الأحد، 9 مارس 2014

كتاب أساسيات التسويق - فيليب كوتلر



أعتقد أن من لم يقرأ كتاب أساسيات التسويق للأب الروحى للتسويق اليوم فيليب كوتلر، لن يكون عنده القابلية لتعلم المزيد من التسويق، ذلك لأن هذا الكتاب يعطيك الأساس المتين والهيكل المنظم الذى يمكنك البدأ منه بثقة للسفر بقوة عبر بحار التسويق.

سأحاول توضيح الأمر..

التسويق لم ولن يكون ذلك العلم الذى يزدهر فى فترة ثم يختفى، بل هو علم قديم قدم الإنسان، فعندما يحاول الإنسان لفت الأنظار إليه عن طريق ملابس مميزة، وطريقة مميزة فى التحدث، مع تقسيم من يتكلم معهم إلى فئات، والتحدث مع كل فئة بما يناسبها من طريقة، فبهذا يمارس هذا الإنسان التسويق فى أصّح صوره.
إذن فيليب كوتلر أو بيتر دراكر، أو أى اسم مميز فى التسويق اليوم لم يخلقوا المعجزات، ويأتوا بكلام خارق لا يعيه البشر، ولكنهم ببساطة نظموا بشكل مرتب مايفعله البشر عموماً، وتفعله الشركات والمنظمات حول العالم خصوصاً من أجل التسويق لمنتجاتهم.
إذاً نعود لنقطة قديمة تستفزنا دائماً للنقاش، وهى هل التسويق علم أم فن؟
بمعنى أصح.. هل هناك إنسان مولود بطبيعته يستطيع التسويق لمنتجه وخدماته ببراعة، أم أن هذا الإنسان تعلم أصول التسويق حتى استطاع أن يسوّق ؟؟
دعونا نفترض قصة .. ولكنها واقعية تحدث ربما كل يوم حول العالم، وهى أنه كان هناك رجل جاهل لم يدخل مدارس أو يدرس إدارة الأعمال فى الكتب والجامعات، وأثناء مروره على إحدى المناطق السكنية لاحظ أن أهلها يذهبون إلى مخبز بعيد لشراء احتياجاتهم من الخبز، فبدأ بالتفكير فى هذا الأمر، وهو ما يُعرف فى التسويق بالملاحظة ، وهى طريقة من طرق البحث التسويقى، والبحث التسويقى هو أول خطوة فى التسويق.
قرر هذا الرجل الجاهل تطوير منتج يناسب احتياجات العملاء (أهالى المنطقة السكنية) فكان يقوم بجلب الخبز من أماكن تصنيعه ويبيعه فى المنطقة، ولكنه لاحظ أن أهالى المنطقة يختلفون فى المستوى، فمنهم الساكنين الرئيسين (طبقة ذات دخل عالى)، ومنهم الموظفين والعاملين (دخل منخفض نسبياً)، ومنهم حارسى العقارات (دخل منخفض)، ولأنه ربما كان يبيع فى الشارع فى بداية الأمر، فقد استبعد شريحة الساكنين الرئيسين من خطته، وركّز على توفير منتجه لشريحة العاملين و حارسى العقارات، وبسعر وجودة مناسبين
.
من أجل تشجيع العملاء على الشراء أكثر كان يحدّث باستمرار عروضه البيعية، ويخفض سعر الوحدة من المنتج عند شراء كميات، وإذا تبقى معه ما لم يستطع بيعه فى نهاية اليوم، ربما ذهب إلى العقارات مباشرة فحاول أن يبيع منتجه بطرق البيع المباشر.
وهكذا تستمر قصة هذا الرجل الجاهل الذى لا يعلم شئ عن التسويق ليثبت لنا أن التسويق هو فن وليس علم (ولكنه فى الحقيقة لم يستطع إثبات ذلك).. ذلك لأن علم التسويق هدفه تنظيم ذلك الفن ، ووضعه فى شكل علمى، حتى يمكن معالجة أى حالة تعترض المسوّق بشكل منظم ودقيق، وببساطة شديدة، إذا كانت لك المقدرة والموهبة فى التسويق فلن تتم هذه الموهبة بدون ثقلها بالعلم، وإذا لم تشعر فى داخلك بعد بالقدرة على إيجاد الطرق المبدعة والمبتكرة فى التسويق، فلا تيأس .. ولكن تعلم التسويق ومارسه باستمرار، وستصبح بارع فيه.
نعود لكتابنا اليوم..
يحتوى الكتاب على أربعة أجزاء رئيسية :
1-التعريف بالتسويق وبالعملية التسويقية مع التركيز على أهم نقطة فى التسويق اليوم وهى العميل واحتياجاته وكيفية تكوين علاقات مربحة معه.
2-فهم السوق والبيئة التسويقية ، والتعمق فى استيعاب ماهو سلوك العميل وكيفية إدارة المعلومات والبيانات من أجل خدمة العميل سواء كان العميل فرد أو منظمة.
3-تطوير وتصميم الاستراتيجية التسويقية القائمة على احتياجات العميل، مع فهم الخليط التسويقى المتكامل (منتج، تسعير، توزيع، دعاية).
4-مناقشة ومعالجة بعض النقاط الهامة فى التسويق اليوم، مثل كيفية خلق ميزة تنافسية فى عالم اليوم الملئ بالتنافس والصراعات، كيفية التنافس والفوز فى السوق العالمى، مع توجيه بعض التركيز على التسويق من الناحية الاجتماعية والمسئوليات الأخلاقية.

فوائد البرتقال



يحتوي البرتقال
على 80% من وزنه ماء
و حوالي 2% دهون
و حوالي 10% الياف
و5 % مواد معدنية و احماض
و حوالي 3% سكريات وفيتامينات.
يوجد في البرتقال املاح معدنية مثل الكبيرت و الفوسفور
 و الكالسيوم والنحاس و فيتامين سي وفيتامين بي1 وبي 2..
يساعد البرتقال على تثبيت الكلسيوم في العظام
ومقاوم لامراض البرد و
يساعد على حماية الاسنان من التسوس
كذلك من فوائد البرتقال انه ينشط الدورة الدموية ويقوي الكبد.....
لا ينصح بشرب عصير البرتقال للمصابين بقرحة المعدة و الاثنى عشر .

مبادرة جديدة للمصالحة تولد ميتة

مبادرة جديدة للمصالحة تولد ميتة
أكد عمرو عمارة المتحدث باسم تحالف "المنشقون عن الإخوان" ، أنه سيتم عقد جلسه ثلاثية بين ممثلي التحالف والدكتور حسن نافعة والمهندس كمال الهلباوي لمناقشة مبادرة "المصالحة" بين الإخوان والحكومة 
الخطوط العريضة للمبادرة، تتضمن
 اعتراف الإخوان بخارطة الطريق وطي صفحة الرئيس المعزول محمد مرسي،
مقابل دمج الإخوان في الحياة السياسية،
ورفع اسمها من قوائم الإرهاب،
 وإعادة فتح مقراتها المغلقة،
وإصدار جريدة الحرية والعدالة
وإعادة فتح فضائية 25 يناير.
وتتضمن المبادرة أيضا،
تشكيل لجنة تقصي حقائق مستقلة لتحديد معايير واضحة لضحايا فض اعتصامي رابعة والنهضة،
وتقديم من ارتكبوا أخطاء للمحاكمة، 
وتعاون جميع القوى السياسية لتحقيق المصالح الوطنية.

تقرير فض اعتصام رابعة

عماد الدين أديب
التقرير الذى أعدته لجنة تقصى الحقائق الخاصة بما حدث فى فض اعتصام رابعة العدوية، كان يحتاج إلى حرفية أكثر فى إعداده.
ولا يمكن التشكيك فى نزاهة أو نوايا الشخصيات المحترمة التى كلفت بإجراء التحقيق، ولكن مثل هذه التحقيقات لها «تقنية» فنية فى البحث والتدقيق واستخلاص النتائج وتحديد المسئوليات بشكل موضوعى يبتعد تماماً عن أى موقف سياسى مسبق أو منحاز لأى طرف من الأطراف بصرف النظر سواء، كان يمثل الحكم أو المعارضة، وسواء كان يمثل جهة الأمن أو جماعة الإخوان.
ولعل أهم ما فى جهود مثل هذه اللجان الخاصة بالتحقيق، هى الإجابة عن سؤال: هل فى كل ما حدث من قبل أى طرف من الأطراف تم انتهاك صحيح القانون؟
والذى يتتبع المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بقتل رفيق الحريرى فى لاهاى، سوف يلاحظ ارتفاع المستوى التقنى فى التدقيق فى سرد الوقائع المدعمة بالأرقام وتتابع الأحداث بشكل زمنى دقيق والاستعانة بالخبراء المحايدين والشهود من كافة الأطراف، بحيث يؤدى مجمل العرض لهذه الوقائع إلى تقديم صورة موضوعية ودقيقة أقرب إلى الحقيقة فيما حدث بالضبط.
من حق الشعب، والرأى العام فى مصر والعالم أن يعرف الإجابة عن أربعة أسئلة رئيسية، فيما يتعلق بملف اقتحام رابعة:
أولاً: هل كان القرار السياسى بفض الاعتصام متسرعاً وهل اللجوء إلى الاختيار الأمنى هو الحل الوحيد الممكن والمتاح؟
ثانياً: هل تم إمهال المعتصمين الزمن الكافى للخروج من الممر الآمن، الذى اقترحته وزارة الداخلية فى شارع طريق النصر؟
ثالثاً: مَن الذى بدأ إطلاق النار أولاً؟
رابعاً: هل قام أى طرف باستخدام العنف خارج أى سلطة من سلطات القانون؟ وكيف؟ ومن؟
نحن بحاجة إلى مراجعة دقيقة ومحترفة للإجابة عن هذه التساؤلات الخطيرة.

