الأحد، 11 يناير 2015

الهروب من سجن الرملة حمزة يونس

18142604

عندما تسمع عن حمزة يونس و عن بطولاته، وكيف استطاع كسر أسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر لا تمتلك إلا أن تطلب الاستزادة من أخباره لعل فيها ما يواسيك في زمن الخيبات العربية المتتالية.
أما حين تقرأ لحمزة يونس تجربته بأسلوبه العذب العميق ، وما تحويه من انجازات سواء على الصعيد المادي أو المعنوي، تحس بحجم القهر والظلم الذي حاق بالرجل الذي كان بالإمكان- لو كان هناك شيئ من الإنصاف - أن يكون نموذجا وقدوة للأجيال ليس في فسلطين فحسب بل في كل بقاع العالم ، فالاسرائيليون أنفسهم يعترفون بمدى الجرح الغائر الذي سببه لهم هروبه من قبضتهم أكثر من مرة إلى حد اعتبره مدير المخابرات الإسرائيلية أكثر إيلاما من عبور خط بارليف ...
هذا حين تقرأ لحمزة يونس أما حين تعرفه عن قرب فسيتكشَّف لك ذكاء الرجل ورزانته وهدوؤه الذي يخفي هموم القضية الفلسطينية التي توزع دمها على قبائل العصر ..
وحين يحدثك حمزة يونس عن فتح وحماس وعن الأبعاد الإقليمية المؤثرة في القرار الفلسطيني تكتشف عمق تحاليل الرجل ومعرفته الدقيقة بكل أبعاد الصراع العربي الاسرائلي .
و لعل أكثرما يشد في شخصية حمزة يونس هو أسلوبه في التهكم والسخرية حتى في أكثر اللحظات تراجيدية..
فحينما كنت ألتقيه مع بعض الأصدقاء الفلسطينيين ويحتد النقاش حول مستجدات القضية الفلسطينية أو غيرها من القضايا كان أبو ابراهيم لا يخرج عن هدوئه الوقور إلا بتهكمه اللاذع إما بأحد جلسائه أو بأحد قادة فتح أو حماس !
وأنا على يقين بأن قارئ هذا الكتاب - والذي هو بحق تحفة أدبية ووثيقة تاريخية هامة- سيكتشف تلك السخرية العميقة لدى الرجل . الم يعنون أخر فصول الكتاب بـ(الهروب الرابع الى أين؟!) ملحقا إياه بعلامة استفهام (؟) وعلامة تعجب (!) أليست منتهى السخرية من الواقع العربي وخيباته؟
الهروب من سجن الرملة ليس مجرد رواية توثيقية أو وثيقة تاريخية هامة بل هو كتاب الكفاح الفلسطيني في أصدق لحظاته.
نور الدين باكرية 
كاتب جزائري
الجزائر:06-03-2010

ليست هناك تعليقات: