كان لدى وارين توفير قيمته 5 آلاف دولار. غير أنه أذعن في نهاية المطاف إلى نصيحة والده وأقدم على دخول الجامعة.
-
في أعقاب تخرجه من كلية “وودرو ويلسون” العليا بجامعة واشنطن” في عام 1947، انضم وارين إلى كلية “وارتون” الشهيرة والتابعة لجامعة بنسلفانيا حيث قضى فيها ثلاثة أعوام لينتقل بعدها إلى جامعة نبراسكا. وقد بدأ هناك اهتمامه في الاستثمار بعد أن قرأ كتاب “المستثمر الذكي” لمؤلفه بنجامين غراهام.
في عام 1951 حصل وارين على شهاد الماجستير في الاقتصاد من كلية كولومبيا للأعمال، حيث درس، تحت إشراف بنجامين غراهام، إلى جانب عدد من المستثمرين المهمين بضمنهم والتر سكولس وإيرفينغ كان.
-
التأثير الآخر على فلسفة وارين بافيت الخاصة بالاستثمار جاء من مستمثر وكاتب شهير هو فيليب فيشر. فبعد أن تسلم درجة A+ من بنجامين غراهام وهي أعلى درجة يمنحها الأخير إلى أي طالب يدرس مادة تحليل أسواق الأسهم، أراد بافيت أن يعمل مع غراهم إلا أن طلبه جوبه بالرفض. ذلك دفع بوارين إلى العمل في مؤسسة والده كرجل مبيعات قبل أن يعرض عليه غراهام وظيفة في عام 1954. عاد بافيت إلى أوماها بعد عامين عندما تقاعد غراهام.

الولوج في عالم الأعمال

في عام 1956 قام بافيت بتأسيس شركة “بافيت أسوشييتس” المحدودة التي مثلت أول شراكة استثمارية له. تم تمويل هذه الشركة بنحو 100 دولار دفعها بافيت وشريكه وبنحو 105 ألف دولار دفعها شركاء محدودون يتألفون من أسرة وأصدقاء بافيت.
استطاع بافيت أن يؤسس شراكات إضافية تم جمعها فيما بعد تحت مظلة “بافيت بارتنرشيب” المحدودة. وقد قام بإدارة هذه الشراكه من غرفة نومه، ملتزما بشكل وثيق بنهج غراهام في مجال شراكة الاستثمار وثقافة التعويض. وقد حققت تلك الاستثمارات ما يزيد عن 30% من الإيرادات المجمعة خلال الفترة بين 1956 و 1969 في سوق كان معدل العائد الاعتيادي يتراوح بين 7% و 11%.
-
في عام 1962 بدأت “بافيت باراتنرشيب” بشراء أسهم شركة “بيركشاير هاثاواي”، وهي عبارة عن شركة صناعية كبيرة تعمل في قطاع المنسوجات الذي كان يشهد تدهورا ملموسا يتمثل في أن حجم مبيعات هذا القطاع كان يقل عن حجم رأس المال العامل فيه.
في عام 1969 عمد بافيت على حل جميع الشركات التي أقامها ليركز على إدارة “بيركشاير هاثاواي”. وفي ذلك الوقت اعتقد تشارلي مونغر، نائب الرئيس الحالي للشركة بأن شراء الشركة أمر خاطئ بسبب الإخفاق الذي كان يواجهه قطاع المنسوجات.

غير أن “بيركشاير” أصبحت واحدة من أكبر الشركات القابضة في العالم بفضل دور بافيت في إعادة توجيه الأموال النقدية الفائضة لدى الشركة نحو الاستحواذ على الأعمال الخاصة وأسهم الشركات العامة. وتمثلت أحد أهم اهتمامات استراتيجية بافيت في شركات التأمين وذلك بفضل الاحتياطات النقدية الكبيرة التي كان على تلك الشركات أن تحتفظ بها في خزائنها من أجل تسديد مطالب التعويضات المستقبلية. وفي واقع الأمر أن شركات التأمين قد لا تملك تلك الاحتياطات النقدية إلا أنها قادرة على استثمارها والاحتفاظ بالعوائد التي يدرها الاستثمار.

وتحت تأثير مونغر، انتقل نهج بافيت الاستثماري بعيدا عن الالتزام المشدد بمبادئ غراهام، ليبدأ في التركيز على الأعمال ذات النوعية العالية التي تتميز بمزايا تنافسية كبيرة. وقد فسر بافيت تلك المزايا باعتبارها “مصدة” أبقت المنافسين على مسافة بعيدة.
لقد أصبح الاستثمار في الأعمال ذات النوعية العالية سمة أساسية لشركة “بيركشاير هاثاواي”، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بشراء شركات كاملة بدلا من شراء أسهم الشركات. ونتيجة لذلك، تمتلك الشركة الآن عددا كبيرا من الأعمال التي تعتبر لاعبة مهيمنة في قطاعاتها.

المهارات

يصف بافيت نفسه باعتباره مخصصا للأموال على المجالات المجدية. فمهمته الأساسية تتمثل في تخصيص الأموال وتوجيهها إلى الأعمال التي تتسم باقتصاديات جيدة مع الاحتفاظ بإدارات تلك الأعمال بهدف قيادة الشركة.
وعندما يقدم بافيت على شراء حصة مهيمنة في شركة ما، فإنه يبذل جهودا كبيرة من أجل أن يوضح لمالكي تلك الشركة ما يلي:
• لن يتدخل في إدارة الشركة
• سيكون مسؤولا عن التعاقد مع المديرين وعن تحديد مستويات رواتبهم
• المال المخصص للشركة سيكون له سعر مرتبط به. والقصد من تلك العملية هو تحفيز المالكين على إرسال الفائض من رأس المال والذي لا يحقق عوائد تتجاوز التكاليف إلى مقر شركة بيركشاير بدلا من استثمارها بعوائد منخفضة. وسيكون هذا المال متاحا للاستثمار في فرص أخرى تنطوي على معدلات أعلى للعوائد.
-
لاقى نهج بافيت المتمثل في عدم التدخل في إدارة الشركات التي تقع تحت سيطرة الشركة القابضة قبولا قويا وخلق مساحة للمديرين لأن يعملون باعتبارهم مالكين وصانعي قرار بشأن كل ما يتعلق بأعمالهم وشركاتهم. وقد تمكن بافيت بفضل هذا النوع من استراتيجية الاستحواذ من شراء شركات بأسعار معتدلة لأن البائعين أرادوا مساحة لكي يعملوا بشكل مستقل بعد بيع شركاتهم.
وإلى جانب مهاراته في إدارة تدفق الأموال على شركة “بيركشاير”، امتلك بافيت مهارات في إدارة ميزانت مدفوعات الشركة. فمنذ أن تولى مهمة إداة شركة “بيركشاير” أقدم بافيت على وزن كل قرار يتخذه مقابل أثره على ميزان المدفوعات. واعتبارا من عام 2005 نجح في بناء شركة “بيركشاير” وتحويلها إلى واحدة من تسع شركات تمنحها مؤسسة “ستاندارد أند بوورز” للتصنيف الائتماني مرتبة (AAA)، وهي أعلى مرتبة ائتمانية تمنح إلى الشركات التي تتمتع بأقل مستوى ممكن من تكاليف الديون. ويجد بافيت راحة في اعتقادة بأن شركته لن تكون في المستقبل القريب واحدة من تلك التي ستهتز بفعل الكوارث الاقتصادية والطبيعية.

فلسفة الاستثمار

إن فلسفة بافيت الخاصة بالاستثمار في الأعمال ما هي إلا تحوير لنهج الاستثمار في القيمة والذي طوره أستاذه بنجامين غراهام. فقد أقدم غراهام على شراء شركات لأنها كانت رخيصة بالمقارنة مع قيمتها الجوهرية. إذ كان يعتقد بأنه طالما كانت السوق تضفي على الشركة التي يشتريها قيمة أقل من القيمة الجوهرية للشركة، فإنه يقوم بقرار استثماري مجدي عندما يقدم على شرائها. وبرر ذلك بالاعتقاد بأن السوق سوف تدرك فيما بعد بأنها قد منحت الشركة قيمة أقل من قيمتها الحقيقية مما يدفعها لأن تصحح هذه القيمة بصرف النظر عن طبيعة الأعمال التي تمارسها الشركة.
وفيما يلي عدد من الأسئلة التي يتعين الإجابة عليها قبل التوصل إلى قرار بشأن شراء الشركة، وذلك حسبما ورد في كاتب بافيت الذي يحمل عنوان “بافيتولوجوي”:
  • هل أن الشركة تقع في قطاع يتسم بقاعدة اقتصادية جيدة، وليس في قطاع يشهد منافسة على الأسعار؟
  • هل لدى الشركة احتكارا استهلاكيا أو علامة تجارية تتمتع بالولاء؟
  • هل بإمكان أي شركة تتمتع بوفرة في الموارد أن تتنافس بنجاح مع الشركة التي يجري التفكير بشرائها؟
  • هل أن إيرادات المالكين في اتجاه صعودي بأرباح جيدة ومستمرة؟
  • هل أن معدل الدين إلى الأصول منخفض أو أن معدل الإيرادات إلى الديون مرتفع؟ ذلك يعني هل تستطيع الشركة تسديد ديونها في غضون سنوات عندما تكون الإيرادات أقل من المعدل؟
  • هل لدى الشركة عوائد مرتفعة ومستمرة على رأس المال المستثمر؟
  • هل تحتفظ الشركة بإيرادات تخصصها للنمو؟
  • هل تعيد الشركة استثمار إيراداتها في فرص أعمال جيدة؟
  • هل لدى الإدارة سجل جيد في تحقيق الأرباح من تلك الاستثمارات؟
  • هل تتمتع الشركة بالحرية على تعديل أسعار منتجاتها من أجل استيعاب التضخم؟
كما يركز بافيت على توقب الشراء. فهو لا يريد الاستثمار في الأعمال التي تتسم بعدم القدرة على معرفة قيمتها. إذ يفضل الانتظار حتى حلول اتجاه التصحيح في السوق أو خلال الاتجاهات الهبوطية حتى يستطيع الشراء بأسعار معقولة، وخصوصا وأن الاتجاهات الهبوطية في أسواق الأسهم تتيح فرصا للشراء.
ومعروف عن بافيت أيضا بأنه محافظ عندما تكون المضاربة متفشية في السوق وبأنه يكون على عكس ذلك تماما عندما يكون الآخرون قلقين وخائفين على أموالهم. وهذه الإستراتيجية المعاكسة هي التي قادت بشركة “يوركشاير” إلى تجاوز دورة الازدهار والانهيار في قطاع الإنترنت في عام 2000 من دون أن تتعرض إلى أي أضرار.

العمل الخيري

في يونيو 2006، أعلن بافيت عن عزمه على التبرع بنحو 10 ملايين سهم من أسهم الفئة ب في شركة “يوركشاير هاثاواي”، قدرت قيمتها في 23 يونيو 2006 بنحو 30.7 مليار دولار، إلى مؤسسة “بيل وميليندا جيتس” الخيرية، وهو أكبر تبرع خيري في التاريخ. ووانطوى هذا الإعلان على قرار يقضي بأن تتسلم المؤسسة المذكورة 5% من إجمالي التبرع على أساس سنوي في كل يوليو، اعتبارا من عام 2006. كما انطوى على انضمام بافيت إلى مجلس إدارة مؤسسة “جيتس الخيرية”، رغم أنه لا يعتزم لعب دور نشط في إدارة المؤسسة.
كما أعلن بافيت عن خطط تقضي بالمساهمة بأسهم إضافية من أسهم شركة “بيركشاير” تقترب قيمتها من 6.7 مليار دولار لمؤسسة “سوزان تومبسون بافيت” وغيرها من المؤسسات الخيرية التي يترأسها ثلاثة من أولاده.
وقد اعتبر توزيع تبرعاته بالشكل المذكور ذلك تحولا مهما عن البيانات التي أصدرها بافيت في السابق والتي أعلن فيها بأن الجزء الأكبر من ثروته ستذهب إلى مؤسسة “بافيت”.
والمعروف بأن مجمل العقار الذي كانت تمتلكه زوجته والمقدرة قيمته بنحو 2.6 مليار دولار قد ذهب إلى تلك المؤسسة عندما توفيت في عام 2004.
وعلى ضوء تلك التبرعات السخية التي لا نظير لها فإن أولاد بافيت لن يورثوا جزءا كبيرا من ثروته. وهذه الأفعال تتسق مع تصريحات بافيت في السابق والتي أعرب فيها عن معارضته تحويل ثروات كبيرة من جيل إلى آخر. فقد علق بافيت على هذه القضية في مرة من المرات بالقول “أريد أن أمنح أطفالي ما يكفي لكي يشعورا أن بإمكانهم أن يفعلوا أي شيء ولكن ما لا يكفي لكي يشعروا أن بإمكانهم ألا يفعلون شيئا”.
وفيما يلي اقتباس مما كتبه وارين بافيت في عامي 1995 يلقي الضوء على أفكاره وفلسفته بخصوص ثروته ولماذا تطلع منذ وقت بعيد إلى إعادة تخصيصها:
“أعتقد شخصيا بأن المجتمع مسؤول وبنسبة كبيرة عما حققته من إيرادات. فلو وضعتموني في وسط بنغلاديش أو البيرو أو مكان آخر لوجدتم كم ستنتج تلك المهارة في ذلك النوع الخطأ من التربة.. فأنا أعمل في نظام للسوق شاءت الصدف أن يكافئ بشكل مجز، ومجز للغاية، ما أقومه به وما يقوم به (الملاكم) مايك تايسون. فلو كان بإمكانك أن تطرح شخصا في الأرض بعشر ثوان وتحصل على 10 ملايين دولار، فإن هذا العالم سيدفع الكثير على ذلك. ولو كنت معلما رائعا فإن هذا العالم لن يدفع الكثير على ذلك. ولو كنت ممرضا مدهشا فإن هذا العالم لن يدفع الكثير على ذلك. والآن، هل سأحاول طرح نظام آخر يقوم بإعادة توزيع ذلك؟ كلا، لا أعتقد أن بإمكاني القيام بذلك. لكنني أعتقد بأنك عندما تحظى بمعاملة جيدة للغاية من قبل نظام السوق هذا، حيث يمطرك هذا النظام فعلا بالسلع والخدمات بفضل بعض من مهارة فريدة، فأعتقد بأن المجتمع له الحق عليك”.
-
وقبل ذلك وفي عام 1888 كتب بافيت يقول:
“ليس لدي أي مشكلة أو شعور بالذنب إزاء المال. فالطريقة التي أرى بها هذا المال هي أن أموالي تمثل عددا هائلا من الصكوك التي أطالب بها المجتمع. والأمر شبيه بأن لدي تلك الأوراق الصغيرة التي أستطيع أن أحولها إلى استهلاك. فلو شئت، فإنني أستطيع أن أوظف 10 آلاف شخص لكي يرسموا صورتي في كل يوم ولبقية حياتي. عندذاك فإن الناتج القومي الإجمالي (للولايات المتحدة) سيرتفع. إلا أن فائدة هذا المنتج ستكون معدومة، في الوقت الذي سأمنع فيه هؤلاء العشرة آلاف شخص من القيام ببحوث خاصة بمرض الإيدز أو من التعليم أو التمريض. إلا إنني لن أفعل ذلك. فأنا لا استخدم العديد من تلك الصكوك التي أطالب بها المجتمع. وليس هناك مما هو مادي أنا في حاجة ماسة إليه وأريده كثيرا. لذلك سوف أمنح جميع تلك الصوك إلى العمل الخيري عندما نتوفى أنا وزوجتي”.