وفاة مليون طفل سنويا بسبب إهمال أمهاتهم أثناء الولادة

وفاة مليون طفل سنويا  بسبب إهمال أمهاتهم أثناء الولادة

دراسة جديدة تنادي بضرورة الإهتمام جيدا بالنساء أثناء الولادة وذلك بحسب نتائج الدراسة المفجعة، حيث قدرت نسبة الوفيات في صفوف الأطفال الذين لم تتجاوز اعمارهم ال 24 ساعة بحوالي مليون طفل سنوياً في جميع أنحاء العالم والسبب ترك أمهاتهم يلدن وحدهن دون مساعدة خاصة في المناطق النائية والأكثر فقراً من العالم. طبعا إضافة إلى انخفاض الوزن، وولادة الأطفال قبل أوانهم.
البروفسور جوستين فورسيث أحد المشرفين عن الدراسة ذكر أنه بحسب النتائج يوجد نحو 40 مليون امرأة لم تتلق أي دعم أثناء المخاض، ومليونين أم ذكرن أنهن كن وحيدات تماماً أثناء ولادتهن الأخيرة، دون أي مساعدة.
وبحسب الدراسة فإنه بالرغم من التقدم العلمي إلا أنه حوالي 80.000 من الأطفال الذين لا تتجاوز اعمارهم الخمس سنوات يموتون سنويا بسبب إنعدام الرعاية الصحية و بذلك فإن الحل الذي قدمه المشرفون عن الدراسة هو زيادة الإنفاق على الصحة بمعدل 40 جنيه إسترليني لكل شخص وإزالة كافة الرسوم لرعاية الأمومة والأطفال حديثي الولادة.

لا تعتذر عما فعلت

عمرو حمزاوي


«لا تعتذر عما فعلت.. أقول فى سرى. أقول لآخرى الشخصى: ها هى ذكرياتك كلها مرئية: ضجر الظهيرة فى نعاس القط ـ عرف الديك ـ عطر المريمية ـ قهوة الأم ـ الحصيرة والوسائد ـ باب غرفتك الحديدى ـ الذبابة حول سقراط ـ السحابة فوق أفلاطون ـ ديوان الحماسة ـ صورة الأب ـ معجم البلدان ـ شيكسبير ـ الأشقاء الثلاثة، والشقيقات الثلاث، وأصدقاؤك فى الطفولة، والفضوليون: هل هذا هو؟ اختلف الشهود: لعله، وكأنه. فسألت: من هو؟ لم يجيبونى. همست لآخرى: أهو الذى قد كان أنت.. أنا؟ فغض الطرف. والتفتوا إلى أمى لتشهد أننى هو.. فاستعدت للغناء على طريقتها: أنا الأم التى ولدته، لكن الرياح هى التى ربته. قلت لأخرى: لا تعتذر إلا لأمك!».
تذكرت كلمات العظيم محمود درويش بعد حوار مضطرب مع صديق ابتعد ـ قال تكتب عن النقد الذاتى والمراجعة ولا تراجع أفكارك ومواقفك ـ قلت، بل نقدت وراجعت وشرحت ـ قال: لا، أنت كما أنت، تتشبث بحديث الديمقراطية والحقوق والحريات ولا تدرك أن البلاد فى خطر وأوضاع البشر مزرية والاحتياج إلى التوحد وإسكات الأصوات النشاز عظيم ـ قلت لن نتجاوز أزماتنا الراهنة إن سلمنا أن الخطر يقتضى الصوت الواحد وإن سلمنا البلاد إلى قيادة فردية لا ترد لها رؤية أو رغبة وإن تصورنا أن انتهاكات الحقوق والحريات لا تراكم الظلم وترتب العنف وإن استسلمنا إلى وسم الديمقراطية بالترف القابل للتأجيل ـ قال: وأين أوضاع البشر وظروف معيشتهم من أولوياتك وماذا تقدم لهم غير الكلام وهم عنه وعنك انصرفوا؟ قلت لا، أنت تطلق التعميمات، أشعر أن البعض مازال ينتظر ويستمع والبعض الآخر يبحث عن مطالب حياتية مشروعة ومعها كرامة لا تتسق مع القمع والتعذيب والتخوين ــ قال ها أنت تصمت مجددا عن السؤال الذى لا تقدر عليه، وماذا تفعل أنت لهم؟ ـ قلت: أكتب للتوعية بالديمقراطية كضرورة للتقدم ـ قال تقدمت أمم كثيرة بدونها ـ قلت أكتب للتذكير بأن أمل الدولة المدنية العادلة لا يقتصر على رفض الفاشية الدينية، بل يمتد إلى رفض هيمنة المكون العسكرى ـ الأمنى على السياسة والرئاسة ـ قال: لكن الكثير لا يرفضون الأخير ـ قلت أكتب لأحدد شروط بناء تيار ديمقراطى عام يراهن على المدى المتوسط والطويل ويدرك أن التمسك بالمبادئ سيكون له مردود إيجابى ولو بعد حين ـ قال ها أنت مجددا تقدم تمسكك بمبادئك على الواقع وعلى مصالح البلاد والعباد، أليس وراء ذلك خوف مبالغ به على الاتساق وحب جارف للذات؟ ـ قلت: رفقا بى، فهكذا أفهم الصالح العام وهكذا أرى سبيل تقدم مصر بديمقراطية وعدل وحق وحرية وجماعية فى القيادة من أمامها شفافية ومن ورائها رقابة ومحاسبة ـ قال وإذا كان الناس يثقون فى سبيل آخر، ومتكلمون مثلك يأتون بالأمثلة على تقدم أنجزته رئاسات عسكرية وتنمية تحققت بالرغم من هيمنة المكون العسكرى ـ الأمنى ـ قلت: لا، لا تضعنى مع هؤلاء أرجوك، فالرئاسة ذات الخلفية العسكرية فى مصر تأتى معها وضعية المؤسسة العسكرية الاستثنائية فى الدستور وضعف المؤسسات المدنية والتنمية لا تتوازن مع غلبة الحلول الأمنية والمبادرة الفردية تموت حين تقمع الأصوات النشاز كما تقول ـ قال: ألم تسجل أن التحول الديمقراطى لن يموت بغض النظر عن هوية الرئيس القادم؟ ـ قلت لا، بل سجلت أن دفاعى عنه لن يتوقف بغض النظر عن هوية الرئيس القادم الذى أريده مدنيا متمسكا بالحقوق والحريات وليس مساوما عليها وفقا لحسابات الشعبية وصناديق الانتخابات ـ قال: مجددا أسأل: وماذا تفعل أنت للناس؟ ـ قلت التوعية ورسم ملامح بديل سلمى يستنهضه التمسك بالمبادئ ـ قال يقولون إنك مضطرب لاستبعادك من دوائر التأثير وحزين لخسارة شعبيتك، ألا تعترف؟ ـ قلت أعترف بالحزن لعدم تمكنى من رؤية ولديى والمنع من السفر يحول بينى وبين زيارتهما دوريا فى ألمانيا كما دوما فعلت، أعترف بالحزن على حالنا وإن لم أفقد الأمل ـ قال صبرك الله على مسألة ولديك، لكن أليس إحباط بحثك عن دور بسبب لنقدك المستمر؟ ـ قلت تعلم أننى لست بزاهد أو قديس، ولست بمتكالب أيضا، وبجوارى امرأة رائعة تضبط هفوات النفس حين تلوح، الإجابة: لا، ربما تصدقنى ـ قال أعدك بتهميش يستمر ونسيان بدأ وانصراف الأهل والأصدقاء ـ قلت أدرك أننا فى مجتمع لا تحب أغلبيته إلا الأقوياء ولا تجرى نخبه للالتحاق إلا بركب المنتصرين، إلا أننى بلا بدائل هذه المرة ـ قال: غير صحيح، اعتذر وغير الوجهة وتقدم الصف ـ قلت: لا، فغياب البدائل سببه الإيمان بسلامة موقفى وصلابة المرأة التى تضبط هفوات النفس وذكرى الأم التى ما كانت لتسامحنى على قول أو فعل بعيد عن مبادئى وإن اختلفت معها وما كانت لتقبل اعتذار عما قلت أو فعلت.


