الجمعة، 28 فبراير 2014

صورة لمدينة الخبر السعودية المطلة علي الخليج العربي



صورة لمدينة الخبر السعودية المطلة علي الخليج العربي
عدسة د زكي بسيوني
في الصورة تظهر الواجهة البحرية علي كورنيش الخبر

مدونة اللباب: أبواب مجلة اللُّباب

مدونة اللباب: أبواب مجلة اللُّباب: وسيكون ترتيب العدد كالآتي:                                                      1.   باب القضايا اللغوية، ويضم: مقالات – فقه اللغة ال...

الخميس، 27 فبراير 2014

جمعية " الإخوان المصريين

قال عمرو عمارة، المتحدث بإسم تحالف" المنشقين عن الاخوان"، إننا استطعنا استقطاب أكثر من 7000 فرد من شاب الإخوان معنا، بعدما اقتنعوا باستمرار فكرة الإصلاح والتربية بعيدا عن العمل السياسي والتطرف.
وأضاف عمارة، في تصريحات لـ"الوطن"، قدمنا طلبات للسلطات بأن تسمح لنا باستخدام قاعة مؤتمرات الأزهر للإعلان عن تدشين جمعية " الإخوان المصريين" تحت شعار" تربية ايمان بناء"، وكنا قد قطعنا عدة خطوات مع وزير التضامن، في إطار تأسيس الجمعية الأهلية، معرباً عن رغبته في أن تنهي الوزيرة الجديدة خطوات تأسيس الجمعية؛ حتى يكون هناك إطار قانوني لشباب الإخوان المنشقين.
من ناحية أخرى ،أعلن عمارة، إنسحاب تحالف"المنشقين عن الاخوان"، من الجبهة الوسطية، قائلا:" نحن لا نرى منهم أية أهداف ونرفض مشاركتهم في الشو الإعلامي، لأن هدفنا هو الإصلاح.

ما هو دور المثقف في بناء المجتمع؟


ما هو دور المثقف في بناء المجتمع؟ 
لطيف بولا

المثقفون، وليس دعاة الثقافة!، هم مصابيح نور، على ضوء ثقافتهم يتلمس المجتمع طريقه نحو التحرر والعدالة والتطور. والثقافة ليست ثوباً يرتديه كل من هبّ ودبّ، أو مساحيق يُراد أن يتزوق بها، وليست بالقصور الفخمة والعربات الفارهة، بل بالفكر المثقف والسلوك القويم الذي يرشده عقل مشبع بالعلوم والآداب والفنون.
والمصدر (ثقافة) في اللغة مشتق من الفعل (ثقفَ ثقفا) أي صار حاذقاً. وإذا قلنا (ثَقّفَ الرمحَ) أي قَوّمَهُ وسوّاهُ. و(ثقّفَ الطالبَ) هَذبَهُ علّمهُ، فهو مثقف. والثقافة كما قلنا هي التمكن من العلوم والفنون والآداب. عليه فالمثقف مهيأ نفسياً وعقلياً لبناء مجتمع صالح عادل راق متطور، لأنه مُتنور ومُتحرر من قيود الجهل، ومُتعافي من أمراضه كالتعصب والأنانية والعدوانية. ولو لم يكن هكذا، لما بحث وسهر وتعب شهوراً وأياماً يصقل بعقله وفكره، يبحث عن الحقيقة هنا وهناك، يواجه الباطل في معسكر الجهلاء، ليحترق كالشمعة، يضيء بعلمه وثقافته طريق المجتمع.
لقد عانى المثقفون عبر التاريخ من شرور الجهلاء والحكام الطغاة الرجعيين المتعشعشين في دهاليز الجهل والتخلف. وأول اولائك المثقفين هم الأنبياء والأولياء والثوار الأحرار، الذين قاوموا الظلم والظلام بعلمهم ومعرفتهم بقوانين الطبيعة والمجتمع والتطور. وقد أثبتت الأيام أن من يفهم التاريخ هو المنتصر، ومن يقف ضد منطق الحياة ينتهي الى مزبلة التاريخ. ولا يمكن للانسان أن يقف ضد الأشرار والسلاطين الطغاة، ويناصر الشعب ويتبنى قضاياه العادلة، ويطالب بحقوق الانسان حيثما كان، إلا إذا بلغ به الوعي الى مستوى يجعله لا يتحمل الظلم والظلام، ليس على نفسه فحسب بل حتى على الآخرين أيضاً، فيطلق صرخته بوجه الظلم ويقرع نواقيس اليقظة لينتبه اليه المغفلون ويلقي بأفكاره النيرة ليهدي من ضلله الظلام فيتبعه المجتمع ويحاربه الطاغوت وأعوانه، وقد يدفع ثمن هذا الواجب الانساني حياته.
وعلى هذا الطريق سار الأنبياء والمصلحون والفلاسفة والعلماء والثوار الأحرار وحملوا على عاتقهم مسؤولية التطور وانقاذ الانسان من شرور التخلف. ورغم التضحيات الجسام، استطاعوا تحرير المجتمع الانساني من عهود العبودية وأسقطوا العروش وشيدوا صروح العدالة وسنوا القوانين، وانتزعوا الحقوق وأوصلوا البشرية الى ما هي عليه اليوم من تقدم ورقي. ولولا تلك الجهود وتلك التضحيات الجسام لظل حال البشر كما كان عليه في عهد الرق والعبودية، ولكن لا زال ثمة ظلم وحقوق مهضومة، وهنالك الكثير على المثقف أن يعمله، وخاصة في مجتمعاتنا التي تعاني من بقايا عهود الظلم والتخلف والتفرقة والتعصب والعنصرية.
ان جنود الظلم والظلام وأعداء الثقافة والعلوم والفنون لا يستسلمون بسهولة، بل يسيرون بعناد على عكس التطور، ويحاولون ايقاف عجلته بل تحطيمها، ولا زالوا في هجوم هستيري، إذ يرون قلاعهم الورقية تتهاوى أمام شمس العلوم والثقافة والفنون، إلا أن تراخي المثقفين واهمالهم لواجبهم الوطني والانساني وانشغالهم بمظاهر الحياة والاغراءات المادية يؤدي كل ذلك الى تأخير بناء المجتمع، ذلك البناء الذي يتمناه المثقف، مجتمعاً متآخياً يسوده الأمن والسلام والمحبة ومشاريع العمران والصناعة والزراعة، لكي نقطع دابر الفقر الذي هو سبب لكل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
نريد أن يكون للمثقف الدور الريادي في عملية البناء والتنوير، ويتطلب الأمر شجاعة للصمود أمام المخربين والمفسدين وأهل الرشوة والتعصب والجهلاء عموماً. يجب أن يقف المثقف، العالم، الفنان والأديب، وقفة غاليلو وكوبرنيكوس، وقفة سبارتاكوس، وقفة جان جاك روسو وفولتير، وقفة محمد والمسيح، نصرخ بوجه الظلم والظلام والمخربين والمفسدين واللصوص الدجالين بصوت واحد وأمام الملأ: كفى تخريباً أيها الملوثون، دعوا قافلة التطور تسير الى الأمام قبل أن تسحقكم عجلاتها. فلا يمكن انتشال مجتمعنا من الضياع بالسكوت والتقاعس والمساومة والانتهازية والخوف من الإرهابيين المتغلغلين في كل مكان. فالإرهاب بكل أشكاله المستترة والظاهرة، هو الذي يشوش على الأمن وينشر التفرقة ويرتشي ويفسد ويقف بوجه البناء الاجتماعي ويحارب التقدم والتطور ثم يفجر نفسه ويقتل من حوله إذا لم يتمكن من تلويثه!. ومهما تفنن المشعوذون والمتخلفون والدجالون بأساليبهم المقيتة وتحت ستار الظلام، بامكان المثقف أن يعريهم أمام المجتمع ليرى الشعب زيفهم وعوراتهم النتنة. ألم تنتصر أفكار غاليلو وفولتير وروسو والأنبياء والمصلحون على أعداء التقدم؟ أليست المجتمعات معظمها تهتدي بأفكارهم العلمية والانسانية الى هذا اليوم؟ لكن البعض أبى إلا أن يلعب ورقة التخلف الخاسرة.