المواقف

انتقد بافيت بشكل متكرر قطاع المال العالمي بسبب ما يعتبره تكاثرا في المستشارين الذين لا يضيفون قيمة إلى القطاع لكنهم يحصلون على مكافآت تعتمد على حجم صفقات الأعمال التي يسهلون قيامها. وقد أشار بافيت إلى تنامي أحجام التعامل بالأسهم باعتباره دليلا على أن جزءا متناميا من إيرادات ومكاسب المستثمرين يذهب إلى السماسرة والوسطاء.
كما أكد بافيت في عام 1998 ومن على منصة جامعة هارفارد الشهيرة على الجانب غير المنتج لمعدن الذهب. فقد قال إن الذهب “يجري حفره واستخراجه من أعماق الأرض في أفريقيا أو من أماكن أخرى. بعد ذلك يتم صهره وحفر حفرة أخرى ودفنه مرة أخرى ودفع أموال لأناس يقفون حول تلك الحفر لحمايته. ليس لديه أي فائدة. وأي فرد يراقب هذه العملية من كوب المريخ سيحك رأسه دهشة”.
-
ويعتقد بافيت بأن الدولار الأمريكي سيخسر قيمته في المدى البعيد. وينظر إلى ارتفاع العجز التجاري للولايات المتحدة باعتباره إتجاها مثيرا للقلق سيؤدي إلى خفض قيمة الدولار والأصول الأمريكية. ونتيجة لهذا العجز فإن حصة أكبر من ملكية الأصول الأمريكية ستتحول إلى أيدي الأجانب. وقد دفع ذلك ببافيبت إلى الدخول في أسواق العملات الأجنبية لأول مرة في عام 2002. إلا أنه أقدم في عام 2005 على خفض انكشافه بشكل كبير على تلك الأسواق وذلك بعد أن أدى التغير في أسعار الفائدة إلى زيادة تكاليف العقود في أسواق العملات.
بيد أن بافيت استمر في تشاؤمه حيال الدولار من خلال تأكيداته على أنه يتطلع إلى القيام بعملايات استحواذ للشركات التي تستمد حصة كبير من إيراداتها من خارج الولايات المتحدة. إذ يستثمر بافيت الآن في شركة “بيتروتشاينا” الصينية النفطية على الرغم من الدعوات الصادرة عن بعض أوساط النشطاء في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان له بالانسحاب من تلك الشركة.
-
يعرف عن الخطابات التي يلقيها بافيت بأنها تمزج بين الحديث الجدي عن الأعمال مع السخرية. ففي كل عام يترأس بافيت الاجتماع السنوي للمساهمين في شركة “بيركشاير هاثاواي” والذي يعقد في مركز كويست بمدينة أوماها في ولاية نبراسكا والذي يحضره ما يزيد عن 20 ألف زائر من عموم الولايات المتحدة والخارج. وقد ذهب البعض إلى حد شراء سهم واحد فقط في الشركة لمجرد حصوله على فرصة لحضور الاجتماع وتوجيه سؤال إلى بافيت.
وغالبا ما تحظى التقارير السنوية والرسائل الموجهة إلى المساهمين والتي يعدها بافيت بتغطية واسعة في وسائل الإعلام الاقتصادية. وقد عرف عن كتابات بافيت بأنها تحتوي على اقتباسات أدبية عديدة وعلى العديد من الطرائف.
ويبدي بافيت موقفا مؤيدا وبقوة لفرض ضرائب أكبر على الميراث، قائلا إن الوقوف ضد هذه الضريبة أشبه “باختيار فريق لأولمبياد عام 2020 من خلال اختيار أكبر أبناء الفائزين في ميداليات ذهبية من الدورة الأولمبية لعام 2000″.

شيء من الحياة الشخصية

تزوج بافيت سوزان تومبسون في عام 1952. وقد أنجبا بنتا ووليدن، سوزي وهاوراد وبيتر. وبدأ الزوجان بالعيش منفصلين في عام 1977 رغم بقائهما متزوجين حتى وفاة سوزان في يوليو 2004. وتعيش إبنة بافيت، سوزي، في أوماها حيث تنشط في مجال الأعمال الخيرية من خلال مؤسسة “سوزان بافيت” الخيرية. كما أنها عضو في مجلس إدارة مؤسسة “غيرلز إنك”.
في عيد ميلاده السادي والسبعين، تزوج بافيت من خليلته أستريد مينكس التي عاشت معه منذ خروج زوجته من بيت الزوجية. ومن المثير في الأمر أن سوزان بافيت هي التي رتبت لكل من زوجها وأستريد أن يلتقيا قبل أن تغادر أوماها لتتابع مهنتها الغنائية. وقد كان الثلاثة قريبين من بعضهم الآخر حيث كان بطاقات التهنئة في أعياد الميلاد وبطاقات العطلات ترسل بتوقيع من “وارين وسوزي وأستريد”. وقد تحدثت سوزان بافيت بشكل مختصر عن تلك العلاقة قبيل وفاتها في لمحة نادرة ألقت بعض الضوء على حياة بافيت الخاصة.
-
يعتبر وارين بافيت لاعبا متحمسة للعبة البيردج. فقد قال يوما أنه يقضي 12 ساعة في الأسبوع يمارس تلك اللعبة. وغالبا ما يمارس هذه اللعبة مع بيل جيتس. وفي عام 2006 رعا بافيت دورة في لعبة البريدج تحت اسم “كأس بافيت”. وخلال هذه الدورة تنافس فريق من إثني عشر لاعبا أمريكا مع فريق من إثني عشر أوروبيا.
المكان المفضل لدى بافيت لتناول وجباته خارج المنزل هو مطعم “غوراتس ستيك هاوس” في أوماها، حيث يشتري في الغالب شريحة لحم بقري (تي-بون) مطبوخة قليلا.
-
وقد اعتاد بافيت على قيادة سيارة “لينكولن تاون” مصنوعة في عام 2001 أقدم على بيعها عبر موقغ “إي باي” للمزايدات وتبرع بما جناه لصالح مؤسسة “غيرلز إنك” الخيرية التي تشغل إبنته منصب عضو في مجلس إدارتها. ومنذ أن باع تلك السيارة أصبح يقود الآن سيارة “كاديلاك دي تي إس”.
في ديسمبر 2006 كتب عن بافيت بأنه لا يحمل جهاز هاتف نقالا وليس لديه جهاز كمبيوتر في مكتبه، وبأنه يقود سيارته بنفسه. غير أنه في مايو 2007، ذكر ريتشارد سانتولي، رئيس مجلس إدارة شركة “نيتجيتس” في تقرير نشرته صحيفة “نايتلي بيزنس” المتخصصة في الأعمال، بأن بافيت أصبح يستخدم الآن جهاز هاتف نقالا إلا أنه ما يزال بعيدا عن استخدام البريد الإلكتروني.
كشف فحص الحمض النووي (DNA) لبافيت بأنه ليست لديه أي صلاة قرابة مع جيمي بافيت وبأن أجداده لأبيه قد انحدروا من شمال إسكندنافيا في حين أن لدى أمه جذور من إسبانيا أو أستونيا.
أقام بافيت حفلات لجمع الأموال لكلا مرشحي الحزب الديمقراطي للرئاسة، هيلاري كلينتون وباراك أوباما. وعلى الرغم من أنه لم يكشف أي شيء بشأن هوية من سيمنح صوته من هذين المرشحين، إلا أنه أكد على إن كليهما سيكونان “رئيسان عظيمان” للولايات المتحدة.

الوصايا العشر لـ"وارن بافيت

يقول "وارن بوفيت" : أنا متأكد من أن الاشخاص الذين يتبعون هذه الوصايا العشر سيكونون في وضع مالي جيد، كما أنني على يقين أن الاشخاص الذي سيبدأون بتطبيق هذه النصائح سيتحسن وضعهم المالي.


العمل الدؤوب كل عمل دؤوب يحمل معه الأرباح أما مجرد الكلام فإنه لا يجر إلا الفقر.
الكسل جراد البحر النائم على الشاطئ  يتم جرفه مع التيار.
الإيرادات لا تعتمد أبدا على مصدر واحد للدخل (على الأقل اجعل الاستثمار مصدرك الثاني للدخل).
الإنفاق إذا اشتريت أشياء لا تحتاج إليها، قد تبيع في وقت قريب أشياء أنت في حاجة إليها.
المدخرات لا تدخر ما يفيض مما تنفق وإنما أنفق ما يفيض مما تدخره.
السلفيات (الديون) قد يتحول المدين عبدا للدائن.
التدقيق المحاسبي لا فائدة من حمل المظلة إن كان الحذاء مشقوقا !!
مراجعة الحسابات كن حذرا من النفقات البسيطة فقد يغرق شق صغير سفينة كبيرة.
المخاطرة لا تختبر عمق الماء بكلتي قدميك.
الاستثمار لا تضع البيض كله في سلة واحدة.

نصائح الملياردير وارن بافيت

دفن السردين

عمرو حمزاوي

هو اسم لوحة للرسام الإسبانى فرانشيسكو دى جويا (فرانشيسكو خوسيه دى جويا ١٧٤٦ ــ ١٨٢٨) يعتقد أنه أنجزها حول عام ١٨١٦ وبها يعرض طقسا احتفاليا يرتبط فى وسط إسبانيا (مدريد) بأعياد القيامة ومازال يحدث إلى اليوم. طقس دفن السردين يأتى فى ختام احتفالات دينية وشعبية للكاثوليك الإسبان تسبق فترة «الصوم الكبير» التى لا يسمح خلالها للصائمين بأكل السمك وتنتهى بحلول أعياد القيامة ــ ولهذا يدفن السردين ليؤشر رمزيا على الامتناع عن أكل السمك.
أما لوحة جويا فتظهر الجو الاحتفالى للطقس عبر جمع راقص تتصدره شاباتان (تشبهان كثيرا الدمى زاهية الألوان). إلا أن الجمع الراقص ترتفع فوقه لافتة كتبت عليها كلمة الموت، وتتخلله الكثير من الوجوه ذات الأقنعة وتلك الخالية من الملامح، وتحفه الأشجار رمادية اللون، ويقترب به من الشابتين الراقصتين راقص متشح بالسواد ومغطى الرأس وتكاد نظراته تفتك بهما وبالمحتفلين الآخرين الذين يبدو رقصهم حين التدقيق فى «دفن السردين» أقرب إلى الفعل الهستيرى والعنف. مشاعريا، دوما ما أخذت بالطاقة السلبية التى تنقلها لوحة جويا عبر رمزية الموت وهيستريا الجمع المحتفل. عقليا، دوما ما قرأت اللوحة كتحذير من خطر الجموع المدفوعة بغير العقل على نحو يمكن الآخر (الموت فى اللوحة) من الانقضاض عليها أو يجعلها هى تنقض على من هم خارجها (هيستريا وعنف الجمع الراقص فى اللوحة).
يذكر الكثير فى حياتنا بجمع «دفن السردين» غير المدفوع بالعقل على الرغم من أسباب وجوده الإيجابية (الاحتفال فى لوحة جويا، والانتصار للوطن فى مصر). فالسياسة تصرخ بها حكما ومعارضا مجموعات التى لا ترى إلا هيستريا الإلغاء المتبادل والمعادلات الصفرية والحلول الأحادية (عودة الدولة الأمنية وفى مواجهتها عودة الرئيس السابق محمد مرسى) وتجر المصريات والمصريين إلى خانات لا توافق بها ولا حلول مركبة (أمن وسيادة قانون وديمقراطية ومشاركة سلمية ووطن للجميع). والإعلام تهيمن عليه الأصوات التى تفرض على الجموع الرأى الواحد، تارة بصناعة الفرعون وتارة بإدعاء احتكار الحقيقة المطلقة وتارة بوطنية مشوهة لا تقبل الاختلاف وتارة بتبرير العنف والاستعلاء على الدماء.
ترقص الجموع المشاركة فى السياسة والإعلام بهستيريا وبعنف رمزى ولفطى ومادى، بينما حقائق المجتمع بسلم أهلى غائب وبانتهاكات حقوق إنسان تتوالى وبأعمال إرهابية تتكرر وبظروف اقتصادية واجتماعية ومعيشية خانقة ومأزومة تؤشر إلى الأخطار المحدقة بنا والتى يقتضى تجاوزها تكاتفنا جميعا فى وطن حر ومتسامح ومسالم.


اقرأ المزيد هنا:http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=25022014&id=4867cabb-5ae6-4a5c-8c1c-1ed8036d7afd

وائل عبد الفتاح يكتب: هلاوس الغرف المغلقة


من الذى قرر فجأة رحيل حكومة الببلاوى؟ ومن الذى سيختار؟ وعلى أى أساس سيكون الاختيار ووفق أى برنامج وسياسات؟

هذه أسئلة من فوق الواقع، لكننى مُصر على أن أسألها، ليس فقط لأن طريقة استقالة / إقالة الحكومة تمت وفق نفس تقاليد دولة الأسرار والغرف المغلقة.. لهذا فإن الإجابة عن الأسئلة ستكون بجمل كلها تتضمن «هم..»، دون تحديد المقصود باسم الإشارة.. وسواء كان «هم» تعنى فى البروتوكولات الرسمية الرئيس عدلى منصور أو كان المقصود بها واقعيًّا أو تخيلًا لما يحدث فى الواقع المشير السيسى... فإن «هم» تعنى ببساطة الكهنة الذين لا نعرفهم ويسكنون فى الغرف المغلقة،

يديرون البلاد بما لا نعرفه / أو وفق رؤيتهم لا للحل، لكن لتثبيت قواعد سلطتهم / وتثبيت الدولة عند الدرجة التى تؤكد هذه السلطة، وكما عند كهنة الدين فإن أقوى ما يفعلون هو التأكيد على أنه لا دين إلا دينهم / وكل دين آخر كفر وسقوط إيمانى / فإن كهنة الدولة يعملون لتكن دولتهم هى «الدولة» بأبويتها وسلطويتها واعتمادها على الكهنوت والأسرار، وكل تصور لدولة أخرى هو من فعل العمالة والخيانة والتهريب وتدمير مصر.

«هم»، لا يعلنون لماذا استقال الببلاوى، وعلى أى أساس سيختار شخص آخر / ليس من حق الناس أن يرى حكومة اختارها الكهنة تعلن فشله أو اعترافها بالعجز / ولا من حق الشعب أن يعرف سياسة الحكومة أو مهارات رئيسها لأنه يكفى أنه حاز رضا الكهنة.

وهنا لن نجد كلامًا واضحًا عن محاسبة الحكومة على الأخطاء / لأن المهم هو تحول كل كلام سياسى إلى «تخمين» لما يدور فى الغرف المغلقة، وما يفكر به الكهنة.. إنهم فى الأعالى يقررون وليس أمام الشعب إلا التكهن (من الكهانة أيضًا) باعتبار كلامهم فوق المعرفة المجردة / وباعتبار الناس عاجزة، وساكنو الغرفة المغلقة أعلم وأدرى رغم أنهم فاشلون وعاجزون، والأخطر أنهم رعاة جثة يسمونها دولة.

هذه جثة.. والكهنة يحاولون إقناع الناس بقدرتهم على إعادتها إلى الحياة.. وهنا يختلط الشعور بالقلق الكبير عند قطاعات واسعة من المستقبل بالرغبة فى الإيمان بقدرات الكهنة، لأنهم يمثلون الفراغ السياسى.. أو محترفون قادرون على إدارته حسب خبرتهم فى دولة مبارك.

العجز والخرافة متلازمان إذن، ويمنحان فرصة تلو الفرصة للكهنة / لكنهم لم يستوعبوا بعد أن خرافتهم انتهت / وسحرهم فقد فعاليته / وأن من مصلحة الجميع / بمن فيهم الكهنة وجمهورهم / الاعتراف باستحالة عودة جثة الدولة إلى الحياة / وأن كل الهلاوس التى تروجها فرق الطبل والزمر وموالد سيدى المستبد لن تحل المشكلات.

وهنا فإنه ليس المهم تغيير الببلاوى.. وحكومته الفاشلة بحكومة ستفشل بعد قليل، لأن المطلوب تغيير السياسات وتحرير «عقل» الدولة من الخرافات التى تتصور أنه بإمكانها تغيير الواقع بالبروباجندا.. أو أن اختيار شخص أكثر انتماءً لطبقة مبارك السياسية مثل المهندس إبراهيم محلب سيعنى أنه «رجل دولة» خبير بمشكلاتها.. لأنها دولة كانت فاشلة، وندفع الآن ثمن السكوت على الفشل انتظارًا للحل من الأعالى / من عند الكهنة.

الببلاوى بالمناسبة كان رجل بنوك شاطر / ينتمى إلى «نيوليبرالية» قريبة من تفكير جمال مبارك / أى أنه قادم من أطراف نفس الدولة / كما أن حكومته أغلبها من شخصيات فضح وصولها إلى مقاعد الوزارة سلطويتها وعدم تحرر عقلها ولا خيالها ولا إمكاناتها..

جرس الإنذار هنا يدق، لكنهم يسمعونه فى الغرف المغلقة لحنًا من الموسيقى المصاحبة لاستعراضات تقديم كبش فداء.. وهى لحظة مهمة عن الكهنة يرتدون فيها أغلى ملابسهم ويشحنون فيها أهميتهم.. ويشعرون أن هلاوسهم ستصبح واقعًا بعد قليل..

نحن إذن فى انتظار هلاوس.. «هم» تسقط من الغرف المغلقة.

دعم وتمويل مجلة اللباب




نود أن نتقدم لسعادتكم بمشروع (اللُّباب - رفعة لذوي الألباب .. مجلة الكترونية شهرية تعنى باللغة العربية وتراثها)، مجلة وليدة، ترغب في رعايتكم الكريمة ودعمكم لها. واللباب يقصد به، لُب الشيء وجوهره. 20% من المجلة منوع و80% خاص باللغة العربية الفصيحة.
كلفة المشروع تضم الآتي ..
دومين - سيرفر جودة عالية - باك آب داخلي – بك آب خارجي - قالب خام – تصميم لوغو – تصميم مجلة – سرعة تصفح – لغات برمجة – أكواد عربية – وغيرها. بعد المفاوضات مع شركة (goynet) بأمريكا تم الاتفاق على مبلغ 4820 دولار أمريكي.  وكذلك ترخيص إعلامي من شركة مايكروسوفت بأمريكا يدفع مرة واحدة بقيمة 2000 دولار أمريكي.  ومجموع التمويل الذي تحتاجه المجلة هو 6820 دولار أمريكي ..
·        في مقابل تشريفكم لنا بوضع عدد خمسة بنرات إعلانية رئيسة مستديمة في المجلة أو أي عدد من الإعلانات .. لمنشأتكم الموقرة؛ ولكل إعلان مستديم رئيس في أعلى الصفحة في مقابل شعار المجلة (728 × 90 بيكسل) مبلغ 1500 دولار أمريكي، وسوف يكون معدل ظهوره في اليوم 100 ألف ظهور.
·        أو الرعاية الدائمة بمبلغ 3000 دولار أمريكي ووضع شعار الرعاية في مقدمة الصفحة والصفحات الداخلية، وتأخذ المجلة مدة شهر ونصف تنفيذ من وقت الدعم لها.

رابط مجلة اللباب هو:
مع تحيات ابنة الضاد .. كريمة عبد القيوم غلام سندي 

أبواب مجلة اللباب



أبواب مجلة اللباب 
مجلة اللباب 

مجلة شهرية إلكترونية تعنى باللغة العربية وتراثها.
تحت الإنشاء، فيما يخص ترتيب الفصول فقد تم تقسيمها إلى ثمانية أبواب وبها فصول.


وسيكون ترتيب العدد كالآتي:                                                    

1.     باب القضايا اللغوية، ويضم: مقالات – فقه اللغة المقارن – أفكار في دراسة اللغة – المصطلحات العربية - التعريب والترجمة – بحوث مًحكمة - توثيق التراث وتحقيق المخطوطات - قل ولا تقل.
2.     باب اللغة وعلومها، ويضم: لغة القرآن الكريم وإعجازها - لغة العلاقات الإنسانية – أهمية اللغة ومستقبلها – حوسبة اللغة العربية - من علوم اللغة وعلمائها – المعاجم العربية.
3.     باب فنون اللغة، ويضم: فن الإعراب – فن الخط العربي – فن كتابة المقال - المؤتمرات والندوات - أنشطة لغوية – القراءات النقدية للأعمال الأدبية.
4.     باب الآداب، ويضم: واحة الشعر – قصص مختارة – النثر – المسرحية -  النوادر والطرائف – حكمة الشهر – أمثال عربية – ألغاز لغوية.
5.     باب الأعمدة، ويضم: عمود د.صديق الحكيم – عمود أ. عواطف العلوي – عمود آراء حرة.
6.     باب واحة اللُّباب، ويضم: التأليف الجامعي - التأليف المدرسي – لغة طفلك - استشارات لغوية - ركن الهواة - شباب اللباب - شهد الكتب - مسابقات وجوائز - الفن الساخر.
7.     باب صيد اللباب، ويضم: كتب صادرة – نشاطات ثقافية – فعاليات فنية – أخبار متفرقة.
8.     السجلات والمحفوظات.


فضلا عن ..

الرئيسة - من نحن - كلمة المشرف العام - كلمة رئيس التحرير - مشاريع لغة الضاد الفصيحة - اللجنة الاستشارية العليا لمجلة اللباب - أعضاء مجلة اللباب - أخبار مجلة اللباب - أعلن معنا - اتصل بنا – التسجيل - شريط أخبار - استطلاعات رأي - الأكثر قراءة – الأكثر تعليقا – الأكثر تقييما - فيديو -  إعلان رئيس فلاش واحد بمساحة (728×90).


كتاب مجلة اللباب



كتاب مجلة اللباب
من الكُتاب الذين تم الاتفاق معهم:

نذكر منهم:

·        أ.د.م. سلوى حمادة
·        أ.د.عبد الله الفيفي 
·        أ.د.عبد السلام صابر
·        أ.د.عز الدين بوشيخي
·        د. محمد فجال
·        د. ناصر الشيحان
·        د.محمد الشحات
·        د.محمد جمال صقر
·        د.محمد نور الدين المنجد
·        د.صالح الشاعر
·        د.محسن الندوي
·        د.إسماعيل عبد العاطي
·        د.أيوب جرجيس العطية
·        د.صديق الحكيم
·        د.عبد الله النملي
·        د.مصطفى شميعة
·        أ.تميم فاخوري  
·        أ.أشرف شوقي
·        أ.عواطف العلوي
·        الشاعر محمد دياب الدرعمي
·        الشاعر محمود الضميدي


وغيرهم من الكُتاب. 