اقرأ المزيد هنا:http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=09032014&id=a6c2ae25-14e1-4c94-b8be-f3ec7538484b

تعليم بلا مدارس أم مدارس بلا تعليم؟ مقال ماجد عثمان في الشروق

ماجد عثمان

من الأمور القليلة التى لا يختلف عليها المصريون - بغض النظر عن توجهاتهم السياسية أو خلفيتهم التعليمية أو الطبقة الإجتماعية التى ينتموا إليها - أن حالة التعليم فى مصر يرثى لها. ومعظم المسؤولين عن التعليم يعترفوا بذلك بشجاعة لا يملكها من أداروا أو يديرون حاليا ملفات تنموية أخرى. وفى نفس الوقت فإن الحديث عن أهمية التعليم لا يتوقف، وعبارات مثل «التعليم هو المشروع القومي» تتكرر فى كل مناسبة. وفى الوقت ذاته نجد أن الأسرة المصرية لا تبخل بالإنفاق على تعليم أبنائها على قدر طاقتها وكثيرا ما يكون إنفاقها أعلى من طاقتها. فالأسر الثرية ترسل أبنائها إلى المدارس الدولية أو الخاصة باهظة التكاليف، وترسل أو تتمنى إرسال أبنائها للتعليم خارج مصر، والأسر الأقل قدرة ترسل أبنائها للتعليم الخاص على أمل أن يكون طوق النجاة ولا تبخل فى نفس الوقت على الإنفاق على الدروس الخصوصية والأسر الفقيرة تستقطع من قوتها لتلحق أبنائها بمجموعات التقوية ويراودها الأمل أن يعيش أبناؤهم حياة أفضل من آبائهم، ويدركون بفطرتهم أن الحراك الاجتماعى لن يتحقق إلا من خلال الشهادة الجامعية.
•••
تجربة تستحق أن نتوقف عندها. قام معهد ماساشوتس للتكنولوجيا (MIT) بتجربة فريدة تستحق أن يتدارسها كل المهتمين بالتعليم فى مصر. ففى فبراير 2012، قام فريق من الباحثين بقيادة نيكولاس نيجروبونتى بتوزيع أجهزة حاسوب من النوع اللوحى (tablet) والذى يعمل بالطاقة الشمسية على أطفال قريتين فى إثيوبيا، وهى قرية «ونشير» وقرية «ولنشيت»، وتم تزويد هذه الأجهزة ببرامج تعليمية كتجربة لقياس تأثير التعليم الإلكترونى كأحد الحلول الإبداعية لإحداث نقلة نوعية فى التعليم. وقد تم اختيار هاتين القريتين بعناية وبناء على معايير محددة. ماذا كانت معايير اختيار القريتين؟ لقد قرر القائمون على الدراسة أن يختاروا تجريب هذا الأسلوب فى قرى لا يوجد بها أى إنسان يجيد القراءة أو الكتابة. أى أن كل طفل تم اختياره للمشاركة فى هذه التجربة لا يوجد حوله أى مصدر للتعلم سوى جهاز الحاسوب الذى حصل عليه. ويشير القائمون على التجربة إلى أن القرى المختارة لا توجد بها أى استخدام للكتابة كأسماء شوارع أو إعلانات تستخدم حروف الكتابة، أى أن البيئة التى يعيش فيها أطفال القرية خالية من أية محفذات معرفية.
•••
وقد تم تزويد كل جهاز حاسب بحوالى خمسمائة تطبيق لألعاب تعليمية وأفلام أطفال وكتب أطفال. وكان الهدف المباشر للتجربة هو الإجابة عن السؤال التالى: هل يستطيع هؤلاء الأطفال قراءة اللغة الإنجليزية دون أن يكونوا ملتحقين بمدارس، اعتمادا على الحاسوب فقط وفى بيئة غير داعمة للتعلم؟. وقد تم تزويد الأجهزة ببرنامج يسمح بالتعرف على نمط ودورية إستخدام الأطفال لإمكانية التقييم الدورى للتجربة. وأظهرت الدراسة أنه بعد مرور خمسة أيام فقط قام التلاميذ باستخدام 47 تطبيقا يوميا فى المتوسط، وبعد مرور أسبوعين كان الأطفال ينشدون أغنية لتعليم حروف الأبجدية الإنجليزية. وكان جهاز الحاسوب يحتوى على كاميرا ولكن التطبيق لم يكن متاحا للاستخدام وقد تمكن أحد أطفال القرية من الدخول على البرنامج لتفعيل قدرة الجهاز على التقاط الصور وتداول الأطفال هذه المعرفة وانتشر استخدام الحاسوب فى التقاط الصور بين أطفال القرية. وتشير الدراسة إلى أن تطور القدرات المعرفية لأطفال القريتين تشير إلى أنهم فى الطريق إلى تعلم القراءة معتمدين على الحاسوب دون مدارس أو مدرسين.
•••
التطبيق فى السياق المصرى
بالطبع التعليم الرسمى له مزاياه التى لا يمكن إنكارها، ولكن فى السياق المصرى الحالى فإن الواقع يشير إلى أن التعليم الرسمى ينتج عنه أميون حتى بعد قضاء 8 سنوات داخل جدران المدرسة.
كما أن مستويات الإنجاب غير المسبوقة التى شهدتها مصر فى السنوات الأخيرة ستؤدى إلى زيادة كبيرة فى أعداد الأطفال المطلوب إلحاقهم فى منظومة تعليم تحاول جاهدة الارتقاء بجودة التعليم فى ظل إمكانات محدودة. وحتى نفصل ذلك نشير إلى أن عدد المواليد فى مصر والذى كان يبلغ مليون و850 ألفا عام 2006، قد ارتفع فى السنوات التالية لكسر حاجز المليونين ثم حاجز المليونين ونصف المليون ليصل فى عام 2012 إلى مليونين و600 ألف مولود، أى بزيادة 40% فى ست سنوات. وهو ما يعنى أنه لابد من زيادة عدد الفصول بنفس النسبة (40%) للمحافظة على كثافة الفصول والتى تعتبر حاليا مانعة لأى تحسين فى جودة التعليم.
•••
فى ضوء تردى مستوى التعليم الذى يُقدم فى مدارسنا الحكومية والخاصة أيضا والتحديات التى تواجه الإرتقاء بجودة التعليم نظرا لمحدودية الموارد وضعف القدرات البشرية القائمة على التعليم، وفى ضوء التحديات المستقبلية المتمثلة فى زيادة كبيرة فى عدد التلاميذ يحتاج كل منهم لمقعد فى منظومة تعليمية ضاقت بمن فيها، ألا يجب أن نطبق الحلول غير التقليدية، وعلى رأسها التعليم الإلكترونى الذى لا يحتاج إلى بناء مزيد من المدارس وإلى تعيين مزيد من المعلمين. ولكل من يبكى على الدور التربوى للمدرسة فالواقع يشير إلى أنه سراب، والأفضل أن يكون لدينا تعليم بلا مدارس عن أن يكون لدينا مدارس بلا تعليم.
أتمنى أن يكون التعلم الإلكترونى هو مشروع مصر القادم، وأتمنى ألا نسير فيه ببطء السلحفاة وجبن النعامة، وألا نتعامل معه بأسلوب التجريب المحدود الذى يؤدى فى النهاية إلى فتور الهمم. فالتجربة التى أشرت إليها تثبت أن آفاق التعلم الإلكترونى غير محدودة وترد على الذين يقاومون التغيير ولا يؤمنون بقدرة التكنولوجيا على تبديل الواقع. وهذه التجربة نجحت فى ظروف أشد قسوة من الظروف الحياتية للقرى المصرية، ويمكنها أن تنجح فى مصر ويكون لها تأثير مذهل إذا ما طبقت فى القرى المصرية الفقيرة فى الحد من الفقر وفى إحداث حراك مجتمعى أصبح من أساطير الماضى. ولعلنا بذلك نعوض سكان هذه القرى عن الحرمان والظلم الذى لحق بهم. ودعونا لا نصغى لمن يصف هذا المشروع بأن تنفيذه ترف لا نقدر عليه، لأن الواقع يقول أن عدم تنفيذه هو الترف الذى لا نقدر عليه.


