الأحد، 19 أكتوبر 2014

جماليات النهايات الروائية

alt

تعد النهاية (الخاتمة) Closure  الركن الأهم في تشكيل بنية النص الإبداعي ولها وهجها ودورها في تحديد مسار العمل واتجاهه، ومع أن دراسة النهايات في الأعمال الإبداعية قد استُحضِرت في دراسات تطبيقية قليلة إلا أن الجانب التنظيري قد أهمل تماما في فضاءات النقد العربي ولم تحضر النهايات في إطار التنظير النقدي الجاد، وتجدر الإشارة إلى أن هناك دراسات غربية قد استثمرت هذا المفهوم وكشفت كثيراً من ملامح النهايات بصورة عامة في كتاب فرانك كيرمودFrank Kermode  الذي بعنوان (معنى النهاية: دراسات في نظرية السرد) The Sense of an Ending: Studies in the Theory of Fiction  الصادر في 1967م في الشعر وجمالياته مثل الدراسة النقدية التي لبربارا هيرنستين سميث Barbara Herrnstein Smith  التي بعنوان (الخاتمة الشعرية: دراسة في كيفية إنهاء القصائد الشعرية) Poetic Closure: A Study of How poems End  المنشور عام 1968م وقد ركز كتابها على النهايات الشعرية التي اختبرتها في نصوص أغلبها كلاسيكية، أما الروايات فتكون نهاياتها طويلة ومعقدة التفاصيل في أحايين كثيرة لذلك فقد درس بعض الباحثين النهايات الروائية ونقلوا مفاهيم سميث إلى قراءاتهم للنهاية الروائية ومن ذلك كتاب ماريانا تورقوفينيك Mariana Torgovnick  الذي بعنوان (الخاتمة في الرواية) Closure in the Novelوصدر في عام 1981م، وغير ذلك من الإصدارات والبحوث الأكاديمية.

ليس غريبا أن تعد النهاية أو الخاتمة الركن الأسمى في العمل الإبداعي، لنأخذ العرض السينمائي بوصفه مثالاً على أهمية النهايات، فالنهاية (الفيلمية) تتبقى غالباً في ذاكرتنا ليس لكونها آخر المشاهد التي نختزلها فحسب بل لكونها تختصر لنا ذلك العرض وتلخصه، من الصعب جداً أن نستدعي كامل العمل بعد اكتمال القراءة لكنها تستدعي اللحظات والمشاهد الدرامية فالبدايات والنهايات هما ما يتبقى في الذاكرة وتشكل اتجاهنا وميولنا تجاه العمل الروائي.

تشبه النهايات الأمثال التي تنتسب إلى حكايات طويلة قد لا ينتظر المتلقي معرفتها ولكنه يميل إلى اختزال معرفتها في تلك الجملة القصيرة، وتعرف باربارا سميث النهاية في الشعر بكونها إشارة رقيقة إلى الانتهاء، إذ تبدو بوصفها صورة مجازية تقترح الانتهاء، أو لنقل إشارة إلى الخروج من العمل وهي النقطة الأخيرة التي يقول فيها المؤلف ما يريد تلخيصه وإيجازه.

وتتخذ نهاية الرواية المنحى نفسه إذ هي تعبير إبداعي مكثف على بعد القراءة الزمني فليس من الممكن الحديث عن لوحة فنية لها خاتمة، إذ تعد تغييرا لبنية الاستمرارية في العمل الإبداعي شعراً أونثراً، وذلك بخلق الانقطاع الذي يجسد غياب الاستمرارية الحدث الأكثر نجاحاً في السرد، فالفشل في تحقيق الاستمرار يخلق في المتلقي أن لا يتوقع شيئاً.

وتتجلى أهميتها في محاولة قراءتنا الثانية لرواية ما بعد معرفتنا نهايتها في كوننا نسعى جادين إلى التعرف على العلامات والطرق التي أوصلتنا إلى تلك النهاية التي رسخت في أذهاننا فيحاول المتلقي أن يكتشف من خلال تلك القراءة كيف دارت الأحداث حتى وصلت إلى آخر العمل واكتماله. إن محاولتنا تأويل عمل إبداعي سواء أكان شعراً أم سرداً يفترض منا أن ننتظر حتى نهاية العمل واكتماله، وفي حال تركنا ذلك فسيبدو تأويلنا ناقصاً وتفسيرنا مضطرباً.

إن تجربة القراء مع النهايات تعتمد على تأثير تأويلهم الشخصي للنصوص، وفي حال كون الخاتمة ضعيفة فإن على القراء مع اختلاف تأويلاتهم أن يكونوا طموحين في تجارب تأويلهم لها. ولعل المتعة التي تجلبها لنا النهايات الروائية إحدى أبرز مميزات النهايات التي تقدمها لنا السرديات لتلبية وإشباع فضولنا، هذا الفضول يراه فوستر مثيراً للسؤال الإشكالي التالي عند تلقينا لأي سرد: وماذا يحدث بعد ذلك؟ وليس غريباً أن نصف قارئ السرد بكونه نسخة جديدة من شهريار زوج شهرزاد في (ألف ليلة وليلة) وهو متلق يتطلع إلى إجابة سؤاله الفضولي: وماذا سيحدث لاحقاً، لكن النهايات تنسج ومن ثم تفك نسيج النص.

لا تعني كلمة نهاية في الرواية آخر صفحاتها لكنها المقطع الذي يجيب على هدف القراءة والغرض منها، إنها تعني الخط النهائي في اكتمال السرد في الأعمال الروائية الطويلة، ولذا تعد النهايات أكثر أهمية لكونها مهمة وفاعلة للمكونات السردية الأخرى في العمل بوصفها أسباباً حقيقية لها.

ولما كانت هذه النهايات في مجموعها تعتمد على بعد خطي إذ تتقدم أحداث السرد التقليدية منذ البداية فقد أدرك كيرمود استمرار النماذج التقليدية في السرد بما فيها الكتاب المقدس النموذج الأهم والمعتاد تاريخيا إذ بدأ بلفظ البداية وانتهى بمنظور النهاية فخضع لمنطق النهاية التي تتناسب مع البداية، كما أظهر كيرمود شكوكه حول تلك البدايات، وانساقت الإنسانية للتصور الخطي نفسه الخاضع لمنطق الولادة والفناء، ويتبع ذلك عند والاس مارتن الرواية الواقعية إذ تبقى أفعال الشخصيات فيها مثلنا خاضعة لافتراضات السبب والأصل والنهاية، وإذا أراد الروائي أن يكشف خضوعنا لذلك الزيف، فإن القراء لا يتقبلون أطروحته وسيفرضون التصور التقليدي للبدايات والنهايات والغايات والنتائج للنصوص التي تفكك هذا التصور.

وقد تم تفكيك خطية النص عملياً بظهور مصطلح النص الحديث الفائق أو المتشعب أو المترابط hypertext  على ما اصطلح علماء الإنسانيات بتعريفه بالنص الذي لا يعتمد خطاً أفقياً ولا يخضع لبداية أو نهاية في إنتاجه، ولا يعتمد الشكل التقليدي للنص، إنه نمط مخصص من قواعد المعلومات تتجلى عبر نص يرتكن إلى روابط تفضي إلى نصوص عدة، لا يمكن هنا أن نقرر بداية للنص أو نستند إلى نهاية بل تصبح لا نهائية النص في الشكل والتأويل وغياب المركز إحدى أبرز ملامحه، ومن الجدير أن نشير إلى تيد نيلسون Ted Nelson  الذي اجترح المصطلح ومنحه الحياة، إذ كان ذلك في عام 1965م تقريباً، ولعل كتاب نيلسون المعنون Literary Machinesالذي نُشر في أوائل الثمانينيات الميلادية يُعد أول كتاب نشر في هذا الحقل ويكرس لمصطلحيه المعروفين:hypertext  وhypermedia، ويمكن وصف المصطلح الأخير بكونه مسانداً للنص الفائق، لكنه يُفضي إلى صور وفيديو وأصوات تُضيف إلى النص الأساس، وقد تبعت هذين المصطلحين مصطلحات عدة وظفت من أجل التكريس لبيئة النص الرقمي وقواعد تلقيه.

