الأحد، 9 مارس 2014

لا تعتذر عما فعلت

عمرو حمزاوي


«لا تعتذر عما فعلت.. أقول فى سرى. أقول لآخرى الشخصى: ها هى ذكرياتك كلها مرئية: ضجر الظهيرة فى نعاس القط ـ عرف الديك ـ عطر المريمية ـ قهوة الأم ـ الحصيرة والوسائد ـ باب غرفتك الحديدى ـ الذبابة حول سقراط ـ السحابة فوق أفلاطون ـ ديوان الحماسة ـ صورة الأب ـ معجم البلدان ـ شيكسبير ـ الأشقاء الثلاثة، والشقيقات الثلاث، وأصدقاؤك فى الطفولة، والفضوليون: هل هذا هو؟ اختلف الشهود: لعله، وكأنه. فسألت: من هو؟ لم يجيبونى. همست لآخرى: أهو الذى قد كان أنت.. أنا؟ فغض الطرف. والتفتوا إلى أمى لتشهد أننى هو.. فاستعدت للغناء على طريقتها: أنا الأم التى ولدته، لكن الرياح هى التى ربته. قلت لأخرى: لا تعتذر إلا لأمك!».
تذكرت كلمات العظيم محمود درويش بعد حوار مضطرب مع صديق ابتعد ـ قال تكتب عن النقد الذاتى والمراجعة ولا تراجع أفكارك ومواقفك ـ قلت، بل نقدت وراجعت وشرحت ـ قال: لا، أنت كما أنت، تتشبث بحديث الديمقراطية والحقوق والحريات ولا تدرك أن البلاد فى خطر وأوضاع البشر مزرية والاحتياج إلى التوحد وإسكات الأصوات النشاز عظيم ـ قلت لن نتجاوز أزماتنا الراهنة إن سلمنا أن الخطر يقتضى الصوت الواحد وإن سلمنا البلاد إلى قيادة فردية لا ترد لها رؤية أو رغبة وإن تصورنا أن انتهاكات الحقوق والحريات لا تراكم الظلم وترتب العنف وإن استسلمنا إلى وسم الديمقراطية بالترف القابل للتأجيل ـ قال: وأين أوضاع البشر وظروف معيشتهم من أولوياتك وماذا تقدم لهم غير الكلام وهم عنه وعنك انصرفوا؟ قلت لا، أنت تطلق التعميمات، أشعر أن البعض مازال ينتظر ويستمع والبعض الآخر يبحث عن مطالب حياتية مشروعة ومعها كرامة لا تتسق مع القمع والتعذيب والتخوين ــ قال ها أنت تصمت مجددا عن السؤال الذى لا تقدر عليه، وماذا تفعل أنت لهم؟ ـ قلت: أكتب للتوعية بالديمقراطية كضرورة للتقدم ـ قال تقدمت أمم كثيرة بدونها ـ قلت أكتب للتذكير بأن أمل الدولة المدنية العادلة لا يقتصر على رفض الفاشية الدينية، بل يمتد إلى رفض هيمنة المكون العسكرى ـ الأمنى على السياسة والرئاسة ـ قال: لكن الكثير لا يرفضون الأخير ـ قلت أكتب لأحدد شروط بناء تيار ديمقراطى عام يراهن على المدى المتوسط والطويل ويدرك أن التمسك بالمبادئ سيكون له مردود إيجابى ولو بعد حين ـ قال ها أنت مجددا تقدم تمسكك بمبادئك على الواقع وعلى مصالح البلاد والعباد، أليس وراء ذلك خوف مبالغ به على الاتساق وحب جارف للذات؟ ـ قلت: رفقا بى، فهكذا أفهم الصالح العام وهكذا أرى سبيل تقدم مصر بديمقراطية وعدل وحق وحرية وجماعية فى القيادة من أمامها شفافية ومن ورائها رقابة ومحاسبة ـ قال وإذا كان الناس يثقون فى سبيل آخر، ومتكلمون مثلك يأتون بالأمثلة على تقدم أنجزته رئاسات عسكرية وتنمية تحققت بالرغم من هيمنة المكون العسكرى ـ الأمنى ـ قلت: لا، لا تضعنى مع هؤلاء أرجوك، فالرئاسة ذات الخلفية العسكرية فى مصر تأتى معها وضعية المؤسسة العسكرية الاستثنائية فى الدستور وضعف المؤسسات المدنية والتنمية لا تتوازن مع غلبة الحلول الأمنية والمبادرة الفردية تموت حين تقمع الأصوات النشاز كما تقول ـ قال: ألم تسجل أن التحول الديمقراطى لن يموت بغض النظر عن هوية الرئيس القادم؟ ـ قلت لا، بل سجلت أن دفاعى عنه لن يتوقف بغض النظر عن هوية الرئيس القادم الذى أريده مدنيا متمسكا بالحقوق والحريات وليس مساوما عليها وفقا لحسابات الشعبية وصناديق الانتخابات ـ قال: مجددا أسأل: وماذا تفعل أنت للناس؟ ـ قلت التوعية ورسم ملامح بديل سلمى يستنهضه التمسك بالمبادئ ـ قال يقولون إنك مضطرب لاستبعادك من دوائر التأثير وحزين لخسارة شعبيتك، ألا تعترف؟ ـ قلت أعترف بالحزن لعدم تمكنى من رؤية ولديى والمنع من السفر يحول بينى وبين زيارتهما دوريا فى ألمانيا كما دوما فعلت، أعترف بالحزن على حالنا وإن لم أفقد الأمل ـ قال صبرك الله على مسألة ولديك، لكن أليس إحباط بحثك عن دور بسبب لنقدك المستمر؟ ـ قلت تعلم أننى لست بزاهد أو قديس، ولست بمتكالب أيضا، وبجوارى امرأة رائعة تضبط هفوات النفس حين تلوح، الإجابة: لا، ربما تصدقنى ـ قال أعدك بتهميش يستمر ونسيان بدأ وانصراف الأهل والأصدقاء ـ قلت أدرك أننا فى مجتمع لا تحب أغلبيته إلا الأقوياء ولا تجرى نخبه للالتحاق إلا بركب المنتصرين، إلا أننى بلا بدائل هذه المرة ـ قال: غير صحيح، اعتذر وغير الوجهة وتقدم الصف ـ قلت: لا، فغياب البدائل سببه الإيمان بسلامة موقفى وصلابة المرأة التى تضبط هفوات النفس وذكرى الأم التى ما كانت لتسامحنى على قول أو فعل بعيد عن مبادئى وإن اختلفت معها وما كانت لتقبل اعتذار عما قلت أو فعلت.