اقرأ المزيد هنا:http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=09032014&id=867ab687-9f53-4def-b1a1-485d81506f15

لحظة ليكودية كاشفة مقال فهمي هويدي بالشروق المصرية


فهمي هويدي

إذا احتكمنا إلى التصريحات الرسمية التى تردد أن مشكلة مصر مع حماس وحدها، وأن تضامنها مع الشعب الفلسطينى واحتضانها لقضيته من ثوابت سياستها الخارجية، فإن ما حدث مع الناشطات الغربيات فى مطار القاهرة يبدو وكأنه يكذب ذلك الادعاء. إذ ليس مفهوما أن يصل إلى المطار ذلك الوفد فى طريقه إلى غزة للاحتفال بيوم المرأة العالمى مع نسائها الشجعان وشعبها الصامد، ثم يتم احتجازه، ولا يسمح له بالوصول إلى رفح. ويظل عصيا على الفهم أن يكون الحماس للتضامن مع الفلسطينيات فى غزة صادرا عن ناشطات جئن من أمريكا وفرنسا وانجلترا وايرلندا وبلجيكا، فى حين يصدر التعنت والحظر من سلطات مطار أكبر دولة عربية. وبدلا من أن يتدخل المجلس القومى للمرأة المصرية لكى يؤدى دورا نزيها يتضامن فيه مع الوفد النسائى وينقذ به الموقف ويحسن صورة البلد، فإننا وجدناه توارى، ولم نسمع له صوتا. ويبدو الحرج على أشده حين تعتصم الناشطات فى المطار احتجاجا على المنع، ويتمددن على الأرض وقد تدثرن بأعلام فلسطين، ثم تطوف تلك الصور أنحاء العالم حاملة معها الدهشة إزاء ما وصلت إليه الحال فى مصر بعد الثورة. أما حين رددن فى المطار بعربية مكسرة الأغنية التى تقول «أناديكم وأشد على أياديكم»، التى رأيناها مع الجميع على اليوتيوب، فإنهن بعثن إلى الجميع برسالة تقول إنهن جئن وهن يمددن الأيدى إلى نساء غزة وشعبها المحاصر، ولكن مصر الليكودية قطعت عليهن الطريق ورفضت السماح لتلك الأيدى أن تصل إلى القطاع.
لا يقولن أحد إن ذلك السلوك المخجل كان تصرفا شخصيا من موظفى أمن المطار. فتلك سياسة حُسِبت على السلطة المصرية، لم تضع فى الحسبان صداها فلسطينيا وعربيا أو فى أوساط شرفاء العالم وأحراره. علما بأن الأخيرين يتنادون الآن داعين إلى مقاطعة إسرائيل اقتصاديا وأكاديميا، فى موقف أكثر تقدما منا بمراحل.
إن أى صاحب ضمير إذا قدر له أن يتابع وقائع ما جرى فى ذلك اليوم الحزين فى مطار القاهرة لن يصدق أن مصر لا تزال مع الشعب الفلسطينى ولا تزال على تضامنها مع قضيته.
ذلك أن الوفد النسائى الغربى لم يأتِ للتضامن مع حماس. وأغلب الظن أن عضواته لا يعرفن أن لحماس علاقة بالإخوان أو أن لمصر مشكلة أمنية معها. وإنما شغلن بأمور أخرى تختلف تماما عن تلك التى خطرت ببال المؤسسة الأمنية. التى فضحنا سلوكها فى المطار.
لقد جئن للتضامن مع مظلومية نساء فلسطين وشعبها الصامد الذى يعانى من الحصار الإسرائيلى منذ ثمانى سنوات. ولكنهن فى مطار القاهرة فوجئن بأن معاناة الحصار ليست صادرة عن إسرائيل فحسب، لكنها مصرية أيضا. ولا يقل عن الإسرائيلى جفاء وفظاظة، وإن كان دونه فى الذكاء والتدبير.
قرار المنع المصرى تجاهل رسالة الوفد النسائى وهدفها النبيل. ولم يبالِ بالفضيحة التى ترددت أصداؤها فى كل مكان. ولم ينتبه إلى أن قرارا من ذلك القبيل يسىء إلى سمعة البلد ونظامه، من حيث انه يفهم صدوره عن حكومة نتنياهو الليكودية ولا يتوقع صدوره فى ظل الثورة المصرية. كما أنه لم يفرق بين حماس والشعب الفلسطينى فى غزة أو بين الأزمة العارضة والموقف الاستراتيجى.
صانع ذلك القرار العجيب لم يرَ شيئا من كل ذلك. وفيما بدا فإنه صم الآذان وأغمض الأعين، وظل مهجوسا بشىء واحد هو الدعايات المصرية التى شيطنت حماس ونسبت إليها تهديد أمن البلاد بصورة أو أخرى. وتلك مشكلة كبرى. أولا لأنها أوقعت صانع القرار فى خطأ جسيم أساء إلى سمعة البلد وسحب الكثير من رصيد الاحترام له والثقة فيه. ثانيا ــ وهذا هو المقلق حقا ــ أن ذلك الموقف جاء كاشفا لمدى الخلل والقصور فى آليات إصدار القرار. إذ بدا وكأنها باتت محكومة بالنظر الأمنى الضيق الذى يهدر ما هو سياسى، ويضحى بما هو استراتيجى لكى يحقق بعض المكاسب الوقتية والعارضة.
ماذا كان يمكن أن يحدث لو أن الوفد قوبل باحترام فى مطار القاهرة، وسمح له بالذهاب إلى رفح واجتياز المعبر ومن ثم حضور الاحتفال باليوم العالمى للمرأة فى 8 مارس؟ أزعم أن المكسب الحقيقى فى هذه الحالة سيكون من نصيب مصر. فى حين لن يضيف ذلك شيئا إلى رصيد حماس. إذ ستظهر مصر بمظهر الطرف الرصين الذى يستعلى فوق مرارات الأزمة العابرة مدركا لمسئولياته واستحقاقات تضامنه مع الشعب الفلسطينى وقضيته. وستبدو بلدا كبيرا وواعيا يفرق بين حماس وبين الشعب الفلسطينى، ولا يحمل الشعب أو يعاقبه من جراء ممارسات حماس أو تجاوزاتها المفترضة. وفى ظل الادعاءات التى يروج لها الإعلام، فإن مصر تكون قد كسبت نقطة فى مواجهة حماس إن هى فعلت ذلك. إذ حين تسمح بمرور الوفد ووصوله إلى غزة فإنها بذلك ستوجه رسالة تقول إن هناك فرقا بين أدائنا وأدائكم. وها نحن نقابل السيئة بالحسنة.
هذه الحسابات البسيطة التى لا تحتاج إلى عبقرية. وحين تغيب عن صانع القرار فإنها تثير تساؤلات عدة حول كفاءة آلياته، كما أنها تشكك فى مدى الرشد الذى يتمتع به. وهو ما يبعث على القلق والخوف لأن ذلك الخلل قد تكون له تداعيات أفدح فى ملفات أخرى أهم وأخطر.