ومع ذلك فقد وجهت نقدات قوية إلى النهايات الروائية إذ يراها هيلس ميلر J. Hillis Miller مشكلة نقدية سواء في نقد عمل واحد أو أعمال روائية محددة في فترة زمنية مختلفة، ويعود السبب في ذلك إلى كونها تحمل أزمة تشخيص السرد نفسه ومن ثم تؤدي مثل هذه الدراسات إن كانت دقيقة إلى تواز ظاهر في المنتج الإبداعي عامة ما يشي بالعجز عن إظهار مجالات إبداعية نقدية.

تؤكد الروائية الإنجليزية جورج إليوت (1880م) على كون النهايات هي النقطة الأضعف لدى معظم المؤلفين، لكن ذلك قد يخضع للفترة الزمنية التي يعيش فيها المؤلف، فعلى سبيل المثال كانت نهايات الرواية في العصر الفيكتوري صعبة ومزعجة للروائيين والروائيات الذين كانوا يخضعون لسطوة دور النشر والقراء إذ يميل هؤلاء إلى النهاية السعيدة في الأعمال الروائية، وهناك النهايات التي تعتمد على الصدفة والنهايات المقنعة للقارئ.

لذلك فمن الصعب أن نلم بأنواع النهايات فهناك نهايات تعتمد على دور القارئ التأويلي الذي ينطلق مع نهايات مفتوحة ويقيد بأخرى مغلقة، وهناك تصنيف يعتمد مدى النجاح أو الإخفاق فالنهايات المثالية وهي التي يطلق عليها النهاية الماهرة أو الناجحة وهي النهايات التي تعطي القراء الإحساس الذي يؤكد على أن النص قد تم تلقيه بكامله، تمكنه هذه النهايات من الإعلام بتعريف منطقية العمل وضبطه داخل عملية التعلق بالماضي عوضاً عن التصور الضروري لروتينية نماذج التعلق بالماضي، إلى جانب ذلك فإن النهايات تكمل دائرة التلميحات وأوهام الحياة. النهايات الفاشلة يمكن وصفها ببساطة أنها تلك النهايات التي تكون أسبابها عكس أسباب نجاح النهايات القوية والمثالية.

ويرى ويليام ثيكستون أن هناك في الرواية الغربية الحديثة ثلاثة أعمال حظيت نهاياتها برؤية وتصور مثاليين وهي روايات Howards End  لأدوارد مورغان وThe Rainbow  لدي اتش لورنس وUlysseلجيمس جويس، وتتفق الروايات الثلاث في الاعتماد على نقطة واحدة وذلك باستلهام نهج سيرذاتي في نهاياتها، ثم تعكس محاولات لتعبر من إلقاء الضوء على سيرة المؤلف وتجربته الشعورية إلى مشاعر مختلطة وعامة من التجارب الإنسانية العريضة.

وتتصل أسباب نجاح النهاية الروائية باشتمالها على ثلاثة ملامح: أولها أن تكون هذه النهاية نهاية حتمية لا تستدعي القارئ لأن يفكر في نهاية أخرى محتملة تكون أفضل من النهاية الروائية المقترحة، وذلك يعني بطبيعة الحال أن يكون كل فصل روائي منذ البداية لا يفضي إلى نهاية محتملة فحسب بل يعكسها، وثاني تلك العناصر أن تكون النهاية الروائية مؤكدة لدور أفعال الشخصيات نفسها ولاسيما الرئيسة منها في خلق النهاية المناسبة، ومن ثم يكون دور الروائي في خلق تلك النهاية منطقياً وخاضعاً لفعل الشخصيات، أما ثالثها فالتأكيد على أن النهاية الروائية قد أوجدت بالفعل نهاية ما للعمل، ومع أن ذلك قد يبدو أمراً بسيطاً ساذجاً في الإبداع الروائي ولا يتفق ذلك مع الأعمال الروائية المسلسلة أو المكونة من ثلاثة أجزاء، إذ يتطلع القارئ فيها إلى نهاية تحثه على مواصلة الاطلاع على الجزء التالي.