مجلة اللباب (1)




اللجنة الاستشارية العليا لمجلة اللباب:

·        المشرف العام للمجلة: الأستاذ الدكتور محمد عبد المطلب البكاء.
·        رئيس التحرير: الإعلامية الأستاذة رحاب أبو زيد.
·        صاحبة الامتياز ابنة الضاد كريمة سندي (مستشارة بالمجلة).
·        الأستاذة الدكتورة المهندسة سلوى حمادة (مستشارة بالمجلة).
·        الدكتور صديق الحكيم (مستشار بالمجلة).
·        الأستاذ تميم فاخوري (مستشار بالمجلة).
·        المدير التقني لمجلة اللُّباب: الأستاذ رامي خضر.
·        مديرة التسويق لمجلة اللُّباب: الأستاذة سلام الأبرش.

خطة سير مجلة اللباب:

1.     المقال الناجح مثل سنارة صيد السمك، يجب أن يحتوي على رائحة شهية في عنوانه، ومذاق وطعم لذيذ في مضمونه، وأن تعلق سنارته في مخيلة القارئ تفتح شهيته لمعرفة المزيد عن لغته الأم، حتى ينضم إلى شبكة القراء.
2.     البعد عن الكلام الإنشائي نريد أسئلة مهمة يطرحها الموضوع وتضم (من – لماذا – أين – كيف – متى) بشرط أن تكون أكثر تشويقا للقارئ من صيغ الإعلام الأخرى المكررة.
3.     تفسير ما يجري من أحداث خاصة باللغة العربية بصورة تختلف عن التفسيرات الرسمية المحافظة على اعتماد الإعلام الرسمي عليها.
4.     إشباع نهم القراء في إقحامهم كطرف مؤثر في المجلة من خلال التفاعل معهم وإشراكهم في التعليقات على الآراء الموجودة في الموقع.
5.     المواضيع الموثقة والتحليلات الجادة تعزز كفاءة المجلة وتمنحها قدرة التأثير الثقافي والتوعية المطلوبة.
6.     العمل في المجلة ليس عملا فرديا بل هو عمل فريق كامل متكامل، ويظهر ذلك في صياغة الموضوعات والتحليلات وانتقاء الموضوعات والمقالات، بحيث يشعر القارئ أن المجلة ذات هدف، ورسالة، ورؤية واضحة لا تنحصر في الإبلاغ والأخبار فقط  بل تتعدى ذلك لتصل إلى غايتها في التأثير في القارئ وإرشاده وتوعيته.
7.     المجلة التي ليست لها لجان استشارية، أو هيئات إدارية قوية وفاعلة تذوى وتذوب بسرعة البرق وتنطفئ شعلتها بعد ظهور مجلات أخرى، ولعل أبرز مهمات اللجان الاستشارية هو إمداد المجلة بالآراء، والأفكار الخلاقة التي تعزز بقاء المجلة وتألقها. وهذا ما عهدناه في جهدنا هذا.
8.     مساحة الحرية تحدد عمر المجلة وتألقها، وتوهجها. وكلما ضاقت مساحة الحرية قل الوهج وانطفأت شعلة المجلة. والعكس صحيح. فمساحة الحرية ظلت خلال العصور مقياسا صادقا لانتشار المجلات وقدرتها على المنافسة والاستمرار.
9.     الحضور العالمي، إذ لا توجد عقبات جغرافية تعترض المجلة الإلكترونية فهي متاحة في كل مكان تتوافر فيه متطلبات الانترنت.
10.                        أن تكون أهداف المجلة واضحة ومحددة للجمهور المستهدف وهو فئة الشباب من سن 18 سنة إلى سن 35 سنة من الجنسين، بنسبة 60%. 

11.                        أن تتخصص المجلة بجهد ثقافي واحد هو عودة الفصيحة وبقوة حيثما كانت رائقة المشارب، نقية من الشوائب.

وفاةً «شيخ المؤرخين الأردني» عبد الكريم الغرايبة عن عمر يناهز 91 عاما

نشر فى : السبت 22 فبراير 2014 - 6:59 م | آخر تحديث : السبت 22 فبراير 2014 - 6:59 م
وفاةً «شيخ المؤرخين الأردني» عبد الكريم الغرايبة وفاةً «شيخ المؤرخين الأردني» عبد الكريم الغرايبة
عمان- أ ش أ 

توفي اليوم السبت "شيخ المؤرخين الأردني" عبد الكريم الغرايبة عضو رابطة الكتاب الأردنيين عن عمر يناهز 91 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.
وبحسب بيان صادر عن الرابطة اليوم، فإن الغرايبة، الذي عرف عنه بأنه عربي الهوى وأردني الانتماء، أول من حصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ في الدولة الأردنية وظل حاضرا في كل أزمنة الدولة معلما وأستاذا ورجل إدارة.
وأضاف البيان أنه "بوفاة المعلم والمؤرخ الغرايبة، الذي أثرى المكتبة العربية بالكثير من الوقائع والأحداث الجسام التي عاشتها الأمة في أكثر من حقبة زمنية، تكون الأمة قد خسرت أحد أبرز قاماتها المعرفية والوطنية إلا أن جهوده ستبقى نبراسا للأجيال الجديدة، حيث إنه أصبح موضع الاقتداء والتقدير ومحط احترام الآلاف المؤلفة من الأفراد والأشخاص الذين عرفوه عن كثب فأصبح لقب (المعلم) قرينا له".
والراحل هو الذي جمع نصوصا ووثائق عن النضال السوري ما بين أعوام 1900-1950، ووضعها في صندوق وشمعه وسلمه إلى الجيش السوري عام 1958، ورجوهم أن لا يسمحوا لأحد بالاطلاع على ما فيه لفترة طويلة من الزمن حتى يتجنب الشباب خيبة أمل قاسية بزعماء النضال.