اقرأ المزيد هنا:http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=09032014&id=62d6d783-48a4-4687-8b1e-ccdad53ee29d

طريقة اضافة شريط علوي متحرك لآخر المواضيع لمدونة بلوجر

طريقة اضافة شريط علوي متحرك لآخر المواضيع لمدونة بلوجر


1- تسجيل الدخول>>>تخطيط>>>اضافة اداة javascript.
2- انسخ الكود التالي في الاداة:(لا بد من تحويل الكود بهذه الأداة قبل وضعه في المدونة لكي يشتغل بشكل جيد)
<script type="text/javascript">         var w2bWidth="100";         var w2bScrollAmount="0.5";         var w2bScrollDelay="50";         var w2bDirection="right";         var w2btargetlink="yes";         var w2bnumPosts="5";         var w2bBulletchar =">>>";         var w2bimagebullet="yes";         var w2bimgurl="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgfOcR4zuILN4DpgvQG68XTRDn_sbRsfTAq02IStkLR2Vi_gLOOxUZhIolvKnUDuNpPpLAKz6k4NprMmJ-9iZ_tQnB8Jp0LtWr0KXWuFW-HLFosEDcOkAekUw9ihbDYyNU_FDs5Q3yOULI/s1600/new.gif";         var w2bfontsize="16";         var w2bbgcolor="FFFFFF";         var w2blinkcolor="0033CC";         var w2blinkhovercolor="6600FF";     </script>     <script src="http://sites.google.com/site/javacodehtml/recent-posts-comments-Scrolling-text.js" type="text/javascript"></script>     <script type="text/javascript" src="http://rydnet.blogspot.com/feeds/posts/default?alt=json-in-script&callback=w2bAdvRecentPostsScrollerv3&max-results=10"></script>
3- احفظ الأداة :

طريقة تعديل الشريط العلوي المتحرك لآخر المواضيع لمدونة بلوجر

  •  عدد المواضيع التي تظهر في الشريط : 
var w2bnumPosts="5"; 
  • لون خلفية الشريط :
var w2bbgcolor="FFFFFF";
  • عدد دورات الشريط :
 var w2bScrollDelay="50";
  •  السرعة(كلما قلت القيمة زادت السرعة) :
 var w2bScrollAmount="7";
  •  جهة الحركة :
 var w2bDirection="right"; 
  •  اظهار صورة الفاصل :
var w2bimagebullet="yes";
  • حجم الخط :
  • var w2bfontsize="16";
  •  لون الرابط :
  • var w2blinkcolor="0033CC"; 
  •  لون التأشير على الرابط :
    •  var w2blinkhovercolor="6600FF"; 
      •  قم بتغيير رابط مدونتي برابط مدونتك :
http://sedeeks.blogspot.com/

انتهينا من اضافة شريط آخر المواضيع ويمكنك معاينة النتيجة.