وأخيراً، فإن دراسة أشكال القص قد تفرض علينا أن نبدأ أولاً بالأكثر أهمية وهو النهاية، وعلينا أن نعد نجاحها جزءا لا يتجزأ من العمل بأكمله، وتخضع القراءة النقدية للنهايات لجوانب منها: قراءة جماليات الشكل اللفظي فيها، وقراءة جماليات المجاز فيها، وقراءة علاقاتها ببنيات القص الأخرى، ودراسة علاقاتها بالثيمات والأفكار المدرجة في النص، ولذلك تعد مقاربة الروايات عبر النهايات أمراً مهماً فالنهاية جوهر العمل الروائي وقاعدته، وهي بوابة جديدة تضيف إلى القارئ للدخول في عوالم تأويلية جديدة وكأنه أمام عنوان جديد.
 
د. معجب العدواني ...جريدة الرياض السعودية

السبت، 18 أكتوبر 2014

أساسيات لعبة الشطرنج



نقلات القطع

1.
  • إذا نقلت قطعة إلى مربع تحتله إحدى قطع الخصم، فإن الأخيرة تؤسر وتبعد من الرقعة كجزء من نفس النقلة.
  • يُقال أن قطعة تهاجم قطعة للخصم إذا كانت قادرة على أسرها في المربع الذي تقف عليه ما عدا قطعة الملك التي لا يمكن أسرها ولا إخراجها من الرقعة.
  • يمنع على قطعة ما الحركة إذا كانت حركتها تفتح الهجوم على ملكها أو تضعه تحت التهديد ويقال في هذه الحالة أنها قطعة مسمرة أو تحت التسمير (أو يقال أحيانا مربوطة أو تحت الربط) مثال :
2. الفيل : يمكن تحريكه إلى أي مربع عبر القطر (الوتر) الذي يقف عليه
3. الرخ : يمكن تحريكه إلى أي مربع عبر العمود أو الصف الذي يقف عليه
4. الوزير : يمكن تحريكه إلى أي مربع عبر العمود أو الصف أو القطر الذي يقف عليه
5. عند القيام بهذه النقلات لا يمكن لأي من القطع التي ذكرت (الفيل والرخ والوزير) أن تقفز فوق أخرى تعترض طريقها.
6. الحصان :يتحرك على شكل الحرف اللاتيني «L» ولا يمكنه أن يتحرك خطياً (سواءاً عمودياً أو أفقياً أو قطرياً).وهي القطعة الوحيدة القادرة على القفز فوق باقي القطع سواءً من معسكرها أو من معسكر الخصم.
7. البيدق:
  • (أ) يمكن تحريكه إلى الأمام عبر العمود الذي يقف عليه إلى المربع الشاغر الموجود أمامه مباشرة.أو:
  • (ب) في نقلته الأولى يمكن تحريك البيدق كما في (أ) أو تحريكه مربعين على نفس العمود بشرط أن يكون المربعين خاليين من القطع. أو:
  • (ت) يمكن تحريك البيدق إلى مربع أمامه قطريا على عمود مجاور تحتله قطعة منافسة آسرا تلك القطعة.
  • كما يمكن للبيدق إنجاز حركتين اخريين في حالات خاصة وهما الأخذ بالتجاوز وترقية البيدق (أنظر الفقرتين المواليتين).

الخميس، 16 أكتوبر 2014

علي هامش الرواية (5)




بقلم د/صديق الحكيم
ماهي السمات الأساسية لشخصية البطل في الرواية ؟
البطل: وهي الشخصية المحورية في العمل الأدبي، وشخصيته دائماً ما تكون مرنة قادرة على التغير.. وتغلب عليه السمات العشر التالية والتي تُبنى عليها الرواية حتى نهايتها:
تعثره في الأحداث لوجود تحدي أمامه يعترضه.
رفضه لهذا التحدي.
إجبار نفسه على قبول هذا التحدي.
السفر في طريق المحاولات.
جمع القوى والحلفاء له.
مواجهة الشرور التي تحاول هزيمته.
فترات من ظلمة النفس واليأس، يأتي بعدها..
قوة إيمانية تمكنه من..
مواجهة الشر مرة أخرى، ثم فجأة..
ينتقل الطالب من مرحلة تعلمه إلى مدرس يلقن غيره الدروس.