اقرأ المزيد هنا:http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=09032014&id=a6c2ae25-14e1-4c94-b8be-f3ec7538484b

تعليم بلا مدارس أم مدارس بلا تعليم؟ مقال ماجد عثمان في الشروق

ماجد عثمان

من الأمور القليلة التى لا يختلف عليها المصريون - بغض النظر عن توجهاتهم السياسية أو خلفيتهم التعليمية أو الطبقة الإجتماعية التى ينتموا إليها - أن حالة التعليم فى مصر يرثى لها. ومعظم المسؤولين عن التعليم يعترفوا بذلك بشجاعة لا يملكها من أداروا أو يديرون حاليا ملفات تنموية أخرى. وفى نفس الوقت فإن الحديث عن أهمية التعليم لا يتوقف، وعبارات مثل «التعليم هو المشروع القومي» تتكرر فى كل مناسبة. وفى الوقت ذاته نجد أن الأسرة المصرية لا تبخل بالإنفاق على تعليم أبنائها على قدر طاقتها وكثيرا ما يكون إنفاقها أعلى من طاقتها. فالأسر الثرية ترسل أبنائها إلى المدارس الدولية أو الخاصة باهظة التكاليف، وترسل أو تتمنى إرسال أبنائها للتعليم خارج مصر، والأسر الأقل قدرة ترسل أبنائها للتعليم الخاص على أمل أن يكون طوق النجاة ولا تبخل فى نفس الوقت على الإنفاق على الدروس الخصوصية والأسر الفقيرة تستقطع من قوتها لتلحق أبنائها بمجموعات التقوية ويراودها الأمل أن يعيش أبناؤهم حياة أفضل من آبائهم، ويدركون بفطرتهم أن الحراك الاجتماعى لن يتحقق إلا من خلال الشهادة الجامعية.
•••
تجربة تستحق أن نتوقف عندها. قام معهد ماساشوتس للتكنولوجيا (MIT) بتجربة فريدة تستحق أن يتدارسها كل المهتمين بالتعليم فى مصر. ففى فبراير 2012، قام فريق من الباحثين بقيادة نيكولاس نيجروبونتى بتوزيع أجهزة حاسوب من النوع اللوحى (tablet) والذى يعمل بالطاقة الشمسية على أطفال قريتين فى إثيوبيا، وهى قرية «ونشير» وقرية «ولنشيت»، وتم تزويد هذه الأجهزة ببرامج تعليمية كتجربة لقياس تأثير التعليم الإلكترونى كأحد الحلول الإبداعية لإحداث نقلة نوعية فى التعليم. وقد تم اختيار هاتين القريتين بعناية وبناء على معايير محددة. ماذا كانت معايير اختيار القريتين؟ لقد قرر القائمون على الدراسة أن يختاروا تجريب هذا الأسلوب فى قرى لا يوجد بها أى إنسان يجيد القراءة أو الكتابة. أى أن كل طفل تم اختياره للمشاركة فى هذه التجربة لا يوجد حوله أى مصدر للتعلم سوى جهاز الحاسوب الذى حصل عليه. ويشير القائمون على التجربة إلى أن القرى المختارة لا توجد بها أى استخدام للكتابة كأسماء شوارع أو إعلانات تستخدم حروف الكتابة، أى أن البيئة التى يعيش فيها أطفال القرية خالية من أية محفذات معرفية.
•••
وقد تم تزويد كل جهاز حاسب بحوالى خمسمائة تطبيق لألعاب تعليمية وأفلام أطفال وكتب أطفال. وكان الهدف المباشر للتجربة هو الإجابة عن السؤال التالى: هل يستطيع هؤلاء الأطفال قراءة اللغة الإنجليزية دون أن يكونوا ملتحقين بمدارس، اعتمادا على الحاسوب فقط وفى بيئة غير داعمة للتعلم؟. وقد تم تزويد الأجهزة ببرنامج يسمح بالتعرف على نمط ودورية إستخدام الأطفال لإمكانية التقييم الدورى للتجربة. وأظهرت الدراسة أنه بعد مرور خمسة أيام فقط قام التلاميذ باستخدام 47 تطبيقا يوميا فى المتوسط، وبعد مرور أسبوعين كان الأطفال ينشدون أغنية لتعليم حروف الأبجدية الإنجليزية. وكان جهاز الحاسوب يحتوى على كاميرا ولكن التطبيق لم يكن متاحا للاستخدام وقد تمكن أحد أطفال القرية من الدخول على البرنامج لتفعيل قدرة الجهاز على التقاط الصور وتداول الأطفال هذه المعرفة وانتشر استخدام الحاسوب فى التقاط الصور بين أطفال القرية. وتشير الدراسة إلى أن تطور القدرات المعرفية لأطفال القريتين تشير إلى أنهم فى الطريق إلى تعلم القراءة معتمدين على الحاسوب دون مدارس أو مدرسين.
•••
التطبيق فى السياق المصرى
بالطبع التعليم الرسمى له مزاياه التى لا يمكن إنكارها، ولكن فى السياق المصرى الحالى فإن الواقع يشير إلى أن التعليم الرسمى ينتج عنه أميون حتى بعد قضاء 8 سنوات داخل جدران المدرسة.
كما أن مستويات الإنجاب غير المسبوقة التى شهدتها مصر فى السنوات الأخيرة ستؤدى إلى زيادة كبيرة فى أعداد الأطفال المطلوب إلحاقهم فى منظومة تعليم تحاول جاهدة الارتقاء بجودة التعليم فى ظل إمكانات محدودة. وحتى نفصل ذلك نشير إلى أن عدد المواليد فى مصر والذى كان يبلغ مليون و850 ألفا عام 2006، قد ارتفع فى السنوات التالية لكسر حاجز المليونين ثم حاجز المليونين ونصف المليون ليصل فى عام 2012 إلى مليونين و600 ألف مولود، أى بزيادة 40% فى ست سنوات. وهو ما يعنى أنه لابد من زيادة عدد الفصول بنفس النسبة (40%) للمحافظة على كثافة الفصول والتى تعتبر حاليا مانعة لأى تحسين فى جودة التعليم.
•••
فى ضوء تردى مستوى التعليم الذى يُقدم فى مدارسنا الحكومية والخاصة أيضا والتحديات التى تواجه الإرتقاء بجودة التعليم نظرا لمحدودية الموارد وضعف القدرات البشرية القائمة على التعليم، وفى ضوء التحديات المستقبلية المتمثلة فى زيادة كبيرة فى عدد التلاميذ يحتاج كل منهم لمقعد فى منظومة تعليمية ضاقت بمن فيها، ألا يجب أن نطبق الحلول غير التقليدية، وعلى رأسها التعليم الإلكترونى الذى لا يحتاج إلى بناء مزيد من المدارس وإلى تعيين مزيد من المعلمين. ولكل من يبكى على الدور التربوى للمدرسة فالواقع يشير إلى أنه سراب، والأفضل أن يكون لدينا تعليم بلا مدارس عن أن يكون لدينا مدارس بلا تعليم.
أتمنى أن يكون التعلم الإلكترونى هو مشروع مصر القادم، وأتمنى ألا نسير فيه ببطء السلحفاة وجبن النعامة، وألا نتعامل معه بأسلوب التجريب المحدود الذى يؤدى فى النهاية إلى فتور الهمم. فالتجربة التى أشرت إليها تثبت أن آفاق التعلم الإلكترونى غير محدودة وترد على الذين يقاومون التغيير ولا يؤمنون بقدرة التكنولوجيا على تبديل الواقع. وهذه التجربة نجحت فى ظروف أشد قسوة من الظروف الحياتية للقرى المصرية، ويمكنها أن تنجح فى مصر ويكون لها تأثير مذهل إذا ما طبقت فى القرى المصرية الفقيرة فى الحد من الفقر وفى إحداث حراك مجتمعى أصبح من أساطير الماضى. ولعلنا بذلك نعوض سكان هذه القرى عن الحرمان والظلم الذى لحق بهم. ودعونا لا نصغى لمن يصف هذا المشروع بأن تنفيذه ترف لا نقدر عليه، لأن الواقع يقول أن عدم تنفيذه هو الترف الذى لا نقدر عليه.