.. وأَفَلَ نَجْمُ السُّعُودِ مقال تركي الفيصل في الشرق الأوسط



في يوم الأربعاء، الرابع من جمادى الأولى لعام 1435 للهجرة، عن عمر يناهز الرابعة والسبعين، توفي أخي وصديقي وحبيبي عبد الرحمن الفيصل بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، بعد أن هدَّه المرض، ففاضت روحه بأمر ربها من قده الممشوق ووجهه الصبوح، فغدا جسدا هامدا فاقدا لذلك البريق الذي كان يشع من عينيه طوال حياته.
كان مولده في الطائف، وفيه نشأ في كنف والديه وترعرع بينهما، ثم التحق بالمدرسة النموذجية التي أسساها لتكون حاضنة للبنين في زمن ندرت فيه المدارس وشحت فيه وسائل التربية والتعليم.
وعندما شب عن الطوق، غادر إلى الولايات المتحدة للدراسة مع بعض إخوانه، وهناك استهوته لعبة كرة القدم وشكّل مع إخوانه ركيزة فريق المدرسة الذي تفوق على فرق المدارس الأخرى وأجاد هو في مركز المدافع لصلابة بنيته، واستهوته كذلك رياضة المبارزة بالسيف فأبدع فيها حتى نال جائزة أفضل مبارز في الولاية التي كانت تقع فيها مدرسته. ولم تلههِ تلك الهوايات عن دراسته، بل حظيت باهتمامه فتفوق في علم الرياضيات حتى اضطرت مدرسته إلى أن تخصص له فصلا ومدرسا لتفوقه على بقية الطلاب ممن هم في سنه. وانتقل فيما بعد ليلتحق بكلية سانت هيرست الشهيرة، في بريطانيا، عندما كان منهجها يستغرق ثلاث سنوات يحتاج الطالب لاجتيازها إلى صبر وجَلَد وتميز، وتوافرت حينها فيه تلك المزايا فتخرج متفوقا، وعاد إلى الوطن ليعمل في الجيش برتبة ملازم ثان وخدم كما غيره من الضباط الجدد في الميدان، فعين بالقيادة العسكرية في تبوك، وهناك عاش ضمن وحدات يسكن أفرادها الخيام والباركسات التي كانت بمثابة ثلاجات في الشتاء وأفران في الصيف. فزادته تلك الحياة صلابة وقوة.
وبعد أن أكمل المدة النظامية في الميدان عاد ليكون مدرسا في كلية الملك عبد العزيز الحربية، وعندما أراد إكمال نصف دينه رزقه الله زوجا حنونا هي موضي بنت خالد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، ابنة عمه، فكانت شريكة أفراحه ومواسية آلامه ووالدة أبنائه: سارة وسعود والبندري.
وطلباً للمعرفة العسكرية المتقدمة والاستزادة منها التحق بدورة الأركان في بريطانيا لينهل من علومها المميزة الرفيعة المستوى. وتخصص في قوة الدروع.
ولما حازه من براعة ومعارف تطبيقية نتيجة التدريب الاحترافي والصقل المهني والأداء المميز، اختاره سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله، ليدير مشروع تطوير الدروع، فجال في الدول الصديقة المصنعة للدروع ووقع اختياره على الدبابة الفرنسية لتكون ركيزة للتطوير المنشود. ولم يكتفِ بقبول ما كان معتمدا لدى الآخرين من تكتيك وممارسة في استخدام الدروع، فطوّر مدرسة المدرعات في تبوك لتصبح من أرقى المدارس في العالم وابتعث الضباط وصف الضباط في دورات تدريبية، بل ابتدع تكتيكا جديدا في قتال الدروع، حيث أدخل على الوحدات المدرعة الصواريخ المتحركة المضادة للطائرات المثبتة على هياكل الدبابات نفسها. ووضع مواصفات الصواريخ المطلوبة وأطلق عليها اسم «الشاهين»، ذلك الصقر الذي تولع منذ صغره بتدريبه والصيد به في براري المملكة. وكأني أراه اليوم جالسا أمام المرحوم الرئيس أنور السادات، وذلك بعد أن كلفه والده المرحوم الملك فيصل بزيارة ميادين المعارك بعد حرب رمضان ليلتقي بالقيادات المصرية ويكتب تقريرا عن حرب المدرعات وأدائها في سيناء. ولما أتى السادات في إحدى زياراته للمملكة، طلب من الفيصل أن يلتقي كاتب التقرير فجلس عبد الرحمن أمامه وشرح تفاصيل تقريره للرئيس وأوضح أن الدبابة الروسية تتفوق على الدبابة الأميركية لعدة أسباب، منها قلة التعقيدات الإلكترونية في الروسية عنها في الأميركية، وعدم حاجة الروسية لمكيف هواء للتبريد، مثل الأميركية، مما ميزها بالخفة في التحرك والاستدارة أثناء المعركة بينما الأميركية كانت ثقيلة يتعطل عملها من حرارة الشمس التي تؤثر على أدواتها الإلكترونية المعقدة. وكانت صراحته مدهشة للسادات الذي كان يعتقد أن الدروع الأميركية أكفأ من الروسية، فأثبت له أن الكفاءة تكمن في إدارة الجندي للآلة الحربية التي يستخدمها وليس في تعقيدها وتعددها.
لقد كان عبد الرحمن الإنسان في حياته، يشع حيوية، يحب المزاح، فارسا يسوس الخيل، شهما يناصر الضعيف على القوي، سريع الغضب وأسرع للتسامح. نمت فيه محبة البادية وأهلها فشاركهم مقانيصهم وحفظ سواليفهم وأشعارهم وأحجياتهم التي عندما كبر كان يتلذذ بسردها على الصغار الذين كانوا يقصدون داره بعد كل صلاة جمعة. ضف إخوته في مجلس الليل بعد وفاة والدته وكان الملفى الذي يصبو إليه أقاربه.
وأختم وفؤادي يتفطر من الحزن، وتخنقني العبرات على فراق الوليف قائلا:
رحمك الله يا أبا سعود. لقد فقدك أخوك ومحبوك ومعارفك، وعزاؤنا هو أنك أثريتنا بمحبتك ولمعان ذكائك وابتسامتك المشرقة التي تبقى أمام أعيننا وفي أفئدتنا، لندعو لك بالرحمة والسكينة عند الرحمن الرحيم.