الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

الأصمعي في سير أعلام النبلاء



الأصمعي في سير أعلام النبلاء  

الإمام العلامة الحافظ ، حجة الأدب ، لسان العرب أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن عبد شمس بن أعيا ، بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، الأصمعي البصري ، اللغوي الأخباري ، أحد الأعلام . يقال : اسم أبيه عاصم ، ولقبه قريب . 

ص: 176 ] ولد سنة بضع وعشرين ومائة . 

وحدث عن : ابن عون ، وسليمان التيمي ، وأبي عمرو بن العلاء ، وقرة بن خالد ، ومسعر بن كدام ، وعمر بن أبي زائدة ، وشعبة ، ونافع بن أبي نعيم ، وتلا عليه ، وبكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة ، وسلمة بن بلال ، وشبيب بن شيبة ، وعدد كثير ، لكنه قليل الرواية للمسندات . 

حدث عنه : أبو عبيد ، ويحيى بن معين ، وإسحاق بن إبراهيم الموصلي ، وسلمة بن عاصم ، وزكريا بن يحيى المنقري ، وعمر بن شبة ، وأبو الفضل الرياشي ، وأبو حاتم السجستاني ، ونصر بن علي ، وابن أخيه عبد الرحمن بن عبد الله الأصمعي ، وأبو حاتم الرازي ، وأحمد بن عبيد أبو عصيدة ، وبشر بن موسى ، والكديمي ، وأبو العيناء ، وأبو مسلم الكجي ، وخلق كثير . 

عباس الدوري ، عن يحيى بن معين ، عن الأصمعي قال : سمع مني مالك بن أنس 

وقد أثنى أحمد بن حنبل على الأصمعي في السنة . 

قال الأصمعي قال لي شعبة لو تفرغت لجئتك . 

قال إسحاق الموصلي دخلت على الأصمعي أعوده ، فإذا قمطر ، 

ص: 177 ] فقلت : هذا علمك كله ؟ فقال : إن هذا من حق لكثير 

وقال ثعلب قيل للأصمعي كيف حفظت ونسوا ؟ قال : درست وتركوا 

قال عمر بن شبة سمعت الأصمعي يقول : أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة . 

وقال محمد بن الأعرابي شهدت الأصمعي وقد أنشد نحوا من مائتي بيت ، ما فيها بيت عرفناه . 

قال الربيع سمعت الشافعي يقول : ما عبر أحد عن العرب بأحسن من عبارة الأصمعي 

وعن ابن معين قال : كان الأصمعي من أعلم الناس في فنه . 

وقال أبو داود صدوق . 

ص: 178 ] قال أبو داود السنجي سمعت الأصمعي يقول : إن أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قوله -عليه السلام- : من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار 

وقال نصر الجهضمي كان الأصمعي يتقي أن يفسر الحديث ، كما يتقي أن يفسر القرآن . 

قال المبرد كان الأصمعي بحرا في اللغة ، لا نعرف مثله فيها ، وكان أبو زيد أنحى منه . 

قيل لأبي نواس قد أشخص الأصمعي وأبو عبيدة على الرشيد ، فقال : أما أبو عبيدة فإن مكنوه من سفره قرأ عليهم علم أخبار الأولين والآخرين ، وأما الأصمعي فبلبل يطربهم بنغماته . 

قال أبو العيناء قال الأصمعي دخلت أنا وأبو عبيدة على الفضل بن الربيع ، فقال : يا أصمعي كم كتابك في الخيل ؟ قلت : جلد ، ص: 179 ]فسأل أبا عبيدة عن ذلك ، فقال : خمسون جلدا ، فأمر بإحضار الكتابين ، وأحضر فرسا ، فقال لأبي عبيدة اقرأ كتابك حرفا حرفا ، وضع يدك على موضع موضع ، قال : لست ببيطار إنما هذا شيء أخذته من العرب ، فقال لي : قم فضع يدك . فقمت ، فحسرت عن ذراعي وساقي ، ثم وثبت ، فأخذت بأذن الفرس ، ثم وضعت يدي على ناصيته ، فجعلت أقبض منه بشيء شيء ، وأقول : هذا اسمه كذا ، وأنشد فيه ، حتى بلغت حافره ، فأمر لي بالفرس ، فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس وأتيته . 

وعن ابن دريد أن الأصمعي كان بخيلا ، ويجمع أحاديث البخلاء . 

وقال محمد بن سلام كنا مع أبي عبيدة بقرب دار الأصمعي ، فسمعنا منها ضجة فبادر الناس ليعرفوا ذلك ، فقال أبو عبيدة إنما يفعلون هذا عند الخبز ، كذا يفعلون إذا فقدوا رغيفا . 

وعن الأصمعي قال : نلت ما نلت بالملح . 

ص: 180 ] قلت : كتب شيئا لا يحصى عن العرب ، وكان ذا حفظ وذكاء ولطف عبارة ، فساد . 

وروى ثعلب ، عن أحمد بن عمر النحوي قال : قدم الحسن بن سهل ، فجمع أهل الأدب ، وحضرت ، ووقع الحسن على خمسين رقعة ، وجرى ذكر الحفاظ ، فذكرنا الزهري وقتادة ، فقال الأصمعي فأنا أعيد ما وقع به الأمير على التوالي ، فأحضرت الرقاع ، فقال : صاحب الرقعة الأولى كذا وكذا ، واسمه كذا وكذا ، ووقع له بكذا وكذا ، والرقعة الثانية كذا ، والثالثة . . . حتى مر على نيف وأربعين رقعة ، فقال نصر بن علي الجهضميأيها المرء أبق على نفسك من العين . 

وقد روى نحوها من وجه آخر ، وقال : حسبك لا تقتل بالعين ، 

وقال : يا غلام ، احمل معه خمسين ألفا . 

قال عمرو بن مرزوق رأيت الأصمعي وسيبويه يتناظران ، فقال يونس الحق مع سيبويه ، وهذا يغلبه بلسانه . 

وروي عن الأصمعي أن الرشيد أجازه مرة بمائة ألف . 

ص: 181 ] وتصانيف الأصمعي ونوادره كثيرة ، وأكثر تواليفه مختصرات ، وقد فقد أكثرها . 

قال خليفة وأبو العيناء مات الأصمعي سنة خمس عشرة ومائتين . 

وقال محمد بن المثنى والبخاري سنة ست عشرة ويقال : عاش ثمانيا وثمانين سنة -رحمه الله . 

ليست هناك تعليقات: