الثلاثاء، 25 فبراير 2014

تعريب العلوم بين الواقع والمأمول

 تعريب العلوم بين
أ ش أ
طالب الدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية بضرورة اعتبار اللغة العربية لغة إجبارية بالجامعات والمعاهد والمدارس بمختلف الدول الإسلامية لاعتبارها اللغة الأم وللنهوض بالثقافة والحضارة العربية والإسلامية والمساهمة فى نهضة الشعوب ورقيها.

ودعا الدكتور جعفر، في كلمته خلال ندوة (تعريب العلوم بين الواقع والآمال) للاحتفال باليوم العالمى للغة الأم اليوم الأحد، إلى حوار علمى مع مجمع اللغة العربية للنهوض بجهود تعريب مختلف العلوم الطبية والاقتصادية والعلمية إلى اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن الكريم.

وأشار إلى ضرورة التعرف على اللغات الأخرى للاستفادة من الحضارات والثقافات المختلفة ثم تعريبها إلى العربية، مؤكدا أن الأمة الإسلامية تحتاج إلى تثبيت هويتها بالاهتمام باللغة العربية وعلومها.

من جانبه، طالب الدكتور يوسف إبراهيم مدير مركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامى بجامعة الأزهر بإرادة سياسية للمحافظة والعناية باللغة العربية، معتبرا ذلك فريضة على كل مسلم ومسلمة ووسيلة إلى استعادة مصر لدورها الريادى في العالم الإسلامى، مطالبا بتدريس مختلف العلوم بكل الدول الإسلامية باللغة العربية.

من ناحيته، حذر الدكتور محمد الحملاوى أستاذ الهندسة بالأزهر من تراجع الاهتمام باللغة العربية، مما يؤثر سلبا فى جهود التنمية البشرية، موضحا أن مصر تراجعت إلى المركز 123 فى دليل السبق التقني والبشرى في العالم لعدم اهتمامها بالتعريب إلى اللغة العربية والاستفادة من العلوم الاقتصادية والبشرية والبحوث العلمية لتنمية المجتمع.

وتناقش الندوة جهود تعريب مختلف العلوم إلى اللغة العربية، واقتراح خطة فى هذا الصدد.
- See more at: http://www.el-balad.com/828387#sthash.u3jH974H.dpuf

ديوان "بورشهيد"

قصور الثقافة تُصدر ديوان "بورشهيد"

ضمن سلسلة إبداعات الثورة الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة, صدر حديثًا ديوان شعر العامية "بورشهيد" للشاعر حسين جعفر.
يضم الديوان 34 قصيدة تمثل في أغلبها ثقافة الفلاحين منها "عسل الفقرا", "طراح غناوي", "بورشهيد", "الشهيد الحي", "كرسي ف أتوبيس", "زان بلدي", ويقع في 135 صفحة من القطع الصغير.



حكومة الببلاوي المستقيلة --كاريكاتير

اختتام فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية

اختتام فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية
أقيم مساء أمس على خشبة المسرح الوطنى العراقى وسط العاصمة بغداد حفل اختتام فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية بمشاركة عربية ودولية.
وحضر الحفل وفد من الجامعة العربية برئاسة نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلى والسفير المصرى لدى بغداد الدكتور أحمد درويش والعديد من أعضاء السفارة وشخصيات حكومية وبرلمانية وجمع غفير من المثقفين والفنانين والأكاديميين.

وألقى وكيل وزارة الثقافة العراقية طاهر حمود كلمة في بداية الحفل ، أشار فيها الى أن الوزارة اقامت العديد من الاحتفالات والفعاليات والمهرجانات خلال هذا العام.
وأكد الحمود، عزم الوزارة بناء دار الأوبرا فى بغداد والذى كان حلما منذ الخمسينيات وإعادة تأهيل وترميم الشوارع القديمة كشارع الرشيد والكنائس القديمة فى العاصمة بغداد.
ومن جانبه أكد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد بن حلى فى كلمته خلال حفل الاختتام، أن فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013 أبرزت وجه بغداد المتعدد من ناحية الثقافات والأدب والفنون، متحدية الإرهاب الذى يضرب بغداد ويعبث بها.
وقال بن حلى، إن مشاركة جامعة الدول العربية فى حفل الاختتام هي فرصة لتحية العراق على نجاح هذه التظاهرة الثقافية العربية العامة التى سجلت نجاحه في ابراز وجه بغداد المتعدد من ناحية الثقافات والأدب والفنون وكافة مفاصل الحياة.
وأضاف ، أن بغداد أثرت الحضارة الإسلامية بالكنوز الثمينة فى جميع النواحى وهى لا زالت تثريه بالفكر والابداع وكان عام الثقافة هذا تقليد لبغداد لما قدمته من روائع الأدب والفن والعلم وما اضافته للحضارة العربية والإسلامية.
وأوضح بن حلى، أن إرساء تقاليد الجامعة العربية في تنصيب كل دولة عربية عاصمة للثقافة العربية ليس الهدف منه الاكتفاء باستدعاء التاريخ الثقافي والحضاري لهذه العاصمة وإنما هو أيضا لتحفيزها لتنشيط الحركة الثقافية وولوج لحركة المستقبل لمواصلة ابداعها الثقافي والتكنلوجي ومواكبة الحضارة الإنسانية وفنونها.
كما أنه يهدف إلى النهوض باللغة العربية وتطويرها وتطويع مفرداتها وابتداع مصطلحاتها لاستيعاب مختلف العلوم والتكنلوجيا والحفاظ على مكانتها بين لغات العالم الحية والتوجه بها نحو مجتمع المعرفة فاللغة العربية هى وعاء الثقافة العربية وهى النهر الذي تصب فيه ثقافات المجتمعات للبلدان العربية.
ولفت بن حلي إلى أن العالم احتفل امس في 21 من فبراير بلغة الأم واليوم نحتفل بهذه المناسبة في بغداد وما قدمته هذه المدينة العريقة من أكبر الروائع لادبنا وتاريخنا، مشيرا إلى أن اللغة هى الإطار المشترك الذي يقيم على الأطر الروحية والأخلاقية والحفاظ على هويتنا وبالذات في هذه المرحلة التاريخية التي ظهرت فيها دعاوى صدام الحضارات ونوازع التطرف والجهل والتعصب والخوض في ثقافة الأخر وبشكل أدق استهداف الثقافة العربية والعقيدة الإسلامية او ما اصطلح عليه" إسلام فوبيا".
وشدد نائب الأمين العام للجامعة العربية على وجوب التصدي بحزم لهذه المفاهيم الخاطئة والصور النمطية عن الإسلام وإبراز قيمه السمحاء ومثله العليا، لافتا إلى أن التأخر العربي في توطين العلوم والتكنلوجيا وعدم انتاجها هو الذي أدى إلى ضمور الثقافة العربية حاليا وسجل عجزنا عن مواكبة حركة الانتاج العلمي عن المستوى العالمي وإلى هذه الفجوة السحيقة التي تفصل دولنا العربية عن الدول المتقدمة في مجال الانتاج العلمي والتكنولوجي.
وأضاف ، أنه على سبيل المستوى العلمي هناك تقهقر عربي خطير في مجال الترجمة فبعد أن كان العرب وعاصمتهم بغداد من رواد العالم في هذا المجال نجد اليوم أن ما يترجمه العرب لايزيد عن 330 كتابا سنويا وهو ما يساوي نصف ما تترجمه دولة أوروبية مثل اليونان في سنة واحدة.
وتابع ، أن أخطر من ذلك وبحسب عدة تقارير فان الاجمال التراكمي للكتب المترجمة للعربية منذ عهد الخليفة المأمون في العصر العباسي وحتى اليوم لا يتعدى 100 ألف كتاب وهو ما يوازي لما يترجم سنويا الى اللغة الاسبانية لذلك لابد لنا من دق أجراس الخطر في هذا النقص الفادح في مكتبات الدول العربية والعمل على تحرير العقل العربي وجعله يفكر ويبدع وأن يتفاعل مع عصره كمنتج ومبدع ومخترع وليس فقط كمتلقي ومستهلك.


لماذا.. نحتاج لنقل وتكييف المعرفة لاحتياجاتنا الوطنية


أخذت الدول الكبرى تتسابق في السنوات الأخيرة على تطبيق آليات اقتصاد المعرفة في سياساتها واستراتيجياتها الاقتصادية المستقبلية وموازناتها المالية ، وذلك من منظور أن المعرفة وتكنولوجيا المعلومات أصبحت تشكل قوى رئيسة دافعة ومحركة للنمو والازدهار الاقتصادي في عالمنا المعاصر ، وترصد مئات المليارات لتطوير اقتصادياتها الحالية لتحويلها لاقتصاديات مبنية على المعرفة وتكنولوجيا المعلومات، وتتنافس في إنشاء المعاهد التعليمية والهيئات المتخصصة في هذا الجانب للعمل على اكتشاف كل ما هو جديد في عالم المعرفة واستخدامه لتحقيق الازدهار الاقتصادي والتفوق الإنتاجي لاقتصادياتهم الوطنية .
يرتكز التسابق المحموم بين الدول على ترسيخ دعائم الاقتصاد القائم على تطبيقات عملية في مجال التعليم وتكنولوجيا المعلومات ، واستخدام أحدث المعلومات والاكتشافات العلمية في مختلف المجالات الحياتية بواسطة عمالة وطنية ماهرة .
هذا التسابق يستدعي منا الوقوف للتساؤل !!! أين نحن من هذا التسابق الاقتصادي العالمي ؟ .
لدينا رؤية طموحة ( رؤية قطر 2030 ) تضمنت غايات مستهدفة تسعى لتحقيق اقتصاد معرفي يعتمد على البحث والتطوير والابتكار ، والتميز في ريادة الأعمال ، وترسيخ دعائم تعليم رفيع ، وبنية تحتية مادية تكنولوجية متطورة ، ومؤسسات حكومية تقدم خدماتها بكفاءة وشفافية وإخلاص ، وتترجم هذه الرؤية استراتيجية التنمية الوطنية للأعوام ( 2011 - 2016 ) لخطط وبرامج قطاعية متعددة ،وتضمنت هذه الاستراتيجية التحديات التي تواجهها الدولة في تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية المستدامة على الرغم من تحقيق بعض الإنجازات من قبل بعض مؤسسات الدولة مثل واحة العلوم و التكنولوجيا ، وصندوق قطر الوطني لرعاية البحث العلمي ، وبنك التنمية ، ومركز قطر للمال ، والمجلس الأعلى للاتصالات .
التحديات التي طرحتها استراتيجية التنمية الوطنية تعد قضايا ملحة وتشكل أولوية قصوى في وطننا : كمشكلة المياه ، وتلوث الهواء ، تولد النفايات ، الخلل السكاني وجميعها تستدعي وضع خطط علاجية آنية ومستقبلية مبنية على مشاركة مجتمعية واسعة من قبل مختلف الجهات ، والوقوف لرصد وتقييم الأعمال التي أنجزت للتأكد من : أن رؤية قطر 2030 ، واستراتيجية التنمية الوطنية ( 2011 - 2012 ) قد طبقت فعلياً في استراتيجيات جميع الجهات الحكومية والهيئات والمؤسسات في الدولة .
أن كل مسؤول وموظف في مختلف قطاعات الدولة يعي هذه الرؤية والاستراتيجية ويطبقها في مجال عمله على اختلاف موقعه ودوره .
أن تستمر الجهود في العمل بهذه الاستراتيجية بعد إقرار الهياكل الوزارية الجديدة التي قد يصاحبها تغيير في الكوادر البشرية ، والاجتهاد في وضع الحلول الإبداعية الابتكارية للتغلب على التحديات الوطنية التي تم الإشارة إليها في هذه الاستراتيجية وذلك من خلال تطبيق وسائل اقتصاد المعرفة التي سبقتنا إليها العديد من دول العالم المتقدمة .
والأخذ بتجارب الآخرين ونقل المعرفة التي تتواءم مع احتياجاتنا الوطنية ليتسنى لنا اللحاق بركب الثورة المعرفية الجديدة التي بدأت تجتاح العالم .
Falobaidly@hotmail.com

علاج الإيدز الجديد ي مصر

نحو فهم عقلانى للعالم

عمرو حمزاوي

فى إعلام الصوت الواحد، يروج البعض لفهم مشوه ومضطرب للعالم القريب منا الذى نتداخل معه عضويا وللعالم البعيد عنا الذى نحن جزء منه.
فلا يطلب من المصريات والمصريين تقدير التضامن السياسى والمساعدات الاقتصادية والمالية الخليجية فقط. بل يدفعون إلى تجاهل نواقص الحقوق والحريات فى دول مجلس التعاون الخليجى، والصمت عن أوضاع غير إنسانية وغير عادلة تعانى منها هناك العمالة المصرية (خاصة العمالة غير المؤهلة). وفى هذا تشوه واضطراب.
ثم يطلب منا، ومصر بشعبها ونخبها الحاضنة التاريخية للعروبة، أن ننظر بشك وريبة بل وبعدائية للشعوب العربية فى فلسطين وسوريا وليبيا. وتروج هنا وفى ظل غياب كامل للعقلانية والرشادة مقولات إفك تتهمهم جماعيا بالتآمر على مصالحنا الوطنية وبالعمالة لجماعة الإخوان وبالتورط فى الإرهاب والعنف والتخريب، وتبرر من ثم انتهاكات لحقوق الإنسان ترتكبها بحقهم السلطات الأمنية التى تمنع دخول الكثير من الفلسطينيين إلى مصر وتعيد بعض الأسر السورية إلى جحيم بشار الأسد وتصنف الليبيين كغير مرغوب بهم. وفى هذا تشوه واضطراب.
يدعى إعلام الصوت الواحد أيضا أن الحكومة الأمريكية وحكومات دول الاتحاد الأوروبى تقف من ترتيبات الحكم الراهنة موقفا مناوئا وتتحالف مع دولة إسرائيل والصهيونية العالمية لإسقاط الحكم وتفتيت مصر. والحقيقة هى أن الحكومة الأمريكية والحكومات الأوروبية لا تريد أن تضحى بعلاقاتها الاستراتيجية والحيوية مع الحكومة المصرية ولا تصدر بيانات أو تعليقات سلبية بشأن «الأوضاع المصرية» إلا لجهة انتهاكات حقوق الإنسان والحريات. أما الحكومة الإسرائيلية، وفى حدود سياساتها خلال الأشهر الماضية، فرغبتها فى علاقات إيجابية مع مصر واضحة وتوظف أدواتها المؤثرة فى صناعة السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط (اللوبى الإسرائيلى فى الولايات المتحدة، ومن بين مكوناته الهامة مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى) للترويج لتأييد ترتيبات الحكم الراهنة فى مصر. ولا يكتفى إعلام الصوت الواحد بقلب حقائق السياسة الدولية رأسا على عقب، بل يواصل اتهاماته للغرب الأمريكى والأوروبى بالتآمر ويوسع دائرة المتآمرين لتشمل جميع منظمات حقوق الإنسان والحريات ولتضم بتعميم مريض كل باحث أو كاتب أو إعلامى ينتقد «الأوضاع المصرية» وتلصق به فورا وبعبث بالغ مرادفات الشيطنة المعهودة، يهودى/ صهيونى/ عميل للتنظيم العالمى للإخوان المسلمين. وفى هذا تشوه واضطراب.
يدفع إعلام الصوت الواحد الرأى العام فى مصر، خاصة بعد زيارة وزيرى الدفاع والخارجية لروسيا، إلى قراءة صراعية لمنظومة العلاقات والسياسة الدولية تفترض العداء بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى من جهة ودول الشرق الكبرى روسيا والصين من جهة أخرى. ويسدل ستار للتجهيل على حقيقة التعاون الإستراتيجى والاقتصادى والمالى والسياسى بين الأطراف هذه، وعلى كون تنافسها فى خانات إقليمية مختلفة والشرق الأوسط من بينها لا يعنى العودة إلى دنيا النصف الثانى من القرن العشرين والصراعات الثنائية بين معسكر غربى وآخر شرقى. وفى هذا تشوه واضطراب.
تعد مواجهة مثل هذا الفهم المشوه والمضطرب للعالم القريب والبعيد وتفنيده ضرورة قصوى لاستعادة توازن مصر وتمكيننا من النظر حولنا دون خوف أو جهل، دون بحث عن مؤامرة وراء كل باب أو التعامل بمثالية مع دول قريبة وبعيدة تحركها مصالحها، دون تعميم للكراهية باتجاه الشعوب العربية التى لا تملك مساعدتنا اليوم بل تنتظر مساعدتنا لها أو تناسى نواقص شعوب عربية أخرى والصمت عنها لكوننا نتلقى مساعداتها.


اقرأ المزيد هنا:http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=24022014&id=adcf7e9b-5298-4fef-8864-7b3f83c20695

لو صدقت الجماعة

عماد الدين حسين

لو أن المبادرة الأخيرة التى سربتها جماعة الإخوان المسلمين ــ ونشرتها «الشروق» فى عددها الصادر يوم السبت الماضى ــ تحظى بإجماع ورضاء قادة الجماعة الحقيقيين، فإننا يمكننا فى هذه الحالة الرهان على وجود ضوء فى آخر هذا النفق المعتم الذى تحاول الجماعة أن تدخل كل البلد فيه.
يعلم الله ان الهدف من هذه الكلمات ليس تسجيل مواقف أو انتقاد هذا الطرف أو ذاك، بقدر ما هو محاولة للتنبيه الدائم بضرورة قراءة الواقع جيدا ثم فهمه وبالتالى العمل وفقا لمقتضياته ومصلحة كل الوطن.
خلاصة ما نشرته «الشروق» يوم السبت الماضى ان الجماعة ستقبل بخريطة الطريق مقابل القصاص للشهداء والرقابة الدولية على الانتخابات والإفراج عن قياداتها بمن فيهم الرئيس السابق محمد مرسى.
المصدر الذى استندت إليه «الشروق» فى الخبر الذى كتبه زميلى محمد خيال يتحدث عن وجود اتجاه داخل الجماعة يتبنى هذا الطرح. وإذا صح هذا الكلام يمكننا القول ان الجماعة بدأت النزول من الشجرة العالية والاستجابة للواقع.
ترجمة هذا الكلام الأولى ان الإخوان للمرة الأولى منذ 8 يوليو الماضى يتخلون بالكامل عن الشروط الثلاثة الكبرى التى رفعوها منذ هذا اليوم الذى صدر فيه الإعلان الدستورى وهى عودة محمد مرسى للحكم وعودة دستور 2012 وعودة مجلس الشورى المنحل.
الشروط الجديدة ليست تعجيزية ويمكن التفاوض بشأنها، فالإفراج عن القيادات يمكن ان يتم فى إطار القانون، ولا يعقل ان تتصور الجماعة بإمكانية الإفراج عن أى شخص مخالف للقانون شرط ان تتوافر له جميع متطلبات المحاكمة العادلة، سواء كان هذا المتهم مجرد شاب متعاطف مع الجماعة أو كان محمد مرسى ومحمد بديع وخيرت الشاطر وبقية قيادات الجماعة.
أما شرط القصاص للشهداء فهو مطلب للجميع وليس خلافيا شرط تعريف من هو الشهيد، فإذا ثبت ان شخصا أو وزارة كائنة من كانت تورطت فى قتل أى شخص خارج القانون وجب مساءلتهم جميعا وتعويض أهله، وأظن أن هناك اجتهادات كثيرة ومفيدة فى هذا الصدد إذا توافر الحد الأدنى من التفاهم.
الشرط الثالث المتعلق بالرقابة الدولية على الانتخابات يمكن تحقيقه أو على الأقل الحديث عن صيغ متنوعة تضمن فى النهاية إجراء انتخابات نزيهة فعلا، لا تقتصر فقط على النزاهة داخل اللجان بل فى الطريق إلى اللجان.
ثم إنه لا يوجد عاقل أو وطنى يقبل تزوير الانتخابات تحت أى مسمى حتى لا نعيد إنتاج انتخابات «الثلاثى مبارك والعادلى وعز».
مرة أخرى الوقت ينفذ والخاسر الأكبر من التلكؤ والتأخر هم جماعة الإخوان لأن رصيدهم يتآكل كل يوم لدى من كانوا يثقون فيهم، وبالتالى على الجماعة ان تستخلص العبر وتقرأ الواقع جيدا، وتتوقف تماما عن «تقديم قدم وتأخير أخرى» التى تجعلها تخسر كل شىء ناهيك عن ضرورة التوقف عن اغراق انصارهم فى بحور من الآمال والامنيات والخيالات التى يتبين ان معظمها سراب.
الجماعة لن تستطيع كسر الدولة، قد تستطيع ان تربك المشهد لكنها لن توقفه، والخارج مهما بلغ تعاطفه أو تآمره لن يعيدها للحكم. هى خسرت معركة، وعليها أن تعتذر للشعب وتعيد تقييم تجربتها وتبدأ فى إعادة بناء نفسها كحزب سياسى فقط وليست جماعة المسلمين.
وقتها قد تتمكن من وقف نزيف الخسائر المستمرة.


اقرأ المزيد هنا:http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=24022014&id=252aaf25-f152-4a77-b9e4-3dfb8c677e22

ملاحظات وتعقيبات

فهمي هويدي

فهمي هويدي 

وجدت فى أوراقى مجموعة من الملاحظات والتعقيبات المتناثرة التى سجلتها تفاعلا مع الأحداث الأخيرة فى مصر، وخطر لى أن أشرك القارئ فى مطالعتها من باب توسيع نطاق التفاعل، وتمثلت الحصيلة فى الملاحظات التالية:
• السؤال الذى يحيرنى حين أتابع أداء الذين يسوقون المشير عبدالفتاح السيسى رئيسا هو: مّن مِن حساده وخصومه سلطهم عليه؟
• الرسالة التى نقرؤها فى حملة إغراق البلد بصور السيسى بثيابه العسكرية تتلخص فى التأكيد على الجميع بأن الأمل صار معقودا على العسكر فى إقامة الدولة المدنية المنشودة.
• الذين يسعون إلى منافسة السيسى فى الانتخابات أعينهم على منصب الرجل الثانى وليس الأول.
• أرجو ألا يكون صحيحا أن ثوار أوكرانيا بعد الانتصار الذى حققوه رفعوا شعار: لسنا مصريين.
• حين فضح المستشار هشام جنينة رئيس جهاز المحاسبات ملفات الفساد فى الدولة، فإن سهام التجريح انهالت عليه من كل صوب، وأصبح هو المتهم والفاسدون مجنيا عليهم!
• حين سلطت الصحف الأضواء على المخالفات التى سجلها الجهاز على رئاسة الجمهورية خلال وجود الدكتور مرسى فإنها امتدحت الرجل من حيث لا تحتسب، لأنها المرة الأولى التى سمح فيها للجهاز بأن يدخل إلى الرئاسة ويحاسبها، وربما كانت الأخيرة.
• طالما قبلنا من الداخلية نفيها للتعذيب وإطلاق الخرطوش على المتظاهرين، فينبغى ألا نستغرب ان تدعى الجهات الأخرى أن مصر لا يوجد بها فساد.
• لنحمد ربنا أن التعذيب الحاصل فى أقسام الشرطة والسجون تم فى وجود مساعد لوزير الداخلية لحقوق الإنسان، ولنتخيل ما الذى كان يمكن أن يحدث لو أن الرجل لم يكن موجودا.
• ينبغى ألا يشكو الشباب المعتقلون من تغطية أعينهم فقط أثناء التحقيق معهم، لأن آخرين من رجال الأمن حلوا المشكلة بطريقة أخرى حين أطلقوا الخرطوش على أعين المتظاهرين فحرموهم من النظر إلى الأبد.
• إذا صحت المعلومات عن وجود 200 سيدة و300 حدث فى السجون، فهل يفسر ذلك أن الداخلية قررت تطوير رسالتها الإنسانية من خلال تطبيق سياسة «لم الشمل» فى سجونها؟
• محاكم الإرهاب الجديدة اسوأ من محاكم أمن الدولة، لأن الأولى صنَّفت المتهمين وأدانتهم قبل محاكمتهم وألغت المبدأ القائل بأن المتهم برىء حتى تثبت إدانته.
• أفهم الحكم بالسجن ومصادرة أموال بعض الموتى فى القضايا الأخيرة باعتباره تنفيذا لسياسة ملاحقة الخلايا النائمة، حتى إذا كان ذلك النوم أبديا.
• حين يحتج البعض على تعذيب الشباب بدعوى انتمائهم إلى حركة كفاية أو 6 أبريل أو شايفنكم فإن ذلك يعد تصريحا وتسويقا ضمنيا للاستمرار فى تعذيب الآخرين ممن يصنفون تحت عناوين أخرى.
• هل هى مجرد مصادفة أن يصدر فى يوم واحد الحكم بتبرئة مدير أمن الإسكندرية وخمسة من قيادات الشرطة من تهمة قتل متظاهرى ثورة 25 يناير، وان يتزامن ذلك مع تصريح وزير الداخلية الأسبق بأن خارطة الطريق وحدها برنامج المستقبل.
• إذا صدقنا أن نظام يوليو الجديد امتداد لثورة 25 يناير، فينبغى أن نصدق أن السادات ومبارك كانا امتدادا لثورة 23 يوليو 52، وبالمناسبة فإن استدعاء عبدالناصر الآن يعد إهانة له وإحراجا للآخرين.
• تزف إلينا الصحف بين الحين والآخر تقارير تؤكد اختراق أجهزتنا السيادية لاجتماعات يعقدها فى أوروبا ممثلو مخابرات الدول الغربية مع آخرين فى منطقتنا للتآمر على مصر، فى حين أن الأجهزة ذاتها لاتزال عاجزة عن أن تعرف الذى يحدث فى محيط أولتراس النادى الأهلى.
• هناك فرق فى معاناة صاحب الرأى فى الدول الديمقراطية بالمقارنة مع نظيره فى جمهوريات الخوف. فمشكلة الأول ان يكتب، أما الثانى فمشكلته أن ينشر. والأول يكافأ على أدائه فى حين أن الثانى يدفع الثمن دائما.
• لا أوافق على توقف الكاتب المستقل عن الكتابة لأى سبب طالما أن بوسعه الاستمرار، وإذا فعلها فإنه لا يحقق للمنافقين غرضهم فحسب، ولكنه أيضا سيصبح مثل المحامى الذى ينسحب من الدفاع عن قضيته.
• ينطبق على السياسة ما قاله بطل الملاكمة محمد على كلاى من أن الفائز فى أى اشتباك ليس من يوجه الضربة ولكنه من ينجح فى تفاديها.
• البلاغات التى قدمها البعض واتهمت باسم يوسف بالإساءة إلى السيسى غير مستغربة فى الأجواء الراهنة. وإذا استمر سير «العدالة» على النحو الذى نشهده، فقد تتم إدانته فى ارتكاب جرائم «الافتئات على ولى الأمر والخروج عليه وتشويه سمعة البلاد». وهى الجرائم التى حوسب عليها صاحب قناة الفجر السعودية وجدى العزاوى حين انتقد بعض أوضاع المملكة فى برنامجه «فضفضة». وبسببها حكم عليه بالسجن 12 عاما ومنع من الظهور على الشاشة ومن مغادرة البلاد، طوال 20 عاما.
• لم أفهم لماذا شكلت لجنة لكتابة تاريخ ما بعد 30 يونيو، حيث يعد ذلك نموذجا لازدواجية الجهد وتبديد الموارد. لأن رجال الأمن الوطنى يعكفون على تلك المهمة طول الوقت.
• شىء طيب ان تنطلق حملة شعبية لمساندة القوات المسلحة والشرطة، لأن ذلك يعطينا أملا فى ان تستمر جهود التضامن بحيث يحل الدور على مساندة الشعب المصرى يوما ما.
• خلال شهر يناير فتحت السلطات المصرية معبر رفح لخمسة أيام فقط. أما السلطات الإسرائيلية فإنها أغلقت معبر كرم أبوسالم لمدة ثمانية أيام. معلومة ذكرها تقرير منظمة التعاون الإسلامى فى جدة.
• عار علينا أن تنظر المحاكم المصرية دعوى تطالب باعتبار حماس حركة إرهابية، لأن الحكم أصدرته إسرائيل بحق الحركة منذ تأسيسها فى عام 1987، ولايزال ساريا حتى الآن، من صفات المنافق فى الأحاديث النبوية أنه إذا خاصم فجر.
• يتضاعف العار حين نجد أن حملة مقاطعة إسرائيل تتزايد فى العالم الغربى فى حين تشدد السلطات المصرية من أحكام حصارها لقطاع غزة


اقرأ المزيد هنا:http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=24022014&id=2c94d9e3-678a-4406-b6da-3c83e7a8eee0

الاثنين، 24 فبراير 2014

د.علاء الأسواني يكتب: الثورة ترجع الى الخلف ..

February 24, 2014 at 10:10pm


الاعلامي الكبير حمدي قنديل كان ولازال ناصريا مخلصا وقد بزغ نجمه في عهد عبد الناصر فأصبح ــ عن جدارة ــ رائدا للصحافة التليفزيونية ومن أهم الاعلاميين العرب وأكثرهم تأثيرا .


في عام 1961 قدم حمدى قنديل في التليفزيون المصري برنامجه الشهير " من أقوال الصحف " الذى حقق نجاحا كبيرا ظل يتزايد مع كل حلقة حتى أذاع قنديل الحلقة الخامسة ،

عندئذ فوجيء برئيس تحرير الأخبار في التليفزيون يستدعيه ويقول له :


ــ يا أستاذ حمدي معالى الوزير بيقولك استريح أنت شوية


كانت هذه الجملة توجه آنذاك الى من غضبت عليه السلطة فتوقف قنديل عن تقديم البرنامج وسافر الى رأس البر لكنه أجرى اتصالات حتى عرف لماذا هو مغضوب عليه ،

كانت جريمته الكبرى أنه أذاع خبرا عن الرئيس عبد الناصر في آخر البرنامج وليس في بدايته كما تذاع أخبار الرئيس . لم يستسلم قنديل وانما ذهب بدون موعد الى السيد سامي شرف مدير مكتب الرئيس وحكى له ما حدث ، ثم سأله :

ــ أريد أن أعرف من الرئيس شخصيا اذا كان يعترض على اذاعة خبر عنه في نهاية البرنامج ..
نقل سامي شرف السؤال الى الرئيس وعاد ليقول :



ــ يأ استاذ حمدى الرئيس عبد الناصر بيقولك ارجع التليفزيون واستأنف البرنامج ولا تتكلم مع أحد في هذا الموضوع .



هكذا عاد قنديل الى تقديم برنامجه وكأن شيئا لم يكن وفي عام 1967 عندما لاحت نذر الحرب كان قنديل مثل  المصريين جميعا واثقا من انتصار الجيش المصرى على اسرائيل وراح يقدم رسالة يومية مصورة من الجبهة



وفي يوم 5 يونيو ذهب الى قاعدة فايد الجوية وتناول افطاره مع الطيارين وفجأة استمع الى انفجارات مدوية متتوالية أحدثها القصف الاسرائيلي .

انطلق قنديل بسيارة التليفزيون حتى وصل الى مبنى نادي الطيارين وهناك وجد نحو عشرين طيارا حربيا مصريا يصيحون بهستيرية حتى أن أحدهم ظل يخبط رأسه في الحائط حتى سال دمه .


عرف منهم ان طائراتهم الحربية قد دمرتها اسرائيل وهي على الارض وان ثلاثة فقط من زملائهم استطاعوا أن يقلعوا بطائراتهم لكنهم لايعرفون مصيرهم .