علي هامش الرواية (5) ماهي المقومات الفنية للرواية؟



علي هامش الرواية (5) ماهي المقومات الفنية للرواية؟
بقلم د/صديق الحكيم

ماهي المقومات الفنية للرواية؟
الطول ليس العنصر الوحيد الذي يميز الرواية عن باقي الأجناس الأدبية النثرية الأخرى،توجد روايات قصيرة إلي حد ما مثل الغريب لألبير كامو والعجوز والبحر لإرنست همنجواي عدد صفحاتها حول المئة صفحة تقريبا ومع ذلك تركت أثرا باقيا في عالم الرواية
 وإنما توجد مقومات فنية أخرى تجعلها ممتعة لقرائها. ومن هذه المقومات الفنية العناصر التالية:
موضوع الرواية
يدور العمل الأدبي فيها حول حادثة رئيسية واحدة، تتفرع منها أحداث ثانوية أخرى متعددة، وعلى الرغم من تركيز الأحداث على بطل أو اثنين إلا أنه هناك شخصيات ثانوية أيضاً تظهر في هذه الرواية تقوم بتجسيد هذه الأحداث أو المواضيع الثانوية.
التفصيل في الرواية
من خصائص الرواية أن كاتبها يميل إلى الإسهاب في سرد الأحداث بما فيها الزمان والمكان ولا يترك شيئاً إلا أن يقدم له وصفاً مفصلاً.. حيث أن الرواية تستمد طولها من هذا الوصف التفصيلي. ويضم الموضوع العديد من الأمور التي تعكس دقائق الأمور في بيئة أو مجتمع، فنظرة الكاتب هنا في الرواية هي نظرة شمولية لا تقتصر على خبراته الشخصية وإنما تشتمل على أحداث وطبائع وعادات وأزمنة قد لا يكون مر بها.
فنية الرواية
هناك بعض النقاد يشيرون إلى أن الرواية تفتقد إلى عنصر الفنية لتشعب أحداثها والوقوف على تفاصيل يتم الإسهاب فيها. أي أن حرية الكاتب سواء للإيجاز أو الإسهاب (بالطبع دون أن تتأثر المقومات الأساسية في كتابة الرواية) يعنى عدم التقيد، وعدم التقيد يعطي سهولة في الكتابة ولا يكون هناك احتياج للدقة.
طبيعة الرواية
تقدم الرواية سرداً لأحداث وأزمنة وأماكن كثيرة، وهذا يتطلب أن يكون كاتبها مؤرخ للتاريخ، أو أن يكون باحثاً اجتماعياً ملماً بكافة التفاصيل حتى تتوافر المصداقية في روايته لأنه يتناول الحدث وكأنها تحدث في الحقيقة.. الأمر الذي يتطلب الدراسة المتعمقة لكافة الأنماط المحيطة به في البيئة لكي تبدو طبيعية لتتوافر واقعية الأحداث. فالإنسان ينجذب إلى كل ما هو واقعي أو اجتماعي يحدث من حوله.
ذاتية الرواية

راوى أو سارد أو كاتب الأحداث بوسعه أن يعرض وجهة نظره الذاتية من خلال موضوع الرواية- لكن بطريقة غير مباشرة، في حين أن الأنواع القصصية الأخرى تكون موضوعية تقل التفاصيل فيها وتلتزم بقالب فني معين.