اقرأ المزيد هنا:http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=09032014&id=867ab687-9f53-4def-b1a1-485d81506f15

لحظة ليكودية كاشفة مقال فهمي هويدي بالشروق المصرية


فهمي هويدي

إذا احتكمنا إلى التصريحات الرسمية التى تردد أن مشكلة مصر مع حماس وحدها، وأن تضامنها مع الشعب الفلسطينى واحتضانها لقضيته من ثوابت سياستها الخارجية، فإن ما حدث مع الناشطات الغربيات فى مطار القاهرة يبدو وكأنه يكذب ذلك الادعاء. إذ ليس مفهوما أن يصل إلى المطار ذلك الوفد فى طريقه إلى غزة للاحتفال بيوم المرأة العالمى مع نسائها الشجعان وشعبها الصامد، ثم يتم احتجازه، ولا يسمح له بالوصول إلى رفح. ويظل عصيا على الفهم أن يكون الحماس للتضامن مع الفلسطينيات فى غزة صادرا عن ناشطات جئن من أمريكا وفرنسا وانجلترا وايرلندا وبلجيكا، فى حين يصدر التعنت والحظر من سلطات مطار أكبر دولة عربية. وبدلا من أن يتدخل المجلس القومى للمرأة المصرية لكى يؤدى دورا نزيها يتضامن فيه مع الوفد النسائى وينقذ به الموقف ويحسن صورة البلد، فإننا وجدناه توارى، ولم نسمع له صوتا. ويبدو الحرج على أشده حين تعتصم الناشطات فى المطار احتجاجا على المنع، ويتمددن على الأرض وقد تدثرن بأعلام فلسطين، ثم تطوف تلك الصور أنحاء العالم حاملة معها الدهشة إزاء ما وصلت إليه الحال فى مصر بعد الثورة. أما حين رددن فى المطار بعربية مكسرة الأغنية التى تقول «أناديكم وأشد على أياديكم»، التى رأيناها مع الجميع على اليوتيوب، فإنهن بعثن إلى الجميع برسالة تقول إنهن جئن وهن يمددن الأيدى إلى نساء غزة وشعبها المحاصر، ولكن مصر الليكودية قطعت عليهن الطريق ورفضت السماح لتلك الأيدى أن تصل إلى القطاع.
لا يقولن أحد إن ذلك السلوك المخجل كان تصرفا شخصيا من موظفى أمن المطار. فتلك سياسة حُسِبت على السلطة المصرية، لم تضع فى الحسبان صداها فلسطينيا وعربيا أو فى أوساط شرفاء العالم وأحراره. علما بأن الأخيرين يتنادون الآن داعين إلى مقاطعة إسرائيل اقتصاديا وأكاديميا، فى موقف أكثر تقدما منا بمراحل.
إن أى صاحب ضمير إذا قدر له أن يتابع وقائع ما جرى فى ذلك اليوم الحزين فى مطار القاهرة لن يصدق أن مصر لا تزال مع الشعب الفلسطينى ولا تزال على تضامنها مع قضيته.
ذلك أن الوفد النسائى الغربى لم يأتِ للتضامن مع حماس. وأغلب الظن أن عضواته لا يعرفن أن لحماس علاقة بالإخوان أو أن لمصر مشكلة أمنية معها. وإنما شغلن بأمور أخرى تختلف تماما عن تلك التى خطرت ببال المؤسسة الأمنية. التى فضحنا سلوكها فى المطار.
لقد جئن للتضامن مع مظلومية نساء فلسطين وشعبها الصامد الذى يعانى من الحصار الإسرائيلى منذ ثمانى سنوات. ولكنهن فى مطار القاهرة فوجئن بأن معاناة الحصار ليست صادرة عن إسرائيل فحسب، لكنها مصرية أيضا. ولا يقل عن الإسرائيلى جفاء وفظاظة، وإن كان دونه فى الذكاء والتدبير.
قرار المنع المصرى تجاهل رسالة الوفد النسائى وهدفها النبيل. ولم يبالِ بالفضيحة التى ترددت أصداؤها فى كل مكان. ولم ينتبه إلى أن قرارا من ذلك القبيل يسىء إلى سمعة البلد ونظامه، من حيث انه يفهم صدوره عن حكومة نتنياهو الليكودية ولا يتوقع صدوره فى ظل الثورة المصرية. كما أنه لم يفرق بين حماس والشعب الفلسطينى فى غزة أو بين الأزمة العارضة والموقف الاستراتيجى.
صانع ذلك القرار العجيب لم يرَ شيئا من كل ذلك. وفيما بدا فإنه صم الآذان وأغمض الأعين، وظل مهجوسا بشىء واحد هو الدعايات المصرية التى شيطنت حماس ونسبت إليها تهديد أمن البلاد بصورة أو أخرى. وتلك مشكلة كبرى. أولا لأنها أوقعت صانع القرار فى خطأ جسيم أساء إلى سمعة البلد وسحب الكثير من رصيد الاحترام له والثقة فيه. ثانيا ــ وهذا هو المقلق حقا ــ أن ذلك الموقف جاء كاشفا لمدى الخلل والقصور فى آليات إصدار القرار. إذ بدا وكأنها باتت محكومة بالنظر الأمنى الضيق الذى يهدر ما هو سياسى، ويضحى بما هو استراتيجى لكى يحقق بعض المكاسب الوقتية والعارضة.
ماذا كان يمكن أن يحدث لو أن الوفد قوبل باحترام فى مطار القاهرة، وسمح له بالذهاب إلى رفح واجتياز المعبر ومن ثم حضور الاحتفال باليوم العالمى للمرأة فى 8 مارس؟ أزعم أن المكسب الحقيقى فى هذه الحالة سيكون من نصيب مصر. فى حين لن يضيف ذلك شيئا إلى رصيد حماس. إذ ستظهر مصر بمظهر الطرف الرصين الذى يستعلى فوق مرارات الأزمة العابرة مدركا لمسئولياته واستحقاقات تضامنه مع الشعب الفلسطينى وقضيته. وستبدو بلدا كبيرا وواعيا يفرق بين حماس وبين الشعب الفلسطينى، ولا يحمل الشعب أو يعاقبه من جراء ممارسات حماس أو تجاوزاتها المفترضة. وفى ظل الادعاءات التى يروج لها الإعلام، فإن مصر تكون قد كسبت نقطة فى مواجهة حماس إن هى فعلت ذلك. إذ حين تسمح بمرور الوفد ووصوله إلى غزة فإنها بذلك ستوجه رسالة تقول إن هناك فرقا بين أدائنا وأدائكم. وها نحن نقابل السيئة بالحسنة.
هذه الحسابات البسيطة التى لا تحتاج إلى عبقرية. وحين تغيب عن صانع القرار فإنها تثير تساؤلات عدة حول كفاءة آلياته، كما أنها تشكك فى مدى الرشد الذى يتمتع به. وهو ما يبعث على القلق والخوف لأن ذلك الخلل قد تكون له تداعيات أفدح فى ملفات أخرى أهم وأخطر.


اقرأ المزيد هنا:http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=09032014&id=62d6d783-48a4-4687-8b1e-ccdad53ee29d

طريقة اضافة شريط علوي متحرك لآخر المواضيع لمدونة بلوجر

طريقة اضافة شريط علوي متحرك لآخر المواضيع لمدونة بلوجر


1- تسجيل الدخول>>>تخطيط>>>اضافة اداة javascript.
2- انسخ الكود التالي في الاداة:(لا بد من تحويل الكود بهذه الأداة قبل وضعه في المدونة لكي يشتغل بشكل جيد)
<script type="text/javascript">         var w2bWidth="100";         var w2bScrollAmount="0.5";         var w2bScrollDelay="50";         var w2bDirection="right";         var w2btargetlink="yes";         var w2bnumPosts="5";         var w2bBulletchar =">>>";         var w2bimagebullet="yes";         var w2bimgurl="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgfOcR4zuILN4DpgvQG68XTRDn_sbRsfTAq02IStkLR2Vi_gLOOxUZhIolvKnUDuNpPpLAKz6k4NprMmJ-9iZ_tQnB8Jp0LtWr0KXWuFW-HLFosEDcOkAekUw9ihbDYyNU_FDs5Q3yOULI/s1600/new.gif";         var w2bfontsize="16";         var w2bbgcolor="FFFFFF";         var w2blinkcolor="0033CC";         var w2blinkhovercolor="6600FF";     </script>     <script src="http://sites.google.com/site/javacodehtml/recent-posts-comments-Scrolling-text.js" type="text/javascript"></script>     <script type="text/javascript" src="http://rydnet.blogspot.com/feeds/posts/default?alt=json-in-script&callback=w2bAdvRecentPostsScrollerv3&max-results=10"></script>
3- احفظ الأداة :

طريقة تعديل الشريط العلوي المتحرك لآخر المواضيع لمدونة بلوجر

  •  عدد المواضيع التي تظهر في الشريط : 
var w2bnumPosts="5"; 
  • لون خلفية الشريط :
var w2bbgcolor="FFFFFF";
  • عدد دورات الشريط :
 var w2bScrollDelay="50";
  •  السرعة(كلما قلت القيمة زادت السرعة) :
 var w2bScrollAmount="7";
  •  جهة الحركة :
 var w2bDirection="right"; 
  •  اظهار صورة الفاصل :
var w2bimagebullet="yes";
  • حجم الخط :
  • var w2bfontsize="16";
  •  لون الرابط :
  • var w2blinkcolor="0033CC"; 
  •  لون التأشير على الرابط :
    •  var w2blinkhovercolor="6600FF"; 
      •  قم بتغيير رابط مدونتي برابط مدونتك :
http://sedeeks.blogspot.com/

انتهينا من اضافة شريط آخر المواضيع ويمكنك معاينة النتيجة.

.. وأَفَلَ نَجْمُ السُّعُودِ مقال تركي الفيصل في الشرق الأوسط



في يوم الأربعاء، الرابع من جمادى الأولى لعام 1435 للهجرة، عن عمر يناهز الرابعة والسبعين، توفي أخي وصديقي وحبيبي عبد الرحمن الفيصل بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، بعد أن هدَّه المرض، ففاضت روحه بأمر ربها من قده الممشوق ووجهه الصبوح، فغدا جسدا هامدا فاقدا لذلك البريق الذي كان يشع من عينيه طوال حياته.
كان مولده في الطائف، وفيه نشأ في كنف والديه وترعرع بينهما، ثم التحق بالمدرسة النموذجية التي أسساها لتكون حاضنة للبنين في زمن ندرت فيه المدارس وشحت فيه وسائل التربية والتعليم.
وعندما شب عن الطوق، غادر إلى الولايات المتحدة للدراسة مع بعض إخوانه، وهناك استهوته لعبة كرة القدم وشكّل مع إخوانه ركيزة فريق المدرسة الذي تفوق على فرق المدارس الأخرى وأجاد هو في مركز المدافع لصلابة بنيته، واستهوته كذلك رياضة المبارزة بالسيف فأبدع فيها حتى نال جائزة أفضل مبارز في الولاية التي كانت تقع فيها مدرسته. ولم تلههِ تلك الهوايات عن دراسته، بل حظيت باهتمامه فتفوق في علم الرياضيات حتى اضطرت مدرسته إلى أن تخصص له فصلا ومدرسا لتفوقه على بقية الطلاب ممن هم في سنه. وانتقل فيما بعد ليلتحق بكلية سانت هيرست الشهيرة، في بريطانيا، عندما كان منهجها يستغرق ثلاث سنوات يحتاج الطالب لاجتيازها إلى صبر وجَلَد وتميز، وتوافرت حينها فيه تلك المزايا فتخرج متفوقا، وعاد إلى الوطن ليعمل في الجيش برتبة ملازم ثان وخدم كما غيره من الضباط الجدد في الميدان، فعين بالقيادة العسكرية في تبوك، وهناك عاش ضمن وحدات يسكن أفرادها الخيام والباركسات التي كانت بمثابة ثلاجات في الشتاء وأفران في الصيف. فزادته تلك الحياة صلابة وقوة.
وبعد أن أكمل المدة النظامية في الميدان عاد ليكون مدرسا في كلية الملك عبد العزيز الحربية، وعندما أراد إكمال نصف دينه رزقه الله زوجا حنونا هي موضي بنت خالد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، ابنة عمه، فكانت شريكة أفراحه ومواسية آلامه ووالدة أبنائه: سارة وسعود والبندري.
وطلباً للمعرفة العسكرية المتقدمة والاستزادة منها التحق بدورة الأركان في بريطانيا لينهل من علومها المميزة الرفيعة المستوى. وتخصص في قوة الدروع.
ولما حازه من براعة ومعارف تطبيقية نتيجة التدريب الاحترافي والصقل المهني والأداء المميز، اختاره سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله، ليدير مشروع تطوير الدروع، فجال في الدول الصديقة المصنعة للدروع ووقع اختياره على الدبابة الفرنسية لتكون ركيزة للتطوير المنشود. ولم يكتفِ بقبول ما كان معتمدا لدى الآخرين من تكتيك وممارسة في استخدام الدروع، فطوّر مدرسة المدرعات في تبوك لتصبح من أرقى المدارس في العالم وابتعث الضباط وصف الضباط في دورات تدريبية، بل ابتدع تكتيكا جديدا في قتال الدروع، حيث أدخل على الوحدات المدرعة الصواريخ المتحركة المضادة للطائرات المثبتة على هياكل الدبابات نفسها. ووضع مواصفات الصواريخ المطلوبة وأطلق عليها اسم «الشاهين»، ذلك الصقر الذي تولع منذ صغره بتدريبه والصيد به في براري المملكة. وكأني أراه اليوم جالسا أمام المرحوم الرئيس أنور السادات، وذلك بعد أن كلفه والده المرحوم الملك فيصل بزيارة ميادين المعارك بعد حرب رمضان ليلتقي بالقيادات المصرية ويكتب تقريرا عن حرب المدرعات وأدائها في سيناء. ولما أتى السادات في إحدى زياراته للمملكة، طلب من الفيصل أن يلتقي كاتب التقرير فجلس عبد الرحمن أمامه وشرح تفاصيل تقريره للرئيس وأوضح أن الدبابة الروسية تتفوق على الدبابة الأميركية لعدة أسباب، منها قلة التعقيدات الإلكترونية في الروسية عنها في الأميركية، وعدم حاجة الروسية لمكيف هواء للتبريد، مثل الأميركية، مما ميزها بالخفة في التحرك والاستدارة أثناء المعركة بينما الأميركية كانت ثقيلة يتعطل عملها من حرارة الشمس التي تؤثر على أدواتها الإلكترونية المعقدة. وكانت صراحته مدهشة للسادات الذي كان يعتقد أن الدروع الأميركية أكفأ من الروسية، فأثبت له أن الكفاءة تكمن في إدارة الجندي للآلة الحربية التي يستخدمها وليس في تعقيدها وتعددها.
لقد كان عبد الرحمن الإنسان في حياته، يشع حيوية، يحب المزاح، فارسا يسوس الخيل، شهما يناصر الضعيف على القوي، سريع الغضب وأسرع للتسامح. نمت فيه محبة البادية وأهلها فشاركهم مقانيصهم وحفظ سواليفهم وأشعارهم وأحجياتهم التي عندما كبر كان يتلذذ بسردها على الصغار الذين كانوا يقصدون داره بعد كل صلاة جمعة. ضف إخوته في مجلس الليل بعد وفاة والدته وكان الملفى الذي يصبو إليه أقاربه.
وأختم وفؤادي يتفطر من الحزن، وتخنقني العبرات على فراق الوليف قائلا:
رحمك الله يا أبا سعود. لقد فقدك أخوك ومحبوك ومعارفك، وعزاؤنا هو أنك أثريتنا بمحبتك ولمعان ذكائك وابتسامتك المشرقة التي تبقى أمام أعيننا وفي أفئدتنا، لندعو لك بالرحمة والسكينة عند الرحمن الرحيم.