خرج الاستاذ قنديل من القاعدة وهو في حالة نفسية سيئة فقابل حسين الشافعي ــ عضو مجلس قيادة الثورة ـــ  الذى سأله ان كان لديه معلومات مفصلة عما حدث فأجابه قنديل بما عرفه

عندئذ طلب منه الشافعى ان ينصحه بالطريق الذى يسلكه وهو عائد الى القاهرة ونصحه قنديل بالطريق الصحراوى لأنه أكثر أمنا


**************


.. هاتان الواقعتان حكاهما حمدى قنديل في سيرته الذاتية البديعة التى صدرت عن دار الشروق بعنوان " عشت مرتين " .


وبالرغم من أنه أورد الواقعتين منفصلتين الا اننى أراهما متصلتين تؤدى احداهما الى الأخرى .. مذيع ناجح موهوب ، مؤيد للنظام ومخلص للثورة يقرأ خبرا عن الرئيس عبد الناصر في آخر البرنامج فيعتبر تصرفه جريمة ويتم وقفه عن العمل فورا بلا تحقيق ولا فرصة للدفاع عن نفسه وهو يضطر الى تقديم شكوى للرئيس نفسه حتى يعفو عنه .


هنا تبدو لنا دولة الاستبداد في أوضح صورها : زعيم يتم رفعه فوق مستوى البشر ويصير فوق مستوى النقد ويعتبر كل قرار يتخذه نموذجا للحكمة والعبقرية ثم اعلام موجه لايقول الحقيقة وانما يتحول الى آلة تضليل جبارة تغسل أدمغة الناس وتعيد تشكيلها على النحو الذى يريده النظام ثم قانون يتم تعطيله وتشغيله وفقا لاحتياجات النظام وأهدافه


 ودولة بوليسية تمتد أذرعها لتتحكم في كل شيء وهي تقمع المواطنين فلا يعترض أحد اما خوفا من مصير مجهول أو لأنه لاصوت يعلو فوق المعركة ..


الزعيم يتحول من مسئول سياسي الى والد للشعب ورمز للوطن فلا يجرؤ أحد على معارضته ولا حتى مناقشته في قراراته ،

النتيجة الحتمية لذلك أن ينعزل القائد عن قراءة الواقع بعد أن يجتمع حوله من يسمعونه مايحب ــ خوفا أو طمعا ــ حتى تأتي لحظة يتخذ فيها الزعيم قرارا يؤدى الى كارثة وهذا ما حدث في الواقعة الثانية ففي ظل الاستبداد تعرض الجيش المصري لهزيمة منكرة لاذنب له فيها والطيارون الشجعان يشعرون بالخزى والقهر لأنهم لم يتمكنوا من أداء واجبهم دفاعا عن بلادهم نتيجة لفشل القيادة العسكرية واستهتارها وسوء تقديرها


بل ان المأساة تصل الى حد المهزلة عندما يظهر حسين الشافعى وهو عسكري بارز فيسأل الاعلامي حمدي قنديل  عن أكثر الطرق أمنا .



صحيح ان الجيش المصري استوعب صدمة الهزيمة واستطاع أن يعيد بناء قوته في وقت قياسي ثم خاض ببسالة حرب الاستنزاف ثم حرب اكتوبر التي ثأر فيها من هزيمة 67 وحقق نصرا سنظل نحن المصريين فخورين به  لكن الدرس هنا أن الاستبداد لابد أن يؤدى الى الهزيمة مهما كان الزعيم مخلصا ومحبوبا ومهما كانت المعارك التى يخوضها مشروعة .  



ما أحوجنا اليوم الى استيعاب هذا الدرس. لقد نزل ملايين المصريين الى الشوارع في 30 يونيو للتخلص من حكم الاخوان وانحاز الجيش للشعب فحمى ارادته وجنب مصر خطر الحرب الأهلية وبزغ اسم المشير السيسي فأحبه المصريون واعتبروه بطلا شجاعا .


لكن ذلك الحب يتحول الان الى هالة أسطورية يتم صنعها حول المشير السيسي كثيرا ما تستعمل أثناءها ذات العبارات التى استعملت مع الزعيم عبد الناصر :


الاعلام يصف السيسي بأنه  الزعيم الضرورة والمنقذ الوحيد والمخلص الذى تنعم به السماء علينا كل مائة عام 

بل ان كاتبا معروفا صرح منذ أيام في التليفزيون ان المصريين يحبون اسم السيسي منذ ستة آلاف عام لأن النهر المقدس عند الفراعنة كان اسمه " سيسي رع " ..


يتم رفع السيسي الآن فوق مستوى البشر فلا يجوز لأحد ان ينقده أو حتى ينافسه في الانتخابات

وهو الذى يعلم مالانعلمه ويتخذ قرارات دائما في صالحنا حتى ولو لم ندرك الحكمة منها والزعيم متردد منذ شهور في الترشح للرئاسة وعلينا نحن المواطنين أن ننظم مسيرات يومية حتى نضغط عليه فيتنازل ويقبل أن يكون رئيسا لمصر.


المشير السيسي يقود الشعب في معركة حقيقية ضد الارهاب كما كان عبد الناصر يقود الشعب في معركة حقيقية ضد الاستعمار

وللأسف فان المعركة استعملت في الحالتين لتبرير القمع فيتم اعتقال الابرياء وتعذيبهم وتلفيق التهم لهم واهدار كرامتهم ولايجوز في نظر النظام الاعتراض على هذه الجرائم لأنه لاصوت يعلو على صوت المعركة .


في يوم 12 فبراير الماضى اجتمعت 16منظمة حقوقية لتصدر بيانا مشتركا لادانة حالات القمع والتعذيب الموثقة التى يتم فيها انتهاك آدمية المصريين وسط تجاهل  السلطة الحالية التى يرأسها قاض جليل نتوقع منه أن يكون الأحرص على حقوق الناس .


وهنا تفتح مدفعية الاعلام الموجه نيرانها على الحقوقيين لأنهم أدانوا التعذيب فتتهمهم بالعمالة والخيانة .

يوما بعد يوم نكتشف أن الدستور الذى انهمك المصريون طويلا في مناقشته بندا وبندا ووافقوا عليه بأغلبية كبيرة لا قيمة له حتى الآن لأنه لم يتم تطبيقه بل ان معظم ما تفعله السلطة مخالف للدستور .


الدستور حدد الانتخابات البرلمانية قبل الرئاسية لكن السلطة فعلت العكس والدستور يحمى الحياة الخاصة للمواطنين ويحرم التنصت عليهم بغير اذن قضائي بينما القنوات الخاصة تذيع كل ليلة أدق التفاصيل الشخصية للناس عن طريق تسجيلات لا نعرف مدى صحتها ويجرمها القانون لكن الغرض تشويه الثوريين واتهامهم بالعمالة والخيانة ،


الدستور يمنع التعذيب بينما يتعرض له المسجونون كل يوم بواسطة  ضباط آمنين من العقاب .الدستور يبيح التظاهر بينما شباب الثورة يقضون أعواما  في السجن لأنهم تجرأوا على التظاهر بعكس ارادة السلطة والدستور يبيح الاضراب بينما عمال السكة الحديد مسجونون بتهمة الاضراب ،


كان يفترض أن يكون الاعلام بعد الثورة محترما وصادقا لكن الاعلام في مصر في معظمه موجه لمصلحة النظام اما عن طريق التليفزيون الرسمي الذى لا يعرف الا التضليل وصناعة الأكاذيب واما في القنوات الخاصة المملوكة لرجال أعمال كثيرون منهم صنعوا ثرواتهم بفضل قربهم من مبارك وأسرته وهم يدفعون في اتجاه عودة نظام مبارك حتى يضمنوا أن أحدا لن يحاسبهم على الاراضى التى استولوا عليها والأموال التى نهبوها.



الدستور يدعو الى عدالة انتقالية تحقق القصاص للضحايا بينما وزارة العدالة الانتقالية لاتفعل شيئا ومع احترامنا لقضائنا الشامخ فان أحدا لم تتم ادانته بعد قتل آلاف المتظاهرين .


 الدولة تخوض معركة ضد الارهاب وواجبنا أن ندعمها وشهداء الجيش والشرطة أبطال عظام يستشهدون دفاعا عن الشعب لكن الحرب ضد الارهاب لا تبرر عودة الدولة البوليسية لأننا لن ننتصر على الارهاب الا بدولة القانون .


يعلمنا  التاريخ ان حقوق الانسان وكرامته أهم من أية معركة وانه يستحيل على سلطة تقمع مواطنيها أن تنتصر مهما كانت معاركها مشروعة ووطنية .


المواطن الذليل الذى يتم تعذيبه وانتهاك عرضه لن يصلح جنديا في أية معركة حتى لو كان مقتنعا بعدالتها.. مصر تتجه الآن بطريقة مقلقة الى نظام بوليسي هو أبعد ما يكون عن أهداف الثورة.


لقد سقط الاف الشهداء وهم يحلمون بدولة ديمقراطية عصرية تحترم مواطنيها وتنفذ القانون على الجميع بغير تمييز .. 



اذا أراد المشير السيسي اصلاح المسار فان ذلك يكون في رأيي باتباع الخطوات التالية :  



أولا: أن يتقاعد المشير السيسي ويترشح للرئاسة كمواطن عادى لاعلاقة له بالقوات المسلحة ولا يتلقى أى دعم من اجهزة الدولة ثم يخوض انتخابات تتوفر فيها شروط النزاهة مثل تكافؤ الفرص بين المرشحين وشفافية التمويل والالتزام بالحد الأقصى للانفاق على ان يتم تنفيذ القانون على المرشحين بغض النظر عن شخصياتهم .



ثانيا : ايقاف العمل بقانون التظاهر لانه غير دستوري والتوقف عن تلفيق التهم للناس والامتناع عن تعذيب المواطنين واحالة الضباط المتورطين في التعذيب الى محاكمات عاجلة



ثالثا : تفعيل وزارة العدالة الانتقالية وتكوين لجان مستقلة للتحقيق في مقتل الاف المصريين منذ بداية الثورة وحتى الآن



رابعا : تفعيل ميثاق الشرف الاعلامي والامتناع عن تلويث سمعة المواطنين واتهامهم بالخيانة في وسائل الاعلام لمجرد أنهم يختلفون في الرأى مع السلطة  



خامسا : فتح حوار حقيقي مع الشباب الذين فقد معظمهم ثقته في السلطة الحالية بعد أن رأوا زملائهم يتعرضون للاعتقال والتعذيب وتلاحقهم اتهامات العمالة والخيانة



هذه الخطوات في رأيي من شأنها اصلاح المسار والا فاننا ماضون نحو استبداد جديد وكل استبداد في التاريخ نهايته المحتومة كارثة نتمنى لمصر أن تتجنبها .                                                                   


الديمقراطية هي الحل



العنوان  الإليكتروني  
Dralaa57@yahoo.com