علي هامش الرواية (4)



علي هامش الرواية (4)
بقلم د/صديق الحكيم
ماهي مواطن المتعة في الرواية ؟
ماهي الأمور التي تجعل القارئ يستمتع بالرواية ؟

تجتمع في الرواية مجموعة من العوامل تدفع القارئ للاستمتاع بها مثل:
متعة السرد: يحقق المتعة من الرواية منذ قديم الأزل لأي شخص ينصت لها أو يقرأها.. حيث تتعدد أنماط الروايات فهناك رواية الحكايات.. وهناك رواية الأخبار.. أو قراءة الرواية نفسها والمتمثلة في العمل الأدبي النثري.
متعة التخيل: المتعة مرتبطة بكلمة الرواية والتي تأتى للإنسان من خلال "التخيل": متعة التخيل للأحداث،


متعة التخيل للشخصيات، متعة التخيل للوصول إلى المجهول.
متعة اللغة: استخدام الكاتب لأدواته الفنية من اللغة والمتمثلة في العناصر اللغوية المتعددة من التصوير والاستعارات والكنايات والبلاغة وغيرها من الأدوات اللغوية الأخرى.
متعة الإيهام بالحقيقة: فالكتابة الناجحة من مقوماتها توافر عنصر الصدق وكأن الرواية واقعية تشبه مجريات الحياة التي يعيشها الإنسان أو التي يجد غيره من حوله يعيشها بالمثل.
المتعة الشعورية: والمتمثلة في التشويق والإثارة.. التشويق والإثارة في الرواية يشبها الأيام العصيبة والأيام الجميلة في حياة الإنسان، وبدون هذا التباين والتناقض فلن يستطيع معرفة كل نوع من المواقف التي يتعرض لها سواء التي تجلب له السعادة أو التي تحمله على التعاسة والإحباط.
الحياة ليست كلها حلوة: ومن هنا تستمد متعتها وكذلك الرواية التي تعكس واقع الإنسان فهي تستمد متعتها من الإثارة والتشويق التي تقدمها للمتفرج.

علي هامش الرواية (3)



علي هامش الرواية (3)
بقلم د/صديق الحكيم

أسئلة وأجوبة 

1- كيف تختار اسم بطل عملك الأدبي ؟ وما معايير اختيارك ؟ 
2- أ يحمل اسمه دلالة بالنسبة إليك ؟ أم بالنسبة لمضمون نصّك ؟
3- أيُشترط أن يرمز الاسم لشيء ما ؟ أم لا يُشترط ؟
4- اعطِ مثالا على نص أدبي كتبتَه موضحا اسم بطلك ، وأسباب اختيارك له . 

مصدر الأسئلة  منتدي رواء الأدب 
 أما الأجوبة فهي مفتوحة للقراء من أصحاب التجربة في كتابة الرواية 

علي هامش الرواية (2)


علي هامش الرواية (2)
بقلم د/صديق الحكيم
كيف أختار عنوانا جيدا لروايتي ؟
هذا السؤال يشغلني في هذه الفترة 
بمناسبة إنجازي للمسودة الأولي لروايتي الجديدة 
وقد اخترت أكثر من عنوان 
وبعد يوم أو أكثر أري أنه غير مناسب وأقوم بتغييره
هذه الحيرة دفعتني للبحث في هذه النقطة واستكلاع آراء الكتاب حولها 
وقد جمعت آراء كوكبة من كتاب الرواية 
1- خيري شلبي: أرفض العنوان المباشر وأطرح بدائل كثيرة

2-أبو المعاطي أبو النجا: العنوان لا بد أن يعبر بشكل مباشر عن العمل
يوسف ابو رية:
من الصعب صنع رواية على اسم ولكن مايحدث ان يكون هناك في ذهن المبدع اسم مؤقت قابل للتغيير، هذا الاسم المؤقت يساعد على رسم التفاصيل العامة للعمل واحياناً التفاصيل الصغيرة واثناء الكتابة يتغير هذا الاسم كثيراً ففي روايتي تل الهوى كان الاسم المقترح الشبورة وقد ساعدني هذا الاسم في كتابة مدخل الرواية ثم تغير إلى تل الهوى, وانا بصفة عامة اميل للعناوين البسيطة المكونة من كلمتين.