ومن تجربتي الخاصة في هذا المجال وحول دور المثقف في بناء المجتمع، ورغم كل الظروف الصعبة، كنت في أوائل السبعينيات من القرن المنصرم مدرساً للغة الانكليزية في ناحية واسط التي تقع (60 كم) جنوب محافظة واسط، وكانت وقتها ناحية صغيرة جداً والمتوسطة التي درستُ فيها تقع في الضاحية الجنوبية معزولة عن باقي البيوت، استطعت وبالتعاون مع زملائي الأفاضل من المدرسين والمعلمين، من جعل تلك المتوسطة الصغيرة منبراً ليس للعلم فحسب بل للفنون والآداب ولأفكار وطنية واجتماعية بناءة، فقد أسسنا مسرحاً وفرقة فنية. واكتشفت من بين الطلبة قدرات فنية وأدبية وعلمية ساهمت في انجاح نشاطاتنا ونشر أفكارنا. واستصحبت معي من بغداد آلاتي الموسيقية كالعود والكمان والناي، وكان فرح الطلاب شديداً، إذ سئموا من طريقة التعليم التقليدية وأساليب بعض المدرسين الدكتاتورية والتي كانت أقرب الى الأساليب العسكرية من الأساليب التربوية، ولم يكن للطلبة أن شاهدوا سابقاً آلة العود أو الكمان، فاكنوا يسمون العود (رطة) تشبيهاً بالسلحفاة التي تسمى في الجنوب (رقة) بسبب ظهر العود المحدب!، وألفتُ للطلبة أناشيد ومسرحيات وطنية واجتماعية كان لها وقعاً عظيماً في تلك الناحية وفي نفوس طلبتنا وذويهم بالذات، إذ كان الناس يتزاحمون ويقدمون العون لإنجاح عملنا، لأن ما طرحناه على المسرح كان يخدم المجتمع ربما أكثر من المدرسة، ويمس حياتهم ومشاكلهم، ويحثهم على الوحدة والتآخي والتحرر من التقاليد الضارة والبالية. أما طلبتنا الأعزاء، فقد برز من بين صفوفهم الممثل والعازف والمنشد والمؤلف.
ورغم كوني مسيحياً من القوش في نينوى، إلا أن المجتمع هنالك والطلبة خاصة كانوا يحترمونني ويقدرونني أكثر من غيري، لأنني قدمتُ لهم ما لم يقدمه غيري من حب واخلاص وفنون وآداب وموسيقى أنارت عقولهم. وهذا برهان على ان ما يزرعه المرء يحصده، وقد زرعنا حباً فحصدنا حباً. وفي أتون الحب تذوب كل المصاعب والمخاوف، فما أعظم الحب!. وقد حضر يوماً أحد المسؤولين ليشاهد نشاطاتنا على المسرح فتعجب لما شاهده، فقال لرفاقه: هذا الرجل المسيحي قدم من بغداد وأشعل ثورة فنية وأدبية هنا في هذه الناحية النائية، ماذا فعلتم أنتم لمجتمعكم وفيكم مائتا حزبي؟!.
أجل للمثقف دروه الخطير، عليه أن يؤديه، فمن كان مثقفاً ويريد أن ينال شرف مصطلح الثقافة، يجب أن يبني مجتمعه في كل الظروف وفي كل مكان، ينشر السلام والمحبة والاخوة والروح الوطنية والانسانية، لأن المثقف والعالم والفنان هو ملك المجتمع والانسانية، وهكذا كان غاليلو وانشتاين وأديسون والفلاسفة والأنبياء والكتاب التقدميين والانسانيين الذين كان همهم الوحيد همّ كل مثقف وهو نشر الأمن والسلام والمحبة وبناء مجتمع تسوده العدالة والاخوة والسعادة.
فما أحوجنا اليوم الى الثقافة وجهود المثقفين لبناء مجتمعنا العريق الذي مزقته قوى الشر في زرعها التعصب الأعمى والعنصرية والفرقة لاضعافه من أجل نهب خيراته وثرواته. ولتحقيق مآربها الشريرة، تحارب الثقافة في كل مكان، وتبعد المثقفين، وتزرع محلهم الزؤان لتفسد حقلنا الأخضر بالرشاوي والسلب والنهب. فهي ليست تؤخر تقدمنا بل تحطم مجتمعنا لتنهش عظامنا وتمزق لحومنا، فحذاري! حذاري! أيها المثقفون، إذا كان الأشرار لا يخشون من هدمهم لمجتمعنا فكيف يتوانى المثقف فيدرء شرهم ومن ايداء دوره في البناء. فلنشمر عن سواعدنا لبناء مجتمعنا إذا كنا مثقفين وليس دعاة!! ولا يفت في عضدنا الأساليب الإرهابية التي ذكرناها أعلاه، ولا نخشى في قول الحق وبناء الوطن لومة لائم.
- نشر المقال في جريدة بيت نهرين، العدد (128).

قادة الدعاية المضادة له.

معتز بالله عبد الفتاح

قادة الدعاية المضادة له. 

هناك الآن حملة مبالغ فيها من قِبل البعض لتشويه أى شخص يعلن احتمال ترشحه أمام المشير السيسى، فى حين أن هذا يعنى تراجعنا تماماً عن أى خطوة ديمقراطية وصلنا إليها بعد الثورة. لا ينبغى أن يضع أى مصرى أى شخص فوق الدستور والقانون، وإلا فإنه بهذا يضره ويضر بمصر، بل ويصبح مؤيدوه أهم قادة الدعاية المضادة له. 

من مقال هل نحن شعب أحول؟
معتز بالله عبد الفتاح

هل نحن شعب أحول؟

معتز بالله عبد الفتاح

«مرة واحد أحول عنده عصفورة حُولة، جاء يضعها فى القفص وضعها خارجه، وهى جاءت تهرب دخلت داخله». انتهت النكتة، وهى بايخة ولكنها تحمل دلالة: الحَوَل العقلى مضر بالصحة مثل السجائر.
مثلاً، فى دولة ما، كان فيه استفتاء على دستور اسمه دستور 1971، ناضلت من أجل البقاء عليه قوة تسمى نفسها إسلامية، ووصفت يوم الاستفتاء عليه بأنه «غزوة الصناديق» مع أن هذا الدستور كان ينص فى المادة الخامسة منه على أنه ممنوع قيام أحزاب على أسس أو بمرجعية دينية (يعنى عكس مصلحة هذه القوى)، ولكنها ناضلت من أجله بالنظر إلى المادة الثانية التى لم تكن أصلاً جزءاً من مواد الاستفتاء، وفى الوقت نفسه رفضته قوى أطلقت على نفسها ليبرالية ومدنية لأنه من بقايا عصر الاستبداد، وفعلت كل ما فى جهدها من أجل إلغائه، وسعدت سعادة بالغة حين قررت السلطة العسكرية الحاكمة آنذاك إلغاءه وأصدرت مكانه إعلاناً دستورياً ألغت فيه الجزء الخاص بمنع قيام أحزاب سياسية على أسس أو بمرجعية دينية.
فانتهت القوى المسماة إسلامية إلى أنها أيدت ما كان ضدها، واستفادت مما أيده رافضوها، وانتهت القوى المسماة ليبرالية بأنها رفضت ما كانت تعتبره دستوراً استبدادياً وفرحت بما اعتبرته إعلاناً دستورياً أفضل فى حين أن هذا الأخير فتح عليها كل أنواع الأحزاب السلفية التى ما كانت تتمنى أن تراها فى المشهد السياسى. حَوَل ده ولا مش حَوَل؟
مثال آخر، فعل المجلس العسكرى كل ما يستطيع من أجل ألا يفوز الإخوان فى الانتخابات سواء التشريعية أو التنفيذية. قلت هذا الكلام مراراً، وكان البعض يكذبنى، ثم روى الأستاذ هيكل ما أكد كلامى من حوار دار بينه وبين المشير الذى قال له لا يمكن أن أترك السلطة والإخوان يشكلون الحكومة. المهم أن المجلس العسكرى متبنياً نفس استراتيجية صديقنا السابق، فرض 500 جنيه غرامة حتى يشارك الناس جميعاً، وبالتالى لا تكون المشاركة الانتخابية مقتصرة على أنصار الإخوان، فانتهى بهم الحال إلى أن أجبروا الناس على المشاركة فى الانتخابات وبدلاً من أن يعطوا أصواتهم للإخوان، أعطوها للسلفيين. ونفس الكلام حين تم حل مجلس الشعب فى 2012 بقرار نصفه قانونى ونصفه سياسى قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعدة أيام وكانت النتيجة عكس ما كان يريد هؤلاء. وقد قلت ذلك فى الاستوديو التحليلى حين سئلت عن تأثير قرار حل مجلس الشعب على جولة الإعادة وكان ردى أن بعض الناس كانوا يتخوفون من التصويت لصالح الدكتور مرسى حتى لا يجمع الإخوان بين سلطتى التشريع والرئاسة، الآن سلطة التشريع ذهبت للمجلس العسكرى، وبالتالى البعض سيعطى صوته للدكتور مرسى خوفاً من أن يجمع المجلس العسكرى والمرشح الأقرب له (الفريق شفيق) بين سلطتى الرئاسة والتشريع. وتمر الأيام، لنكتشف جميعاً أن المجلس العسكرى أضر بالمرشح الذى كان يؤيده فى حين أنه كان يسعى لمساعدته. حَوَل ده ولا مش حَوَل؟
وتستمر الحكاية من خلال «الإعلان الدستورى المعيب» الذى خرج به علينا الدكتور مرسى فى 22 نوفمبر 2012. وإذا كان الهدف من هذا الإعلان إنهاء الفترة الانتقالية بأقل قدر من الخسائر، فقد تحول هو نفسه إلى معضلة كبيرة ظللنا ننادى الرئيس بالرجوع عنها ولكن ما حدث قد حدث وانتهينا إلى أن توحدت المعارضة مع العدد الأكبر من القضاة ثم مؤسسات الدولة الأخرى مع أغلبية المصريين ضد قرارات الرئيس ثم ضد الرئيس وجماعته وخسر فيها ومعها كل شىء؛ فيما ما يثبت أن «الحَوَل» مسألة مسيطرة على كل الفصائل.
هناك الآن حملة مبالغ فيها من قِبل البعض لتشويه أى شخص يعلن احتمال ترشحه أمام المشير السيسى، فى حين أن هذا يعنى تراجعنا تماماً عن أى خطوة ديمقراطية وصلنا إليها بعد الثورة. لا ينبغى أن يضع أى مصرى أى شخص فوق الدستور والقانون، وإلا فإنه بهذا يضره ويضر بمصر، بل ويصبح مؤيدوه أهم قادة الدعاية المضادة له.
أرجوكم فقط استحضروا مشهد الرجل الأحول مع العصفور الأحول وأنتم تقرأون الفقرات السابقة.
قال أحدهم: وما تفسير هذا «الحَوَل؟» قلت: إما معمول لنا عمل أو فيه حاجة غلط فى مياه النيل؟

حركة مبدعون من أجل التغيير





صورة تذكارية بمناسبة تكريم بينالي القاهرة للثقافة والفنون حركة مبدعون من أجل التغيير

ماهو دور المثقف في مجتمعه ؟ (3)




ماهو دور المثقف في مجتمعه ؟ (3)

ماهو دور المثقف في مجتمعه ؟ (2)


ماهو دور المثقف في مجتمعه ؟ (2)

هل كل من امتلأت مكتبته من جميع أصناف الكتب و أحجامها، ومن استطاع الوصول إلى المنبر أو التلفزيون أو الصحف، و من وقف ضد احتجاجات أو تصويتات أو معارضات، أو كان صوتاً لأغلبية صامتة، نستطيع أن نقول عنه مثقف؟، إذا كانت الإجابة بنعم، فمالذي يستطيع فعله هذا للمجتمع؟ للساحة؟ ومالذي سيقدمه أكثر من أي يقدم نفسه في المؤتمرات و الأمسيات و الاحتفالات والمحاضرات؟، وإذا كانت الإجابة لا ، فمن هو المثقف الحقيقي؟ وماهو دوره في المجتمع؟ ومالصورة التي وضعت له في أذاهننا من خلال الكثير من الممارسات التي نشاهدها من بعض الناس باسم الثقافة و المثقفين؟.
إن الصّورة المثالية التي جعلته شخص لا يتحدث إلاّ بالمثل العليا و الكاملة و القيم الصحيحة و المباديء ذات الأهداف السامية هي الصورة التي يراها الكثير للشخص المثقف، هذا بالإضافة إلى كون حتى بعض من يمتثلون بهذه الصفات يعتقدون بطريقة ما أنهم ينتمون إلى فئة المثقفين، فمن أين جاء هذا التصور؟ هل خلقه المجتمع المحيط بهؤلاء؟ أم هم من صنعوه وبالتالي انعكس ذلك على تصور المجتمع لهم؟
إن ما للمثقف من دور هام في المجتمع هو ما يجعله أسفل بقعة ضوء مسلطة عليه، وعلى تصرفاته وحركاته، وما يجعل ما ينتجه إما يقود به جماعة، أو يقع تحت مجهر آخرين، ولما له من مكانه بالغة الأهمية في عملية التغيير في أي وسط، وكونه القدوة للكثير، ألزمه بأن يكون هناك رقيب عليه داخل نفسه يحسب فيها كل خطواته، ولكن هذا إذا وجد الجمهور المثقف الحقيقي الذي يحمل بجدارة هذا الإسم، أو هذه الصفة...
إن المثقف هو شخص يفكر بعقل، يجيد التحكم بتصرفاته وفق ما يتناسب مع الوضع، لا يقف أمام أي مشكلة دون البحث فيها ومحاولة الوصول إلى أبعادها الشاملة ومن ثم محاولة إيجاد الحلّ لها، لا يعتقد أنه وصيّ على أحد في المجتمع إنما لكلّ إنسان حقّ له في التعبير عن رأيه، وحق عليه في الإصغاء للآخرين، يؤمن أنه حينما يخطيء لم يفشل، إنما قام باجتهادات لم تكن صحيحة بعض الشيء وأن لازالت هناك فرص أخرى، والأهم يقرأ ” بوعي ” أكثر مما يكتب...
وإن الأمر مع المثقف هو تماماً مثل المتعلم، الذي كلّما تعلّم أكثر كلّما اكتشف أنه ازداد جهلاً، لذا فهالمثقف الحقيقي لا يمكن أن يصل إلى مرحلة ويقف عندها ويقول عن نفسه : أنا مثقف، لأنه يعلم تماماً أن الثقافة ليس لها سقف تتوقف عنده، وليست محصورة في كم من الكتب أو المعلومات أو الأطروحات، فهو في كلّ مره يبحث أكثر وأكثر، ويرى أنه لازال بحاجةٍ إلى المزيد...
ولكن حينما نستعرض الآن لدينا أغلب المفكرين والأدباء الذين يتواجدون الآن في ساحتنا بشكل كبير ونحاول أن نحدد من منهم نستطيع أن ندرجه تحت مسمى ” المثقف الحقيقي ” فإن من سنستثنيهم أكثر ممن سنختارهم، وهذا واقع مؤسف، بينما الصامتين البعيدين عن الشاشة و الصحافة والإعلام و المؤتمرات و الأمسيات وكل هذا الحضور بينهم الكثير من المثقفين، ولا أدري هل السبب يعود إلى الصورة الطاغية في المجتمع لشخص ” المثقف ” ؟ أم أنه يبحث عن العزلة ويتعمدها لينشغل بذاته ويشتغل عليها؟، ولكن هل أدرك ما هو دور المثقف في المجتمع قبل أن يقمع نفسه ويعزلها؟.
ولنرى هنا أيضاً المتحدثين، الظاهرين في الإعلام من المثقفين، هل هم ممن مارسوا السلطة؟ والوصاية؟، حتى الآن وجدت كتاب ” أوهام النخبة أو نقد المثقف ” لعلي حرب الصادر عن دار الفكر العربي أفضل ما قرأت عن ” المثقف “، حتى بعد أن قرأت ” آلهة تفشل دائماً ” لإدوارد سعيد الصادر عن دار التكوين، يقول علي علي في كتابه عن دور المثقف : ( خلق واقع فكري جديد، بإنتاج أفكار جديدة، أوبتغيير نماذج التفكير، أو بابتكار ممارسات فكرية جديدة، أو بإعادة ابتكار الأفكار القديمة على أرض الممارسة وفي أتون التجربة )، ولكن هل المثقف قام بهذا الدور في المجتمع؟ هل أداه؟ وهل اشتغل عليه في داخله كي يصل إلى الجمهور بالصورة الصحيحة؟ خاصة وأنه يعتبر لدى الجمهور ” قدوة ” جاهزة أمامه، يرى حرب أن المثقف نسي كل هذا وصرف اهتمامه : ( إلى إقحام مقولات على الواقع بطريقة تبسيطية تعسفية ارتدّت عليه، فكان هو ضحيتها، أو كان المجتمع هو الضحيّة لدى محاولات تطبيقها)، إذاً فالأفكار ماهي إلاّ المحرك الحقيقي للممارسات، الدافع له، المغير لمساره، المُظهره بالصورة، لذا : ( فالعالاقة بالأفكار هي علاقة خلق وإبداع، سواء تعلق الأمر بإنتاجها وتوليدها، أو بتوظيفها واستمثارها، بهذا المعنى لا يصح الحديث عن تطبيق، بقدر ما يصح عن إعادة نتاج أو ابتكار هي ترميم متواصل للفكر في ضوء ما ينبجس ويحدث)....
إذاً فالمفترض أن بالمثقف ألاّ يعمل على أفكار وتوجهات و شعارات كان موجودة سابقاً، ليأتي هو ويطبقها دون العمل على خلق فيها أي حاله أو الإبداع، وأن يخلق له مفاهيمه الخاصة من خلال تفكيره الخاص وتوليده للأفكار والإبداع، والوعي بكلّ هذا قبل التطبيق .. هو الأهمّ!.، فالأفكار والإيمان هي الأساس التي تنبني عليها الممارسات...

ماهو دور المثقف في مجتمعه ؟





 بلقيس الربيعي - دور المثقف في المجتمع


ما نعنيه بالثقافة هو مجموعة الأفكار والمفاهيم والمعلومات وكل ما يتعلق بالإنسان والطبيعة وماهية العلاقة بينهما عبر مراحل الزمن الثلاث الماضي والحاضر والمستقبل .

وبناءأ على هذا التعريف يكون المثقف هو ذلك الإنسان الذي يتكون تفكيره من تلك الأفكار والمفاهيم والمعلومات مضافأ اليها خبرته العامة التي تكّونها تجاربه السابقة والناتجة من إحتكاك مباشر بالواقع الملموس .

والمثقف اساسا يجب أن يكون ملتزمأ بقضايا الجماهير ، يتعرف على إحتياجاتها وامكانياتها والطاقة المدخرة فيها ، ويعمل في ذات الوقت بالفكر وبالممارسة على الموازنة بين تلك الإمكانيات والإحتياجات مع ترتيب الأشياء بأولويات وثانويات حتى لا تستهلك طاقات الجماهير وتضيع هدرأ في مسالك غير مسالكها الطبيعية .

الجماهير تمتلك دائما الحس الثوري ، تختزنه في ذاتها وينطلق هذا الحس في وقت إشتداد الأزمات حركة ثورية تختلف في درجة تنظيمها تبعا للوعي السياسي والأيديولوجي الذي تمتلكه تلك الجماهير . وكثيرا ما يرافق تلك الحركات العفوية والتي إن لم تتوفر لها القيادة الحازمة الواعية ، فإن تلك الحركات تقود الى الهلاك وضياع فرص النجاح .

فمهمة المثقف هنا أن يجعل من إحتياجات الجماهير منطلقا لفكره وعمله ومستهديا بالنظرية العلمية في تطبيقاته ، وأن تكون تطلعات الجماهير الأساسية قائده وأن تكون الجماهير بتكتلاتها خلفه . أن يكون قائدا لتلك الجماهير بفكره لا أن تقوده الجماهير بعفويتها وفوضويتها .مهما يكون الحس الثوري عاليا لدى الجماهير إلا أن السذاجة في الممارسة تتغلب احيانا كثيرة وتنحرف بها عن اهدافها ، إن لم تتوفر لها القيادة الواعية والحازمة .

بغير ذلك لا يمكن أن نطلق صفة المثقف على اي كان مهما تكن درجة الثقافة التي يمتلكها . فهو إما أن يكون مجرد مخزن لمعلومات كثيرة أو أن يكون في ممارسته ضد حركة التاريخ وعاملا معرقلا في طريق الجماهير .