بحثا عن زاوية اليوم مقال أكثر من رائع لسمير عطا الله في الشرق الأوسط



سؤال يطرحه الجميع. ودائما. وفي كل مكان: كيف تكتب كل يوم؟ إلى جنابك ما حدث اليوم. قرأت هذا الصباح الصحف الورقية الثلاث التي أطّلع عليها كل نهار، إلا حيث أصل ولا تصل. ثم قرأت على «الآي باد» لزوميات اليوم، التي تشمل غالبا، «الغارديان» وبعض صحف مصر والخليج. ثم قلّبت الكتب التي على الطاولة أمامي. ولم أوفّق لأي فكرة للزاوية بعد. فقمت إلى مكتبتي، بجميع أجنحتها، ووفق التدبير الذي رتبته زوجتي: الكتب العربية والكتب الإنجليزية والجناح الفرنسي المشترك بينها وبين ابنتي وبيني. ولم أذكر ابني، لأن كل مكتبته «إلكترون».
إنني أبحث عن زاوية لهذا النهار. عن شيء لا أكرره. شيء جديد يهم القارئ السعودي الذي في تكساس، والعراقي في مانشستر، واليمني في نيروبي، والليبي في بنغازي، واللبناني في سيدني، أستراليا. عندما تكتب في جريدة يقرأها كل العرب يجب أن تبحث دائما عن قاسم مشترك يرضي أذواق معظم العرب. ولأن لي علاقة «روحية» مع السودان، فلماذا لا أكتب اليوم عن آدابه؟ لقد اشتريت مجلدا من جزأين ضخمين (الجامعة اللبنانية) للدكتور حليم يازجي، هو أشمل ما وجدت عن الحركة الأدبية في السودان. لكن مهلا. لا تستطيع الكتابة عن ذلك بعدُ، فأنت لم تنته حتى من الجزء الأول.
ماذا أفعل إذن؟ الزاوية لا تقبل أعذارا ولا تقريرا نفسيا، ولا تقريرا طبيا، والإضراب قلّة أدب. حاذر أن تكتب أي شيء. أن تترجم مقالا كتبه صحافي أجنبي، أو أن تكتب أي شيء وأي كلام. ولا تبتذل. دعك من الموضوع الفلسطيني الآن، فلا جديد. ولا تبتذل. لا تفضح نفسك، بأنك اليوم تدور متسولا على الكتب والصحف وفي الفضاء الإلكتروني. ولا شيء. لا فكرة تليق بالذين يعطونك من وقتهم ومن ثقتهم. يا رجل أنت كاتب، أنت لست إعلان صابون يتكرر كل يوم، كما هو، من فوق إلى تحت، من اليمين إلى اليسار. استخدموا المسحوق العجيب!
ليس عليك أن تكتب شيئا مقروءا فحسب. يجب حفظ المستوى، وإلا فسيزحف الجميع إلى النافذة المقابلة لقراءة علي سالم «لابسين مزيكا». بعد قراءة هذا النوع من الأدب الساخر والوصف البديع لزمن الحقبة الجميلة في مصر، احفظ قلمك. امض في البحث. أعد جولة المكتبة.

إلى فاطمة وأخيها مقال عبد الرحمن الراشد في الشرق الأوسط



ما الذي يمكن أن يعزي الإنسان به زميلا في رزيته، ومن يبكيه مات في المعسكر الآخر؟ في سوريا كلها معسكرات موت متشابهة، كلها تفيض بالدم والحزن والأكاذيب. نقول للزميلة في جريدة «النهار» فاطمة عبد الله التي نعت أخاها الذي قتل مع حزب الله في سوريا، كلهم مثل أخيك الذي تبكينه ماتوا بلا سبب، ماتوا فقط. لا نملك ما نقوله لمن يموت هناك، في سوريا حيث يقتتل الأهل، كلهم قتلى، وكلها جثث، حربها حرب تفيض بالأنانية، ونزاع على مجد شخصي. أخو فاطمة هو مثل عشرات، بل مئات الآلاف من الإخوان والأبناء والنساء الذين ماتوا عبثا، دون تزيين أو تبرير، ماتوا صغارا، وكبارا.
سموهم ما تشاءون، سموهم أبطالا، شهداء، كلهم ضحايا.
ما كتبته فاطمة، آلمنا وأبكانا جميعا، هي حكاية الكثيرين اليوم، حيث يلف الموت ويهدى للناس كالورود، ويزف الميت بالعطر والأهازيج والتبريكات. ما قالته فاطمة في أخيها، وعن أمها: «نحن نبكي فقط، فيما هي تكوى. سأترك جانبا بأي الطرق يخفف عن (أم الشهيد)، وكيف تلقن (الصبر). سأترك ذلك للجميع، وأحدثك عنها من دون تحميلك ذنب وجعها».
ونحن أيضا، لا نريد أن نحمل كتف أحد خطأ، ولا أن نزين صدر أحد بالأوسمة والنياشين، في سوريا بركة دم هائلة، سواء من مات فيها من هؤلاء أم من أولئك. هذه حرب ظالمة كان يمكن أن تحسم بلا موت أو حزن، وكان لمئات الآلاف من الناس أن يعيشوا مع أمهاتهم وبين إخوانهم وأخواتهم.
لماذا مرثية الزميلة فاطمة أحزنت وآلمت أكثرنا، في وقت ظننا أن المشاعر تبلدت، بعد ثلاث سنين من فيضان لم ينقطع يوما واحدا من صور الموتى والجرحى والثكلى؟ السبب أنها لم تكتب لتتكسب سياسيا أو تؤثر في أحد منا عاطفيا، عبرت كأخت فقدت أخاها لم تمل إلى موقفه إن كان له موقف، ولم تحاسب الرصاصة التي سرقت روحه، لم تمنحه أيضا الشهادة، ولم تبرر له أو لمن بعثه للموت هناك. هذه المرثية الصادقة جاءت وسط خراب عريض وقوافل طويلة من الموتى، قيلت بتجرد موجع ومباشر. ومع هذا الصفاء في مرثيتها انتقدت بشراسة، لماذا هذا العنف ضد أخت تبكي أخاها؟ ذلك لأنها ناحت بصدق عرى دعاة الموت والمستأجرين من فرقة النوبة.
أختم بما تختم به فاطمة: «أقبل وجهك المحطم وقدميك اللتين اختارتا طريقهما. أقبل روحك التي توجع روحي وحذاءك الذي تركوه لنا وكل صورك».
ولمن أراد أن يقرأ المقال فهذا رابطه: «http://newspaper.annahar.com/article/113465 إلى أخي الذي مات في سوريا».
alrashed@asharqalawsat.com

في الحركات السياسية الإسلامية مقال مصطفي زين في الحياة اللندنية



يبدو العالم العربي كأنه يمر بمرحلة تاريخية أقرب ما تكون إلى مرحلة القرون الوسطى الأوروبية وحرب المئة عام: صراعات يتداخل فيها الديني بالسياسي بالاقتصادي، والتخلف والتوحش (بتعبير ابن خلدون) بالتوق إلى التقدم، والتمسك بالماضي بالسعي إلى الحرية من سطوة رجال الدين الذين يستخدمون موقعهم لبسط سلطتهم على الدولة والمجتمع. هم يحللون ويحرمون. يدعون القداسة في حين يغوصون في وحول السياسة وخدعها. يتحالفون مع هذا الحاكم أو ذاك. يجرمون هذه الطائفة ويرفعون من شأن تلك. يتكاثرون كالفطر. يملأون الفضاءات التلفزيونية. لا يتورعون عن الإفتاء بالقتل والتحريم، وحتى بطريقة الذبح والنحر والصلب. يمارسون كل ذلك وابتسامة الرضى تعلو شفاههم، مطمئنين إلى الثواب في الدنيا والآخرة.
في أوروبا القرون الوسطى كان الصراع محتدماً بين الديني والعلماني، أو بين الكنيسة ودعاة الدولة المدنية. في العالم العربي يدور الصراع الآن بين دول ادعت العلمانية وحركات شعبية دينية يقودها شيوخ، بعضهم معمم. ويشكل «الإخوان المسلمون» أكثر هذه الحركات تنظيماً. هم أصحاب تجربة طويلة في السعي للوصول إلى السلطة. تجربة اعتمدت وتعتمد السياسة والعنف، والتحالف مع الأنظمة ثم الانقلاب عليها. واللجوء إلى الغرب «الكافر»، على رغم العداء الأيديولوجي. أي أنهم الأكثر خبرة في الانتهازية السياسية. أما الحركات التي انشقت عنهم مثل «القاعدة»، و «جبهة النصرة»، و «داعش»، وحزب «التحرير» وغيرها، فتشكل بصراعاتها بين بعضها، وبتكفيرها الآخرين نموذجاً جديداً بقدمه، تلتحق به جماعات عربية وغير عربية. جماعات ناقمة على مجتمعاتها المتجهة إلى التطوير الفكري السياسي وإلى الحرية، وعلى الأنظمة الفاشلة التي لم تستطع تأمين الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية. هي أحزاب أو جماعات لا تسعى إلى التحرر بل إلى فرض نمط ديني من الاستبداد. استبداد عرفته الشعوب العربية وغير العربية مع أنظمة حكم بادت، مثل الدولة الدينية في أوروبا، أو السلطنة العثمانية. أي الاستبداد الشرقي والغربي.
هل نستطيع القول إن هذه الصراعات تشكل بدايات تشبه الصراع الديني في أوروبا خلال القرون الوسطى؟ وهل تكون الصيرورة التاريخية واحدة؟ أي هل تنبثق ثورة داخل الحركات السياسية الإسلامية تقود إلى انتشار التسامح والاعتراف بالمذاهب المتعددة؟
حرب المئة عام في أوروبا تخللتها مراحل هدوء وسلام كثيرة قبل أن تستقر الأمور ويجري فصل الدين عن الدولة. فهل نحتاج إلى مئة عام ليتحقق الأمر في بلداننا؟

أهم 30 قرار اقتصادي لمصر خلال عام 2013


أهم 20 قرار اقتصادي خلال 2013
12/27/2013 2:10:00 AM
كتب - مصطفى عيد وأحمد عمار ومحمد سليمان:
 
أصدرت حكومتي الدكتور هشام قنديل والدكتور حازم الببلاوي عددًا من القرارات الاقتصادية الهامة خلال عام 2013، تتعلق بالأجور والمعاشات وتنشيط الاقتصاد وإعادة هيكلة المنظومة الاقتصادية وتسيير أعمال عدة قطاعات اقتصادية.
ويرصد محررو مصراوي اهم 30 قرار اقتصادي لمصر خلال عام 2013
الأمر المباشر بالمناقصات والمزايدات
أصدر المستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية المؤقت، قرارا جمهوريا بتعديل بعض أحكام قانون المناقصات والمزايدات، ليسمح في الحالات العاجلة، أن يتم التعاقد بطريق الاتفاق المباشر بناء على ترخيص من الوزير أو المسئول المختص.
وحسب القرار المنشور في الجريدة الرسمية، فقد شمل التعديل المادة الأولى "فقرة أولى"، حيث نص على أن "يعمل بأحكام القانون المرافق في شأن تنظيم المناقصات والمزايدات وتسري أحكامه علي وحدات الجهاز الإداري للدولة من وزارات ومصالح وأجهزة لها موازنات خاصة وعلي وحدات الادارات المحلية وعلي الهيئات العامة خدمية كانت أو اقتصادية، وذلك فيما لم يرد بشأنه نص خاص في القوانين أو القرارات الصادرة بإنشائها أو بتنظيمها أو في لوائحها الصادرة بناء علي تلك القوانين والقرارات".
كما نص تعديل المادة 7 "الفقرة الأولي على أنه: "يجوز في الحالات العاجلة التي لا تحتمل اتباع اجراءات المناقصة أو الممارسة بجميع أنواعها، أن يتم التعاقد بطريق الاتفاق المباشر بناء علي ترخيص من رئيس الهيئة أو رئيس المصلحة ومن له سلطاته في الجهات الأخري وذلك فيما لا تجاوز قيمته 500 ألف جنيه بالنسبة لشراء المنقولات أو تلقي الخدمات أو الدراسات الاستشارية أو الأعمال الفنية أو مقاولات النقل ومليون جنيه بالنسبة لمقاولات الأعمال، بالإضافة إلى الوزير المختص ومن له سلطاته أو المحافظ فيما لا تجاوز قيمته 5 ملايين جنيه بالنسبة لشراء المنقولات أو تلقي الخدمات أو الدراسات الاستشارية أو الأعمال الفنية أو مقاولات النقل و10 ملايين جنيه بالنسبة لمقاولات الأعمال.
منح عدة عقود مقاولات للجيش
حصلت القوات المسلحة على عقود حكومية لتنفيذ مقاولات بقيمة تقارب 7 مليارات جنيه خلال الفترة من 24 سبتمبر حتى 23 نوفمبر.

عيون وآذان(عندما كان الحال أفضل) جهاد الخازن في الحياة اللندنية



لم أفاجأ بتردي العلاقات بين دول الخليج إلى درجة القطيعة، ولم أفاجأ بإعلان مصر جماعة «الإخوان المسلمين» منظمة إرهابية. ما فاجأني هو رد فعل الميديا العربية على انهيار الوضع فقد كان على طريقة قيس ويمن ومَنْ ليس معنا فهو ضدنا وإلى درجة التخوين.
كنت أتمنى لو أن الإعلام العربي المتهم دائماً حاول رأب الصدع فنصح في قطر قيادة البلد بأن تسعى إلى إزالة أسباب الخلاف، ونصح إعلام الفريق الآخر قيادات بلاده بأن تأخذ خطوات إيجابية للم الشمل.
ما حدث هو أن الوضع السياسي متأزم والوضع الإعلامي متفجر، والضحية هي الشعوب العربية والمستفيد هو إسرائيل وحدها.
كتبت غير مرة في الأشهر الأخيرة منتقداً أداء تلفزيون «الجزيرة» وعرضت أسبابي للشكوى، وكنت أدرك مدى الاستياء من تغطية هذه المحطة أخبار مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وغيرها. ولعل من السذاجة بالنظر إلى التطورات اللاحقة أن أعتقد بأن المسؤولين عن «الجزيرة» سيقبلون نقدي ويحاولون العودة بالمحطة إلى قسط من التوازن والموضوعية.
اليوم «الجزيرة» آخر همومي. ولن يسمع مني القارئ نقداً أو تذكيراً بما قلت وبما حذرت منه. اليوم أكتفي بالإشارة إلى نصف فقرة واحدة في بيان وزارة الداخلية السعودية عن اعتبار تنظيم «القاعدة» والقاعدة في جزيرة العرب والقاعدة في اليمن والقاعدة في العراق و»داعش» و»جبهة النصرة» وحزب الله داخل المملكة وجماعة «الإخوان المسلمين» وجماعة الحوثي منظمات إرهابية.
القاعدة وكل القواعد المنبثقة منها جماعات إرهابية ولا جدال، وقد كان هذا رأيي منذ إرهاب 11/9/2001 في الولايات المتحدة ولا يزال. إلا أنه أصبح صفة سياسية ودينية بصدوره عن وزارة الداخلية في بلد الحرمين الشريفين.
كنت أتمنى لو أن قيادة «الإخوان المسلمين» أدركت عبثية التحريض والإرهاب وسعت للمصالحة مع الشعب المصري وجيشه. وكتبت مرة بعد مرة أنني أريد في النظام الديمقراطي الموعود في مصر أن يكون الإخوان المسلمون جزءاً من العمل السياسي لشعبيتهم بين الناس، بعد أن ينبذوا الإرهاب والتحريض. إلا أنهم لم يفعلوا ودفعوا الثمن من إدانة عربية عامة بالإضافة إلى إدانة الحكم الانتقالي في مصر.
«لا تُجمِع أمتي على ضلالة». هذا ما تعلمنا صغاراً كباراً، وإذا كان هناك إجماع عربي على رفض ممارسة الإرهاب وممارسيه، فإن قطر وحدها لا تستطيع أن تقول إنها وحدها على صواب، وهي أصغر دولة عربية إطلاقاً، وإن الأمة على خطأ. كذلك اجتمعت مصر والسعودية وآخرون على إدانة إرهاب الإخوان المسلمين فهم لا يستطيعون أن يزعموا البراءة وأن يردوا التهمة إلى المتَّهمين.
اليوم لا أنتصر لأحد ولا أدين أحداً وإنما أقول إن هذا هو الوضع، ثم أرجو العقلاء في مراكز الحكم وفي الإعلام ألا يزيدوا الهوّة عرضاً وعمقاً، بل أن يتجاوز الجميع المواقف الشخصية لتغليب المصلحة العامة.
يشجعني على توقع حل أن تقود الكويت جهود المصالحة، فأنا أعرف الأمير الشيخ صباح الأحمد منذ أوائل السبعينات، وأعرف أنه وطني عربي وحكيم ومعتدل، فأرجو أن يعمل القادة العرب في كل بلد بنصحه وأن يصغوا جيداً إلى اقتراحاته، لأنه (وأنا أتحدث من منطلق معرفة شخصية مباشرة/اسألوه) يريد الخير للجميع.
إذا نجحت الكويت، أو عُمان أو غيرها، في رأب الصدع العربي، لكان الإنجاز هذا واسطة العقد في عمل الشيخ صباح الأحمد أو السلطان قابوس، أو كل وسيط آخر.
في غضون ذلك، أطالب الإعلام العربي بالكف عن تأجيج النار، فلا يستفيد أحد من الخلاف سوى إسرائيل. ثم أطالب الإعلام بالعمل «إطفائي حرائق» باقتراح سبل الخلاص من الأزمة، وترطيب الجو بين الدول العربية. وبعد ذلك أطالب الإعلام العربي بالبحث عن مخارج من الأزمة واقتراحها، كلٌ على زعماء بلاده.
كنت أخشى أن تكون دولنا سائرة في طريق خلاف علني حاد، إلا أنني غلبت الأمل على الواقع المر،