ولدينا مزيد

لتر ونص بول

الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

رواية اسكندرية 2014


مقطع من رواتي الجديدة 
بقلم صديق الحكيم

وبعد قليل رن جرس تليفون غرفة معاون المباحث 
فهرول الشاويش ليلتقط السماعة بسرعة
فجاءه أمر الضابط وائل باشا :نزل العيال كلهم الحجز وسيب اللي اسمه حسين فوق وفك كلابشاته أنا جاي علي طول
-كان الوقت يمر بطيئا وقرآن الفجر انتهي وبدأت الابتهالات التي تسبق الآذان 
فأخرج محمود كيس العيش وصنع بعض السندوشات وأعطي حسين والمحامي وعزم علي الشاويش فأخذ بعض السندويتشات وزجاجة مياه معدنية وكمان علبتين سجاير 
وتسحر الثلاثة زملاء الدراسة وضحك ماجد وضحك بعده محمود ثم تبعهم حسين 
وقال ماجد : مين كان نتوقع أن نجتمع بعد كل هذه السنوات وهنا في القسم ونتسحر عيش وحلاوة  دي بركاتك يا عم حسين 
فيرد محمود : وإيه كمان في أول يوم أجي فيه من السعودية 
وارتفع صوت الحق مؤذنا بصلاة فجر جديد 
ذهب محمود للشاويش وفي يده علبة سجاير وسأله عن مكان الحمام حتي يتوضأ هو وحسين 
فرد الشاويش وكمان حسين فأعطاه محمود علبة السجاير الرابعة 
فرد الشاويش :طب وزميلكم التالت 
ضحك محمود وقال للشاويش دا الأستاذ ماجد عباس بطرس 
فرد الشاويش يعني مفيش سجاير تاني طب يلا بسرعة 
وأثناء الصلاة 
حضر ضابط برتبة مقدم ومعه وائل باشا  ودخلا غرفة المأمور
فهرول الشاويش وأغلق الباب خلفهم ووقف أمامه
وفجاء ماجد المحامي وأخرج بزنس كارد وأعطاه للشاويش ليدخل به للباشا
فدخل الشاويش وبعدها بدقيقة  
نادي الضابط وائل :اتفضل يا أستاذ
فدخل المحامي ماجد في همة ونشاط قائلاً: مساء الخير يا فندم
المقدم :قول صباح الخير
ماجد: صباح الفل يا فندم
وائل باشا: محمد باشا مسعود من الأمن الوطني 
وجاي مخصوص علشان موكلك 
ماجد :خير ياباشا هو في مشاكل لا سمح الله
المقدم : لأ هو جاء هنا بالصدفة وإنت قومت الدنيا باتصالك بسعادة اللواء رئيس الجهاز في الأسكندرية 
فدورت علي ملفه عندنا فوجدت له ملف قديم 
فوقع قلب ماجد في رجليه وقال في نفسه أمن دولة يا حسين وقعت ولا حد سمي عليك
وأردف المقدم قائلا :لا تخف هو لا غبار عليه فهو بدون تصنيف يعني لأ إخوان ولا شيوعي ولا شيعي ولا 6 أبريل هو تحت بند مثقف درجة تالتة 
وتوجه المقدم للضابط وائل باشا : وسأله وهو يبتسم :تعرف واحد اسمه هيرمان جورينج ؟
فتلعثم الضابط  ورد علي المقدم:منكم نستفيد يا فندم 
هيرمان جورينج ده هو أحد أبرز قيادات ألمانيا النازية أيام هتلر،والأب الروحى لجهاز البوليس السرى «جيستابو لكنه نهايته كانت مأساوية  فقد انتحر بالسم قبل يوم واحد من إعدامه 
الضابط : إيه اللي فكرك بيه يا باشا دلوقتي 
المقدم : ما هو دا اللي قال "كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسي»، 
ابتسم ماجد ابتسامة ميتة مجاملة لثقافة المقدم 
وسأل محمد باشا : طيب يا فندم هو حسين عليه أي ملاحظات في الوقت الحالي 
المقدم - لقيت في ملفه صورة من مقال منشور في صحيفة معارضة صفرا من إياهم